مدبولي: الحكومة تعكف على بلورة استراتيجية تحدد دور الحكومة والقطاع الخاص خلال المرحلة المقبلة عوض: تقديرات النمو الواعدة للاقتصاد تزيد اهتمام مجتمع الاستثمار الدولي للاستفادة من الفرص
كتب : باكينام خالد – عادل فريج
اكد الدكتور مصطفي مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الحكومة تعمل بالفعل على تعزيز الصناعات الوطنية، وأننا قريباً سنشهد الإعلان عن استراتيجية متكاملة لتوطين صناعة السيارات في مصر، كما أشار إلي تلقي الحكومة عروضاً من كبري التحالفات الاستثمارية للعمل في مجالات عديدة لاسيما في مجال تحلية المياه، وأنها تعكف علي دراسة هذه العروض لاختيار أفضل العروض التنافسية بما يتوافق مع سياستها الوطنية ويضمن توطين الصناعة.
وأشار رئيس الوزراء إلي أن الحكومة اتخذت خطوات جادة للقضاء على البيروقراطية التي ورثتها عبر السنوات، مستعرضاً في هذا الصدد بعضاً من إجراءات الميكنة والتحول الرقمي، والتي تضمنت إطلاق "منصة جسور" لتسهيل عمليات الاستيراد والتصدير، وإطلاق "بوابة مصر الرقمية" لتوفير العديد من الخدمات بما فيها الخدمات المالية، وربط ما يقرب من 36 ألف جهة حكومية على هذه المنصة، لافتاً إلي أن مصر تخطو خطى سريعة من أجل تحقيق التحول الرقمي ورقمنة نحو 90٪ من الخدمات المقدمة إلي المصريين والأجانب للقضاء على البيروقراطية وتسريع الفترات الزمنية لإنهاء الخدمات.
جاء ذلك خلال لقائه مع المجموعة المالية هيرميس القابضة، وممثلي 28 مؤسسة مالية واستثمارية من السعودية، والإمارات ، والولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، وهولندا، وجنوب أفريقيا على هامش فعاليات الدورة الرابعة لمؤتمر "يوم الاقتصاد المصري" لبحث فرص التعاون الممكن لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى السوق المصرية، وحضر اللقاء الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، وأيمن سليمان، المدير التنفيذي لصندوق مصر السيادي.
وفي بداية اللقاء، أعرب رئيس الوزراء عن حرصه والمسئولين على لقاء هذا العدد الكبير والمتنوع من ممثلي كبريات المؤسسات المالية والاستثمارية العالمية المتواجدين حالياً في مصر للمشاركة في فعاليات الدورة الرابعة لمؤتمر "يوم الاقتصاد المصري"، لاطلاعهم على آخر مستجدات أداء الاقتصاد المصري، وبيئة الأعمال، والحوافز التي تقدمها الحكومة لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
أضاف الحكومة تقوم حاليًا بتنفيذ المرحلة الثانية من برنامج الإصلاح الاقتصادي، القائم على مجموعة من الإصلاحات الهيكلية الجذرية لدعم نمو اقتصادي قوي ومستدام، من خلال التركيز على عدد من القطاعات ذات الأولوية وهي الزراعة، والصناعة، والاتصالات، وتكنولوجيا المعلومات، باعتبارها قطاعات تتوافق مع عدد من المعايير المستهدفة.
وفي السياق ذاته، أشار رئيس الوزراء إلي ما اتخذته الحكومة والبنك المركزي من إجراءات استباقية وحاسمة لاحتواء الآثار السلبية للأزمة وتحقيق الاستقرار الاقتصادي للقطاعات، والتي تضمنت حزمة من المبادرات الموجهة لدعم القطاعات الاقتصادية المختلفة، والشركات الأكثر تضرراً، ومساعدة القطاع الخاص للتعافي.
أضاف مدبولي أنه وعلي الرغم من نجاح الحكومة المصرية في القيام بهذا الدور، بل وتحقيق معدلات نمو إيجابية خلال الجائحة، إلا أنها لا تعتزم مواصلة هذا النهج، بل تعمل جاهدة في الوقت الحالي على تعزيز وتوسيع دور القطاع الخاص لقيادة الاقتصاد خلال المرحلة القادمة.
أكد الحكومة المصرية تعكف على بلورة استراتيجية واضحة للسنوات الخمس القادمة تحدد دور الحكومة المصرية، ومجالات مشاركتها في قطاعات الاقتصاد، والقطاعات التي سيتولى قيادتها القطاع الخاص، تمهيداً لنشرها بنهاية العام الجاري إعمالاً لمبدأ الشفافية، ولاطلاع القطاع الخاص المحلي والأجنبي على الفرص الاستثمارية الواعدة.
من جانبها، استعرضت الدكتورة هالة السعيد ما تضمنه لقاؤها مع ممثلي المؤسسات المالية والاستثمارية خلال مشاركتها في الدورة الرابعة لمؤتمر "يوم الاقتصاد المصري"، من استعراض لأداء الاقتصاد المصري، وخطط الحكومة المستقبلية لتحقيق التنمية المستدامة، والتحول إلى الاقتصاد الأخضر، وتعزيز دور القطاع الخاص، بالإضافة إلي مستقبل الطروحات في البورصة المصرية، ودور صندوق مصر السيادي، الذراع الاستثمارية للدولة في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة.
من ناحيته، أشار كريم عوض، الرئيس التنفيذي للمجموعة المالية هيرميس القابضة إلى أن الاجتماع يعكس حرص المؤسسات الإقليمية والدولية الممثلة اليوم والتي تتخطى أصولها 13 تريليون دولار، على لقاء رئيس الوزراء والمسئولين المعنيين لاستكشاف فرص الاستثمار الواعدة في السوق المصرية خلال الفترة المقبلة.
أضاف الأسس القوية وتقديرات النمو الواعدة التي يحظى بها الاقتصاد المصري تلعب دورًا محوريًا في زيادة اهتمام مجتمع الاستثمار الدولي بالاستفادة من الفرص الجديدة التي يزخر بها سوق الاستثمار في مصر مؤكدا على التزام المجموعة المالية هيرميس القابضة بدورها في دعم جهود الحكومة لجذب الاستثمارات الدولية ودفع عجلة النمو بالسوق المحلية، مستفيدةً من مكانتها الفريدة باعتبارها بنك الاستثمار الرائد في الأسواق الناشئة والمبتدئة وأول بنك شامل في السوق المصرية.
واستمع الدكتور مصطفي مدبولي إلي تعليقات واستفسارات ممثلي المؤسسات المالية والاستثمارية، والتي تنوعت حول مستقبل الاستثمار في مصر، وسبل التعامل مع التحديات ذات الصلة، لاسيما من حيث القضاء على البيروقراطية، وتحسين مناخ الاستثمار، وإطلاق العنان للقطاع الخاص، وتنمية دور الشركات المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر، وترشيد منظومة الدعم، والتركيز على القطاعات الاستثمارية الواعدة لاسيما في مجال تحلية المياه، والتعليم الجامعي، وتعزيز الصناعة المحلية من أجل التصدير خاصة صناعة السيارات، بالإضافة لتعزيز دور سوق رأس المال كمصدر رئيسي من مصادر تمويل النمو الاقتصادي.
وعقّب رئيس الوزراء، مشيراً لإدراك الحكومة أهمية زيادة طروحات الشركات العامة من أجل تعزيز دور سوق الأوراق المالية، وتنمية وتطوير وإنعاش حركة تدفق رؤوس الأموال والتداول بالبورصة المصرية، ورفع رأس المال السوقي لتكون أكثر جذباً للمستثمرين، لافتاً إلى اعتزامها طرح 5 أو 6 شركات جديدة في البورصة المصرية قبل نهاية العام المالي الجاري.
وأكد الدكتور مصطفى مدبول الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، إيمانا منها بالدور الذي تقوم به هذه المشروعات في مسيرة التنمية الشاملة التي تنفذها الدولة في جميع القطاعات، لافتا إلى جهود الحكومة لدعم وتطوير هذا القطاع، واعتزامها إطلاق حملة توعية موسعة بالحوافز والامتيازات المقدمة لهذه المشروعات، في إطار قانون تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، ولائحته التنفيذية.