4 مليار دولار : استثمارات إرنست آند يونغ في الذكاء الاصطناعي
كتب : مصطفى ابراهيم
قالت شركة الاستشارات "إرنست آند يونغ" EY إنها استثمرت مؤخراً 1.4 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي، فيما يعد الإعلان الأحدث بين سلسلة أقرانها، والذي يتعلق بالتكنولوجيا سريعة التطور والانتشار.
وبالإضافة إلى الاستثمار البالغ 1.4 مليار دولار، الذي أُعلن عنه يوم الأربعاء، قالت شركة الخدمات المهنية إنها أنشأت نموذجاً لغوياً كبيراً خاصاً بها يسمى، EY.ai EYQ، وإنها ستقوم بتدريب القوى العاملة لديها البالغ عددها 400 ألف موظف على الذكاء الاصطناعي.
ورفضت الشركة التعليق على المبلغ المحدد الذي ستنفقه على الذكاء الاصطناعي في المستقبل، لكنها قالت إن المبلغ أكبر مما أنفقته على مدار السنوات الخمس الماضية، ويتضمن الاستثمار المستقبلي الاستمرار في تحسين نموذج اللغة الكبير الخاص بها.
وأصدر عدد قليل من أقران EY أيضاً إعلانات كبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي خلال العام الماضي. وقالت شركة "كي بي إم جي" (KPMG) في يوليو إنها تخطط لإنفاق ملياري دولار على الذكاء الاصطناعي والخدمات السحابية على مستوى العالم، على مدى السنوات الخمس المقبلة. وفي شهر يوليو أيضاً، أعلنت "أكسنتشر" (Accenture) عن استثمار بقيمة 3 مليارات دولار لتوسيع ممارساتها في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي.
وقالت شركة "برايس ووترهاوس كوبرز" (Pwc) في أبريل، إنها تخطط لاستثمار مليار دولار في الذكاء الاصطناعي التوليدي في عملياتها بالولايات المتحدة على مدى ثلاث سنوات، وقالت "ديلويت" (Deloitte) في ديسمبر الماضي إنها ستنفق 1.4 مليار دولار على تدريب الموظفين على التقنيات بما في ذلك الذكاء الاصطناعي.
وتتضمن منصة EY.ai التي تم الكشف عنها يوم الأربعاء منتجات الشركة الجديدة والحالية التي تحتوي الآن على الذكاء الاصطناعي المضمن فيها، مثل EY Fabric، الذي يساعد الشركات على إدارة بياناتها، وفقاً للشركة. وقالت "إرنست آند يونغ" EY إن لديها أيضاً مكتبة لحالات الاستخدام التي توفر بشكل أساسي، مساراً لكيفية قيام الشركات بنشر تقنيات الذكاء الاصطناعي بأمان وفعالية على نطاق واسع.
وقال آندي بالدوين، الشريك الإداري العالمي لخدمة العملاء في EY، إن المبادئ التوجيهية وأطر العمل، التي تتضمن أفضل الممارسات للمخاطر والحوكمة وإدارة البيانات، تهدف إلى مساعدة الشركات على الإجابة على السؤال: من أين أبدأ بالذكاء الاصطناعي؟
أضاف هذا جزء من التحدي الذي يواجه الكثير من الشركات، فقد اختلفت جميعها في بداية تعاملها فيما يتعلق بهذه التكنولوجيا"، "بالنسبة للبعض منها، فهو مجرد تطور طبيعي، وبالنسبة للبعض الآخر، فإنهم يبدأون من الصفر."
ويتعرض قادة التكنولوجيا في الشركات لضغوط متزايدة من الرؤساء التنفيذيين ومجالس الإدارة لتحديد استراتيجيات الذكاء الاصطناعي وخطط العمل، ويقول خوان بيريز، كبير مسؤولي المعلومات في شركة سيلزفورس التي تقدم البرمجيات، إن الإجابة ليست دائماً سهلة.
"يضغط الرؤساء التنفيذيون ومجلس الإدارة، وأضاف بيريز: "هناك رغبة في تبني هذه التقنيات، ولكن من ناحية أخرى ليس هناك وضوح بشأن كيفية تنفيذها".
ويعني عدم اليقين أن العديد من الشركات تعتمد على الاستشاريين، وهم الفائزون الأوائل بطفرة الذكاء الاصطناعي التوليدية.
من جهتها قالت جينيفر هامل، مديرة الأبحاث في خدمات استخبارات المؤسسات في IDC، إن شركات الخدمات التي تركز على التكنولوجيا بالإضافة إلى سير العمل هي في وضع جيد يمكنها من المساعدة. وأضافت أن المنصات مثل EY مصممة لتكون شاملة، على الرغم من أن الشركات قد لا ينتهي بها الأمر إلى استخدام كل العروض الموجودة عليها.
وأحد التحديات التي تأمل EY أيضاً حلها للعملاء هو عدم اليقين بشأن الخصوصية وأمن البيانات عند استخدام نماذج لغوية كبيرة.
ويتم تدريب نموذج اللغة الكبير الجديد من EY على البيانات المتاحة للجمهور من الإنترنت، ولكن يمكن استخدامه بطريقة آمنة ومأمونة: بمعنى آخر، لا يحتاج العملاء إلى القلق من أن المطالبات التي يغذونها بالنموذج قد تجد طريقها مرة أخرى إلى بيانات التدريب الخاصة بها، على حد قول بالدوين.
وقال بالدوين إنه من الآن فصاعداً، فإن الهدف هو تدريب النموذج على مكتبة البيانات الخاصة بشركة EY، وإنشاء سلسلة من نماذج اللغة LLMs الخاصة بها، والتي تم تدريبها لوقت طويل على البيانات الضريبية.
وقالت EY أيضاً إنها تخطط لتدريب قوتها العاملة العالمية بأكملها والتي يبلغ عددها 400 ألف شخص على الذكاء الاصطناعي، وأوضح بالدوين أن أكثر من 5000 موظف قد بدأوا التدريب بالفعل في الأسبوع السابق.