- في عصر التكنولوجيا ظهرت ساحة معركة جديدة - الحروب الإلكتروني، فبينما تتضمن الصورة التقليدية للحرب الدبابات والقوات، فإن الحروب الإلكترونية تُخاض بخطوط من التعليمات البرمجية، والمهاجمين غير المرئيين، والعواقب المدمرة المحتملة، ومع استمرار تطور التكنولوجيا، يتطور أيضًا خطر الحرب الإلكترونية.
وظهرت الحروب السيبرانية كأحد الأبعاد الحيوية للأمن القومي، ولعل الاعتماد المتزايد على البنية التحتية الرقمية جعل الدول عرضة للهجمات السيبرانية، ما حول الفضاء السيبراني إلى ساحة معركة جديدة.
ومع تطور التكنولوجيا، تتطور أيضًا التكتيكات والاستراتيجيات المستخدمة في الحروب السيبرانية، ما يطرح تحديات وتهديدات كبيرة للأمن العالمي، وفيما يلى نعرض مفهوم الحروب السيبرانية، وتطورها، وأبرز السيناريوهات المستقبلية التي يمكن أن تشكل المشهد الجيوسياسي.
الحروب السيبرانية
تتضمن الحروب السيبرانية استخدام الهجمات الرقمية لتعطيل أو تدمير أو الوصول غير المصرح به إلى الأنظمة الحاسوبية أو الشبكات أو البيانات، وعلى عكس الحروب التقليدية، يمكن تنفيذ الحرب السيبرانية عن بُعد، وبشكل مجهول، وبتكلفة منخفضة نسبيًا، على مدار العقدين الماضيين، تصاعدت الهجمات السيبرانية، من حيث التكرار والتعقيد والتأثير، ما أثر على الحكومات والشركات والأفراد في جميع أنحاء العالم.
الحوادث السيبرانية المبكرة
في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كانت الحوادث السيبرانية بسيطة نسبيًا، تتضمن بشكل أساسي تشويه المواقع الإلكترونية، وهجمات حجب الخدمة (DoS)، والأنشطة القرصنة الأساسية، ومع ذلك، كان الهجوم السيبراني على أستونيا فى عام 2007 نقطة تحول، هذا الهجوم، الذي نسب إلى قراصنة روس، استهدف مواقع حكومية ومالية وإعلامية، مما عطل البنية التحتية الرقمية للبلاد لعدة أسابيع.