كتب : غادة حلمي
يمكن أن تنمو أرباح البنوك التي تستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي بما يصل إلى 340 مليار دولار سنوياً من خلال زيادة الإنتاجية، وفقاً لاستشاريين يأملون في مساعدة الصناعة على التكيف في هذا المجال متسارع الوتيرة.
يعني ذلك زيادة بنسبة 9% إلى 15% في الأرباح التشغيلية، بحسب تقرير معهد "ماكنزي غلوبال" الذي نُشر أمس الثلاثاء. وقال مؤلفو التقرير إن بنوك الخدمات المصرفية للأفراد والمؤسسات هي التي ستحقق أكبر قدر من المكاسب.
انتشر الذكاء الاصطناعي التوليدي في العام الماضي عندما أطلقت شركة "أوبن إيه آي" أداة "تشات جي بي تي"، والتي تقدم للمستخدمين جملاً أو ملخصات، أو حتى نصوصاً شعرية بناءً على أوامر مبسطة. يتم تدريب هذه التكنولوجيا على كميات هائلة من المواد المتوفرة التي تُستخدم لتوليد الردود.
يمكن لمثل هذه الأدوات أن تُنفذ في نهاية المطاف مهاماً متكررة تقوم بها معظم الكوادر البشرية، وفقاً لدراسة "ماكنزي" التي شملت 63 حالة استخدام على امتداد صناعات متنوعة.
في حين أنه من المقرر أن تكون الاستخدامات الأولية داخل الشركات- رغم عدم وضوح الإطار الزمني لتبني التقنية- وأن يُحوّل قطاع التمويل الذكاء الاصطناعي في المستقبل "ليركّز بشكل مكثف على الجانب الذي يتعامل مع العملاء"، بحسب غوخان ساري، الشريك الرئيسي في "ماكنزي" خلال مقابلة.
الوظائف الأكثر تأثراً بالذكاء الاصطناعي
قال جاريد مون، الشريك الأول في "ماكنزي"، إن المبيعات والتسويق وهندسة البرمجيات ومراكز الاتصال من بين الوظائف الأكثر عرضة للتأثر. وأضاف "مون" أن ما يصل إلى 70% من أنشطة الشركات ستحتوي على عناصر آلية، الأمر الذي لن يترك سوى "نسبة محدودة للغاية" من الوظائف دون تغيير.
أضاف تستفيد هذه الشركات من مزايا زيادة الإنتاجية لتنفيذ التعليمات البرمجية بشكل أسرع، وكتابة محتوى أفضل للعملاء، وتوفير الوقت المستهلك مع العملاء". على الرغم من أنه لم تُرصد حتى الآن شركات تستخدم الذكاء الاصطناعي "لتقليص القوى العاملة بشكل ملموس"، إلا أنه بمرور الوقت "لم يُتخذ قرار بعد" بشأن مسألة فقدان الوظائف.
انخرطت شركات "وول ستريت" بالفعل في استخدام الذكاء الاصطناعي كوسيلة لإصلاح ممارسات العمل واحتمال خفض التكاليف. ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن مصرف " " جولدمان ساكس جروب " يستخدم أداة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لأتمتة عناصر البرمجة التي تعتمد على الكوادر بشكل مكثف.
البنوك تحتاج إلى مزيد من المواهب
استخدم مصرف " سيتى جروب " الذكاء الاصطناعي التوليدي لتحليل أكثر من 1000 صفحة من قواعد رأس المال الجديدة. يعد تداول المشتقات المالية، واكتشاف الاحتيال، وحتى مراجعات الأداء، من بين المجالات الأخرى التي تجري البنوك عليها تجارب في هذا الصدد.
حتى الآن، أدى التغير التكنولوجي المتسارع منذ إطلاق أداة "تشات جي بي تي" إلى جعل الشركات تواجه تحدياً يتمثل في إيجاد المهارات في المجالات الناشئة، مثل هندسة الأوامر وضبط النماذج. وفقاً لـ"مون"، تعمل الشركات على تدريب فرق علوم البيانات الحالية لديها للتخصص في الذكاء الاصطناعي التوليدي.
قال "مون": "هذا يخلق حافزاً لمزيد من الشركات للاستثمار في الذكاء الاصطناعي، وهناك قيمة أكبر في هذه التقنية"، مضيفاً: “لذا ستحتاج البنوك إلى المزيد من المواهب في مجال الذكاء الاصطناعي".