كتب : نهله مقلد – رشا حسين

بحجم تداول تخطى 299 مليار دولار، تسعى عملة "إيثريوم"، ثاني أهم عملة رقمية عالمية بعد"بيتكوين"،من حيث القيمة والشهرة والحجم السوقي، لتعزيز مكانتها وقيمتها السوقية، معتمدة على ما تشهده من نمو وتطوير يمضي بخطى ثابتة، منذ إطلاقها في أغسطس عام 2015 وتخطط إيثريوم لإطلاق صندوق استثمار للتداول بالبورصة الأميركية بهدف السماح لعدد أكبر من المستثمرين للاستثمار في العملة، في ظل ما تتسم به من سرعة تداول، حيث إن عملية تبادل "بيتكوين" تستغرق نحو 10 دقائق، بينما تبادل "إيثريوم" يستغرق 16 ثانية فقط.

وفي تصريحات صحفية قال فرانسيس يو، الخبير المالي في "مؤسسة ماركت ووتش" إن "إيثريوم" ستصبح أكثر جاذبية خلال عام 2024 بسبب المشاريع التوسعية التي تقوم بها شركة "بلاك روك" المالكة للعملة الرقمية، مثل صندوق الاستثمار، موضحا أن هذه المشاريع قد ترفع قيمة "إيثريوم" لتتخطى 7 آلاف دولار بنهاية العام الجاري، وربما تصل إلى 10 آلاف دولار العام المقبل.

 أضاف سوق العملات الرقمية عموما شهد انتعاشا وإقبالا مؤخرا من قبل المستثمرين بسبب تراجع قيمة العملات الورقية وارتفاع نسب التضخم حول العالم، وهو الأمر الذي دفع كثيرين للبحث عن أدوات بديلة، فضلا عن إقبال مؤسسات مالية تقليدية على دخول سوق العملات الرقمية كبديل استثماري آمن في ظل تدهور العملات الورقية.

ولفت الخبير المالي إلى أن الاستثمارات في العملات الرقمية تصل إلى 3.5 تريليونات دولار، وهو سوق قابل للتوسع بسبب تدفق الاستثمارات الجديدة، متوقعا أن تواصل "إيثريوم" الارتفاع؛ لتتخطى قيمة "بيتكوين" على المدى الطويل، وذلك بسبب سهولة تداولها والتوسع الدائم في استثماراتها.

وبلغ سعر "إيثريوم" عند بداية تداولها رسميا عام 2015 ما بين دولار إلى دولارين، واستمرت في هذا المستوى حتى عام 2016 بقيم تداول سوقية بلغت وقتها 3 ملايين دولار، إلا أن العملة بدأت تأخذ منحى تصاعديا بعد تبنيها من قبل عدد كبير من المستثمرين لتصل إلى مستويات 10 دولارات في أبريل 2016.

ثم صعدت "إيثريوم" بقدر كبير ومتسارع لتصل إلى 100 دولار في 2017 لتختتم العام بقيمة غير متوقعة وصلت إلى 815 دولارا، ثم تخطت حاجز الألف دولار في يناير 2018، لتواصل بعد ذلك صعودها، بحيث تخطى سعرها 2000 دولار للمرة الأولى في أبريل ٢٠٢١، فيما حققت "إيثريوم" أعلى مستوى لها في نوفمبر2021 لتصل إلى 4813 دولارا، إلا أن قيمتها حاليا تبلغ نحو 2000 دولار.

 من جهتها، ترى راشيل كونينج، خبيرة الأسواق المالية والمحللة الاقتصادية، في تصريحات لـ "إرم الاقتصادية"، أن وجود صناديق استثمار لتداول العملات الرقمية مباشرة سيتيح مشاركة عدد أكبر من المستثمرين في قطاع التشفير ما يعني انتعاشه، لافتة إلى أنه حتى الآن لا توجد صناديق استثمار لتداول العملات الرقمية مباشرة بالولايات المتحدة.

أضافت مصدري عملية "بتكوين" حاولوا مرارا إطلاق صناديق استثمار لتداولها في البورصة إلا أنهم لم يفلحوا في ذلك، لافتة إلى أن هناك حالة من التفاؤل تجاه الموافقة على إطلاق صناديق استثمار لتداول العملات الرقمية قريبا في ظل محاولات "بلاك روك" الشركة المالكة لـ "إيثريوم" لإطلاق أول صندوق من نوعه في هذا المجال، حيث تتميز "بلاك روك" بسجل جيد في إطلاق وتقديم صناديق الاستثمار.

وقدمت شركة "بلاك روك" مطلع الأسبوع الماضي ما يعرف باستمارة "19 بي 4" لبورصة "ناسداك" لإنشاء صندوق الاستثمار المنتظر، وتُعد هذه الخطوة الثانية في عملية إنشاء مثل هذه الصناديق، بعدما قدمت الشركة الأميركية العملاقة في وقت سابق الأوراق الرسمية المطلوبة لإنشاء الصندوق في ولاية ديلاوير.

و"إيثريوم" هي من اختراع مبرمج روسي كندي يدعى "فيتالك بوترين"، حيث شارك في مجتمع "بيتكوين" عام 2012، وشارك في كتابة مقالات لمجلة "بيتكوين"، ثم في 2013 قرر إطلاق عملة رقمية جديدة تتفوق على "بيتكوين" في بعض المميزات منها أن المعروض من "إيثريوم" غير محدود ويتأثر بصانعي العملة أنفسهم، ففي الوقت الذي يقوم بتصنيع "بيتكوين" أفراد يملكونها خاصة الأوائل من مالكي العملة، تقوم بتمويل "إيثيريوم" جهات جماعية، وهو ما يخدم ممولي "إيثيريوم" على المدى القريب.