كتب : باكينام خالد
أكد الكاتب الصحفى خالد حسن رئيس تحرير جريدة " عالم رقمي " إن إفتتاح الرئيس السيسي مركز البيانات والحوسبة الحسابية الحكومية " P1 " يعتبر قفزة نوعية في مجال الذكاء الاصطناعي، كما أنه استمرار لمسلسل بدأته مصر منذ عشر سنوات، يستهدف توطين صناعة مراكز البيانات، فمصر تمتلك العديد من المقومات التي تؤهلها لتكون مركزا إقليميا لتلك الصناعة، منها موقعها الجغرافي المتميز وسط ثلاث قارات، ومرور أكثر من 19 كابل بحري يمر بأراضيها، وتوافر الكوادر المصرية المتخصصة في هذا المجال بجانب وجود البنية التشريعية التى تسهدف توفير الحماية للبيانات وضمان الحفاظ على خصوصية معلومات المستخدمين منوها ان الدولة المصرية قامت مؤخا بتأسيس أكبر 3 مراكز للبيانات في الشرق الأوسط كنواة لبنية معلوماتية قوية تساعد متخذي القرار بالدولة للتخطيط لمستقبل أفضل وترشيد الإنفاق الحكومي وتقديم خدمات متميزة للمواطنين .
جاء ذلك خلال حديثه لـبرنامج " تغطية مباشرة " على قناة النيل للاخبار للتعليق على قيام الرئيس عبدالفتاح السيسي بافتتاح مركز البيانات والحوسبة السحابية الحكومية (P1 ) بطريق العين السخنة حيث أكد وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الدكتور عمرو طلعت، أن تقديم خدمات سهلة وميسرة للمواطن المصري هو محور استراتيجية مصر الرقمية التي تضم 3 أهداف رئيسية وهي: تقديم خدمات حكومية سهلة وميسرة للمواطن المصري، ومساندة شبابنا للمنافسة بفعالية واقتدار في سوق العمل المحلي والعالمي، وتشجيع ريادة الأعمال وتحفيز الابتكار.
اشار رئيس تحرير " عالم رقمي " أن مصر أصدرت قانون عام 2020 لحماية البيانات الشخصية سواء للأفراد أو المؤسسات ، وتتكون مراكز صناعة البيانات من أربعة أنواع ، و وبالنسبة لمركز " P1 " فان الهدف نه تعظيم الاستفادة من البيانات عبر تحليلها ،وليس تخزينها وحسب ، بالإضافة استخلاص المعلومات المراد تقديمها والاستفادة منها لمساعدة متخذى القرار في الجهات الحكومية وغيرها، وتستفيد كافة قطاعات الدولة من هذه المراكز ، فمثلا القطاع الصحي يستطيع الاستفادة من البيانات التي يقوم المركز بتحليلها ، لمعرفة أكثر الأمراض انتشارا وتوطنا في كل محافظة ومن ثمة تحديد نوعية المستشفيات المتخصصة التى يمكن اقامتها بها كذلك تحليل اسباب انتشار مرض ما فى أى منطقة جغرافية للعمل على ايجاد الحلول المناسبة لعلاج المرضي .
أوضح حسن ان صناعة مراكز البيانات تعتبر من الصناعات كثيفة رأس المال ، اذ تتجاوز تكلفة المراكز مليارات الجنيهات منوها الى ان حجم هذه الصناعة حاليا يبلغ 260 مليار دولار على مستوى العالم فى 2023 ومن المتوقع ان يتجاوز يبلغ 350 مليار دولار عالميا ف نهاية عام 2024 .
اشار مصر تمتلك كافة المقومات التى تحتاج اليها لتكون مركزا اقليما لصناعة مراكز البيانات لاسيما وأنه في عام 2022 أطلق الرئيس السيسي منصة مصر الرقمية، حيث كان يوجد بها 130 خدمة حكومية مختلفة، وأصبحت اليوم عليها 170 خدمة يسجل عليها أكثر من 8 ملايين مواطن تقدموا بـ 45 مليون طلب بالتعاون مع الوزارات والجهات مقدمة هذه الخدمات.
وعن دور الكفاءات المصرية فى انشاء وتشغيل المركز اكد رئيس تحرير " عالم رقمي " اأن لمركز تم تنفيذه بكوادر مصرية من شركات ومسؤولي التحول الرقمي بالدولة، كما تم الاستعانة بما يزيد على 30 شركة عالمية متخصصة ورائدة في مجال تكنولوجيا الحوسبة السحابية ومراكز البيانات، وذلك لتطبيق أحدث التقنيات عالميا والتدريب عليها موضحا إنه لتحقيق أعلى معايير التأمين المادي تم إنشاء المركز بموقع محصن على مساحة تزيد على 23 ألف متر مربع، مجهز بأحدث الأنظمة لضمان استمرارية الخدمات المقدمة".
أضاف المركز يشتمل على مركزين فرعيين: الأول يتضمن البنية التحتية التكنولوجية الخاصة بالسحابة المغلقة، وذلك لخدمة المستخدمين بالوزارات والجهات الحكومية بالعاصمة الإدارية، والثاني خاص بالسحابة العامة لإتاحة الخدمات الحكومية الرقمية للمواطن من خلال قواعد البيانات والتطبيقات التخصصية للوزارات والجهات الحكومية المستضافة بالمركز.
اشار رئيس تحرير " عالم رقمي " أن المركز يدعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة، ويعد أحد أكبر مراكز البيانات في الشرق الأوسط بمساحة إجمالية 192 ألف متر مربع في حدود 54 فدانا، موضحا أنه تم إنشاء محطة توليد كهرباء بقدرة 40 ميجاوات خصيصا للمركز المجهز بأحدث الأنظمة والمعدات.