كتب : محمد الخولي
وقعت مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة) في باريس أمس، اتفاقية شراكة إستراتيجية مع منظمة اليونسكو في مقر المنظمة، بهدف تعزيز تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) لطلبة الدول العربية، بالتنسيق مع اللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقاقة والعلوم، حيث تمثل هذه الشراكة لحظة محورية في تقدم الابتكار والإبداع والتميز العلمي في المنطقة العربية.
مثّل مؤسسة موهبة في توقيع الاتفاقية نائب الأمين العام لتطوير الأعمال والتواصل عبدالعزيز بن صالح السبيّل، فيما مثّل اليونيسكو مساعد المدير العام لليونسكو للعلوم الطبيعية الدكتورة ليديا آرثر بريتو، بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية فرنسا وإمارة موناكو المندوب الدائم المكلف للمملكة لدى اليونسكو فهد بن معيوف الرويلي، والوفد المرافق للجانبين.
من جهتها، أعربت الأمين العام لمؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة) الدكتورة آمال بنت عبد الله الهزاع، عن شرف المؤسسة البالغ في الشراكة مع اليونسكو، مؤكدةً على الالتزام المشترك بتمكين الطلبة في الدول العربية وتعزيز التنمية المستدامة من خلال التعليم والابتكار.
وشددت على أهمية هذا التعاون ضمن إطار رؤية المملكة 2030، مشيرةً إلى تقدم المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في المجالات العلمية والبحثية والأكاديمية كافة.
من جانبها، أعربت الدكتورة ليديا آرثر بريتو، عن سعادتها بتوقيع هذه الشراكة الإستراتيجية مع (موهبة)، كونها تتناول جانبًا مهمًا من عمل اليونسكو في مجال العلوم، مبينةً أن هذه الشراكة تهدف إلى تزويد الشباب بالمعرفة والقدرات اللازمة، وتحفيزهم لاستخدام العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات لمواجهة التحديات العالمية.
وأوضحت أن الخبرة التي اكتسبتها (موهبة) في العمل مع الشباب في المملكة ستساعد في تبادل هذه الخبرات، مع إمكانية التوسع إلى أفريقيا وأجزاء أخرى من العالم من أجل أهداف التنمية المستدامة.
وتهدف الشراكة الاستراتيجية إلى تعزيز تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات للطلبة من مرحلة الصف السادس إلى الصف الثاني عشر في الدول العربية، مع التركيز على تحسين معرفتهم العلمية وتنمية إبداعهم وتعزيز التفكير النقدي، فيما سيتم تقديم اهتمام خاص بتمكين الشباب والشابات العرب لضمان حصولهم على فرص متساوية للتفوق في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
وتشكل المنصة الإلكترونية واحة موهبة واليونسكو للعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات محور هذه المبادرة، حيث تعمل كمنصة عالمية للمعارض الوطنية والمحلية والدولية؛ إذ تهدف إلى توفير فرص قيمة للطلبة العرب لعرض مواهبهم والحصول على اعتراف دولي، إضافةً إلى تنفيذ تقييمات فورية للمدارس المتوسطة والثانوية في الدول العربية لرفع معايير التعليم والبنية التحتية.
واعترافاً بالدور المحوري للمعلمين، ستركز الشراكة على تدريب معلمي العلوم العرب لقيادة البحوث وإرشاد الطلاب في المشاريع العلمية، مما يعزز الجودة العامة لتعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وتعزيز الفهم العام للعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات من خلال برامج تدريبية مستهدفة، خاصةً للأطفال ما قبل المراحل الإبتدائية والشابات، لضمان الشمولية وإمكانية الوصول إلى تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في الدول العربية.
وبهذه الاتفاقية، ستتمكّن موهبة من توسيع استخدام بوابة اليونسكو للعلوم المفتوحة وشبكة اليونسكو للعلوم إلى الابتكار لبناء قدرات الطلبة والعلماء من النساء في تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات على مستوى العالم، حيث دعمت موهبة على مدى السنوات الثلاث الماضية 839 طالبًا من الدول العربية من خلال برامج تعليمية مثرية في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، مما تعتبر باكورة للتعاون والتنمية الإقليمية في تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
وتؤكد هذه الشراكة على الدور الرائد لموهبة في اكتشاف المواهب وتمكين الطلبة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات محليًا ودوليًا، كما تمثل رؤية مشتركة لإنشاء فرص لجميع طلبة الدول العربية للتفوق في هذه المجالات، وتعزيز ثقافة البحث العلمي والتقدم التكنولوجي التي ستفيد المنطقة العربية بأكملها.
ومن خلال التعاون مع اليونسكو، تهدف موهبة إلى تعزيز قدرتها على مواجهة التحديات العالمية مثل تغير المناخ والصحة والتكنولوجيا، فيما تهدف هذه الشراكة إلى إلهام العقول الشابة العربية لمتابعة مسارات مهنية في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وتوفير لهم الوصول إلى البحوث المتقدمة والموارد من خلال مبادرات مثل بوابة اليونسكو للعلوم المفتوحة.
وتشير الشراكة بين موهبة واليونسكو إلى التزام مشترك بمستقبل أكثر إشراقًا، مكرّس لبناء القدرات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات لدعم التنمية المستدامة، حيث يسعى الجانبان من خلال العمل معًا، إلى خلق بيئة تمكّن كل شاب وشابة من الازدهار والابتكار، والمساهمة في خدمة المجتمع العالمي، كما تبرز هذه المبادرة أهمية الاستثمار في المستقبل وضمان حصول كل طفل عربي على الفرصة للاستكشاف والتجربة والتفوق في العلوم والتكنولوجيا.