كشفت دراسة علمية حديثة أجرتها جامعة بنسلفانيا عن تقلص أدمغة عدد من العلماء والمستكشفين بنسبة 10% بعد قضائهم 14 شهرًا في مهمة أبحاث داخل محطة "نيو ماير" المنعزلة في أقصى القارة القطبية الجنوبية "أنتاركتيكا". وحصل بعض العلماء على أسوأ نتيجة متوقعة في اختبارات القدرة العقلية بعد مغادرتهم المحطة، حيث أظهرت تجارب الرنين المغناطيسي التي أجريت عليهم، تقلص المناطق الخاصة بالتعلم في أدمغتهم. وتلقي تلك النتائج بظلالها على الرحلات الطويلة المقترحة للسفر إلى الفضاء.
الدكتور ألكسندر ستان رئيس فريق الدراسة قال لمجلة "ساينس" إن بقاء العلماء في عزلة مطبقة، انعكس سلبًا على قدراتهم الذهنية التي طورت ما يطلق عليه "الصحراء البيضاء"، وهي نفس الصورة التي تشاهدها الأعين طوال اليوم لصحراء جليدية قاحلة، يضاف إلى ذلك طول ساعات الظلام الدامس الذي يلقي بظلاله على المكان، إذ عادة لا تشرق الشمس لأشهر طويلة هناك.
نشرت نتائج الدراسة في دورية "نيوانجلند الطبية"، وأشارت إلى أن رواد الفضاء أكدوا معاناتهم من تغييرات في الأنشطة الكهربائية لأدمغتهم، كما أبلغ بعضهم عن "الهلوسة" التي انتابتهم بسبب العزلة. واقترحت الدراسة تدعيم العلماء ورواد الفضاء ببرامج الواقع الافتراضي، إضافة إلى تمرينات رياضية خاصة لمساعدتهم على الحد من تأثير العزلة في أدمغتهم.
