البيت الابيض : التنظيم الذاتى لمنصات التواصل الاجتماعى العالية " فاشل " ولابد اعادة تنظيمها
التفكيك لشركات..مزيد من الرقابة ..غرامات مالية تشجيع اقامة منصات جديدة اهم السيناريوهات
كتب : باسل خالد – محمد الخولي
فيما يمكن اعتباره انها بمثابة "القشة التى كسرت ظهر البعير " مع توقف خدمات تطبيقات شبكة فيسبوك " موقع فيس بوك ، إنستجرام ، ماسنجر وواتس آب" لمدة تزيد عن 6 ساعات ، يوم الاثنين الماضى ، فان منصة" فيسبوك " يبدوا أن تخط اللمسة الاخيرة فى بداية النهاية لهذه الشركة التى تقترب قيمتها المالية نحو تريليون دولار وتحتل المرتبة الخامسة ضمن اكبر شركة على مستوى العالم خل فكل من " ابل" و" مايكروسوفت" و" أمازون" و" جوجل " .
وبصرف النظر عن المبررات التى أوضحتها الشركة عن سبب العطل وأرجعتها الى خطا فى عملية إعداد أجهزة الروترات الخاص بها فان المنطق لا يمكن ان يفصل بيم ما حدث لشبكة فيسبوك وبين ما كشفت عنه المهندس فرانسيس هوجن، الموظفة السابقة في شركة "فيس بوك" بقسم مكافحة المعلومات المغلوطة ، وتسريبها لعدد من الوثائق السرية الخاصة بالشركة إلى صحيفة "وول ستريت جورنال"، التي نشرته ضمن تحقيق متعدد الأجزاء.
فيسبوك تدرك ما تفعله من اخطأ
ولعل ما من اخطر ما قالتها هوجن، في لقاء مع برنامج "60 دقيقة" على قناة "CBS" الأمريكية، إن الوثائق كشفت عن أن فيس بوك "كانت على دراية بمشاكل تطبيقاته، بما في ذلك الآثار السلبية للمعلومات المضللة والضرر الذي تسببه إنستجرام خاصة للفتيات الصغيرات".
كما عادة وكشفت هوجن ، امام لجنة التحقيقات التابعة للكونجرس الامريكى " أن فيس بوك تعطي الأولوية للربح على حساب الصالح العام، وأنها "أوقفت قبل الأوان الضمانات المصممة لإحباط المعلومات المضللة وإثارة الفوضى، بعد أن هزم جو بايدن دونالد ترامب العام الماضي"، زاعمة أن "فيس بوك حلت وحدة النزاهة المدنية التي كانت تعمل بها"، ما ساهم في أعمال الشغب بمبنى الكابيتول في 6 يناير.
وأشارت الموظفة السابقة بالشركة إلى أنها انضمت إلى فيس بوك قبل عامين، كمدير للمنتجات لحماية الانتخابات الأميركية من محاولات التدخل عبر الشبكات الاجتماعية، لكنها رحلت عن منصبها في مايو الماضي، بسبب غضبها من سياسات الشركة تجاه الأضرار الخطيرة لخدماتها، وفق مزاعمها.
محتوى يحض على الكرهية
أضافت هناك خوارزميات تتحكم فيما يظهر في موجز الأخبار للمستخدمين، ومنها المحتوى الذي يحض على الكراهية، الذي كانت تتغذى به الخوارزميات الجديدة، بينما لم تتخذ الشركة الإجراءات المطلوبة لكبحه، وهو محتوى يزيد تفاعل المستخدمين، وبالتالي زيادة إيرادات الشركة، على حد مزاعم هوجن.
وقبل شهر، قدمت هوجن ما لا يقل عن 8 شكاوى إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات زاعمة أن شركة فيسبوك تخفي أبحاثًا حول أوجه القصور فيها عن المستثمرين والجمهور.
موقف حازم البيت الأبيض
وأثارت الوثائق جدلاً واسعاً، الأمر الذي دفع المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين بساكي، للرد حيث قالت : "البيت الأبيض ينظر إلى تلك التسريبات على أنها أحدث حلقة من سلسلة حول منصة التواصل الاجتماعي توضح أن "التنظيم الذاتي لا يعمل".
وبحسب ما نقلت شبكة "سي إن إن"، قالت ساكي إن الرئيس جو بايدن يعتقد "منذ فترة طويلة" أن التنظيم الذاتي من قبل عمالقة وسائل التواصل الاجتماعي لا يعمل.
وأضافت المتحدثة أن التسريبات تثبت صحة "القلق الكبير الذي عبر عنه الرئيس والمشرعون من الحزبين بشأن كيفية عمل عمالقة وسائل التواصل الاجتماعي والسلطة التي جمعوها"، مؤكدة أن إدارة بايدن تواصل دعم الإصلاحات الأساسية لمعالجة هذه القضايا.
بداية الانهيار
وتزامناً مع الوثائق وردود الأفعال، ضرب عطل كبير أمس الإثنين، منصات "فيس بوك" و"ماسنجر" و"واتس آب" و"إنستجرام" للتواصل الاجتماعي، ما تسبب في حالة من الشلل التام دام 6 ساعات متواصلة.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن شركة "فيس بوك" قالت إنه من غير المحتمل أن يكون العطل الذي أصاب منصاتها بفعل هجمات إلكترونية.
وبحسب موق DornDetector ، فقد أبلغ أكثر من 125 ألف مستخدم لفيس بوك عن وجود مشكلات في الوصول إلى التطبيق منذ الساعة 11:54 صباحًا في نيويورك، كما أبلغ ما لا يقل عن 98 ألف شخص أنهم واجهوا مشكلات مع تطبيق إنستجرام في حين أبلغ 35 ألف شخص عن مشكلات في واتساب.
نأسف على عطل اليوم
وكان مارك زوكربيرج مؤسس "فيس بوك" كشف، صباح يوم الثلاثاء الماضى ، عن عودة خدمات شركته للعمل مجددًا، واعتذر عن الانقطاع.
وكتب زوكربيرج تدوينة عبر حسابه بموقع "فيس بوك" قال فيها: "فيسبوك وإنستجرام وواتساب وماسنجر عادت للعمل الآن. نأسف على عطل اليوم.. نعرف كم تعتمدون على خدماتنا للبقاء على تواصل مع الأشخاص الذين تهتمون بهم".
7 مليار دولار خسائر
وتسبب هذا الانقطاع في خسائر مالية لزوكربيرج تقدر بنحو 7 مليارات دولار في ساعات قليلة. كما انخفضت ثروة مؤسس فيس بوك إلى 120.9 مليار دولار، ليتراجع بعد بيل جيتس إلى المركز الخامس في مؤشر بلومبرج للمليارديرات كذلك بفعل عمليات البيع تراجع سهم عملاق وسائل التواصل الاجتماعي بنحو 6% الإثنين، بعد تراجعه بنحو 15% منذ منتصف سبتمبر.