ابتكر علماء حواسيب وسيلة جديدة قد تؤدي إلى تطوير مساعِدات افتراضيّة مميكنة أكثر واقعية، لمساعدة المصابين بأمراض نفسية.
تُدعى الوسيلة الجديدة «سمارتي» (SMERTI)، وتتيح للمساعِدات الافتراضيّة استخدام لغة عاطفية طبيعية في سياقاتها الصحيحة؛ ويتوقَّع أن يؤدي ذلك إلى تطوير مساعِدات افتراضيّة أفضل وأَقْدر على التعامل مع المصابين ومساعدتهم.
وقال ستيفن فينج، الطالب بكُلية ﺩﻳﻔﻴﺪ ﺗﺸﻴﺮﻳﺘﻮﻥ ﻟﻌﻠﻮﻡ الحاسوب في جامعة واترلو «في المساعِدات الافتراضيّة شخصيات ومشاعر معيّنة تكون أقرب إلى بعض الأفراد من غيرها؛ وقد يؤدي تمكين المساعِدات من انتقاء كلماتها وعباراتها وفق كل موقف وشخصية إلى تصميم بوتات دردشة تتوفر عند الطلب، لمحادثة المصابين بأمراض نفسية وإعاقات معرفية عند الحاجة.
وأضاف «إنّ عدد المحتاجين إلى علاج نفسي في ازدياد، وعدد الاختصاصيين غير كاف؛ فما أَنْفع إذًا من أَتْمَتة بعض جوانب العلاج؟! سيخفض ذلك تكلفته ومدة انتظاره؛ لكن المشكلة أن الجوانب العاطفية للصحة النفسية من التحديات الكبيرة التي تواجهها المساعِدات الافتراضيّة.»
والواقع أن سمارتي يمثل عدة أدوات برمجية ذكية تعمل معًا، منها: تَقنيع التشابهات (SM) وتبديل الكِيانات (ER) وإكمال النصوص (TI)؛ ومهمتها أن تعدِّل ردود المساعِد النصية المناسبة لشخصية معينة، فيجعلها تلائم الموقف الحالي، فيأخذ مثلًا هذه النصيحة «السماء مُشمسة. أعلم أنك تكره هذا، لكن عليك وضع واق شمسيّ» فيجعلها «السماء ممطرة، أعلم أنك تكره هذا، لكن عليك جلب مظلّة.»
ليُقيِّم العلماء سمارتي، عرَضوا على ثمانية من زملائهم الباحثين نصوصًا كتبها بشر، إلى جانب النصوص ذاتها بعد تعديلها بأنظمة عديدة، منها سمارتي، ثم طلبوا منهم أن يقيّموا الجُمَل المعدَّلة بدرجة من 1 إلى 5، من حيث الطلاقة والاحتفاظ بالجانب العاطفي والتبديل في المحتوى -أي مدى صلاحية الكلمات الجديدة الموضوعة مكان القديمة-.
قال جيسي هُوِي، الأستاذ المساعد بكُلية ﺩﻳﻔﻴﺪ ﺗﺸﻴﺮﻳﺘﻮﻥ ﻟﻌﻠﻮﻡ الحاسوب «تبيَّن من تقييمات المشاركين لمختلف النصوص أن سمارتي فاق كل النماذج الأوّلية، وخصوصًا في الطلاقة والتبديل العام في النص ليناسب دلالات جديدة.
«انصبّ أكبر تركيزنا على الطلاقة والتبديل الدلالي، لنثبت إمكانيتهما ونَقيس نسبة الاحتفاظ بالجانب العاطفي، التي تبيّن عُلوّها فيما بعد. الخطوة المقبلة: بحث المحافظة على الشخصية بدلًا من المشاعر، وهذا أعقد كثيرًا.»
الباحثون عاكفون حاليًّا على نظام يولّد هو ذاته من البداية نصوصًا مُشخصَنة، وهذا إذا جُمِع مع سمارتي فسيؤدي إلى مساعِدات افتراضيّة ذات شخصيات أكثر اتساقًا؛ فالشخصيات المتسقة من أُسس المساعِدات الافتراضيّة المستقبلية الداعِمة للصحة النفسية.