- المنافسة الشرسة تسببت في فشل حوالي 90% من الشركات الناشئة عالمياً
- العميل هو الملك ووهو القوة الحقيقية لنجاح الشركات .. و البقاء للأصلح و الأذكى
كتب : باكينام خالد – أمير طه
يوجد اليوم حوالي 150 مليون شركة ناشئة حول العالم، بالإضافة لإطلاق ما يقرب من 50 مليون شركة ناشئة كل عام، وأمام هذا الكم الهائل، نتج عنه كثير من التحديات والمعوقات والمنافسة الشرسة التي تسببت في فشل حوالي 90% من الشركات الناشئة عالمياً.. فالبقاء في عالم الأعمال يندرج تحت قاعدة "البقاء للأصلح، والأذكى، والأكثر تكيفاً مع الواقع وسوق الأعمال".
وكشفت دراسة أجراها مركز "انترريجونال للتحليلات الاستراتيجية"، ومقره أبوظبي، أنه وفي ظل عالم تتسارع فيه التطورات التكنولوجية، وتتعاظم فيه التحديات الاقتصادية الناجمة بفعل التوترات الجيوسياسية، يصبح الاعتماد على الأعمال التقليدية لدى الكثيرين حلاً غير فعال، وأن ثمة احتياجاً مُلحاً إلى إنشاء مشروع ناشئ مرتبط باهتمام الشخص ويُدر له الربح.
ويتلاقى هذا الاتجاه بشكل كبير مع سعي الحكومات حول العالم نحو دعم الشباب والخريجين وتشجيع مشروعاتهم الناشئة؛ لما يتيحه ذلك من فرص اقتصادية واجتماعية كبيرة، كتقليص معدلات البطالة وخلق وظائف جديدة بعيداً عن القطاع الحكومي المتخم بالموظفين،فضلاً عن تعزيز الناتج الوطني الإجمالي للدولة.
وذكرت الدراسة أن التوجه الحكومي العالمي تجاه مساندة ودعم الشركات الناشئة بات توجهاً راسخاً خلال السنوات الماضية وسيواصل مساره عالمياً في الوقت الذي يصل فيه عدد الشركات الناشئة حول العالم إلى نحو 150 مليون شركة حالياً.
سوق شديد التنافسية
وأجملت الدراسة عدداً من التحديات المصيرية التي تُواجِه الشركات الناشئة وتحدد مدى قدرتها على الاستمرار وإثبات وجودها ضمن سوق شديد التنافسية للحصول على عقود أعمال أو الفوز بالمناقصات أو اكتساب العملاء الجدد دون رصيد أعمال أو خبرة سابقة وغيرها من المعايير اللازمة للفوز بالعقود والأعمال. ومن أهم هذه التحديات: المنافسة الشرسة لاسيما مع الشركات الكبرى ومدى القدرة على تحقيق شراكات ناجحة من حيث صعوبات العثور على شركاء جديرين بالثقة، وأن أحد أهم التحديات التي تواجها الشركات الناشئة تتمثل كذلك في مخاطر استدامة التمويل للقدرة على الاستمرار إضافة إلى مخاطر توافر السيولة وإدارتها بصورة صحيحة .
كما تواجه الشركات إشكالية البيئة القانونية المتمثلة في فرض العديد من الشروط التي تُقيِّد عمل المشروع وتحمله مصروفات إدارية وتراخيص وإجراءات مُكبِّلة من شأنها تقييد نطاق عمله.
التهديدات الأمنية
أشارت الدراسة كذلك إلى تحدي تهديدات الأمن السيبراني المتصاعدة، الذي يجعل الشركات الناشئة النشطة عبر الإنترنت عرضة لتهديدات معلوماتية دائمة، بالإضافة إلى التحدي الكبير المتمثل في كسب ثقة العملاء والتي بدونها لن تتمكن الشركة الناشئة من النجاح والتوسع وإحراز تقدم الشركات الناشئة بحاجة إلى المال، وتدفق نقدي فوري، سواء من المبيعات أو المستثمرين، وأي خلل في ذلك قد يؤدي إلى تأخير طرح المنتجات، تعيين موظفين رئيسيين، تجهيز مكاتب جديد، تطوير العمل ورفع كفاءته، لذلك تقليص التكاليف في البداية إذا كان غير مبرر ولا يؤدي إلى الانتشار فإنه قد يتسبب في الغالب إلى فشل الشركة الناشئة وعدم إيفائها بالمتطلبات التي عليها لكسب العملاء وتحقيق المبيعات.
اشتعال المنافسة
تشكل المنافسة أحد أكبر التحديات لبقاء الشركات الناشئة. وإذا كان مشروع تجارياً ناشئاً عبر الإنترنت، فستصبح المنافسة أكثر صعوبة. حيث لا يوجد هامش خطأ متاح، هنا تحتاج الشركات الناشئة إلى المنافسة بقوة، وتجاوز ثقلها للحصول على الاعتراف المطلوب بشدة بين مجموعات الأعمال الصعبة والمتوسعة باستمرار.
ليس بإنفاق المال الكثير الذي قد يتجاوز أحياناً هامش الربح من المبيعات، أو بعدم إنفاق المال اعتماداً على جودة المنتج أو دائرة معارف مؤسس الشركة الناشئة، لكن التسويق الفعال الذي يستهدف العملاء المتوقعين بميزانيات صغيرة، عن طريق الاعتماد على الذات أو الاستعانة بخبير تسويق، حتى يصل بأسرع وقت للجمهور المستهدف، وينتقي الطرق المثلى لجذب عملاء جدد.
توقعات كبيرة
من أجل النجاح في عالم الأعمال التنافسي، يجب أن يكون لدى الشركات الناشئة توقعات عالية ولكن محكومة، مع مراعاة الموارد المتاحة، ومدى إمكانات النمو، وعوامل السوق الأخرى أيضًا فالنجاح قصير الأجل والتوقعات لا تنتهي أبدًا، وتوقع السيناريوهات المفاجئة أو الغريبة تجعل الشركة الناشئة تصل لحلول في حالة وجود أي طارئ، خاصة وأن وباء "كورونا" ظهر فجأة، وتسبب في فشل كثير من الشركات.
ثقة العملاء
كسب ثقة العملاء وولائهم، تحتاج الشركات الناشئة لتنفيذ فلسفة عمل تتمحور حول العميل، لتحقيق النمو والتقدم المستدامين المرتفع الذي يرغبون في تحقيقه في عالم الأعمال المليء بالتحديات. العميل هو الملك، وهو القوة الحقيقية لنجاح الشركة.
الحقيقة أنه لا يوجد حل واحد للتغلب على التحديات التي تواجه الشركات الناشئة في هذا العصر، ومن أجل مواجهة ما يسمى بتحديات عالم الأعمال العنيف ، يجب أن تكون الشركات الناشئة مرنة وأن تركز على الحفاظ على نزاهتها في مواجهة كل الصعاب.