كتب : أمين قدرى
تشهد مراكز البيانات إقبالاً متزايداً لتلبية احتياجاتنا التكنولوجية المتنامية، لكن هذا الطلب الهائل يثير تساؤلات حول تأثيره على كوكبنا، فمع تزايد الاعتماد على التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، يرتفع معها حجم الطاقة المستهلكة وانبعاثات الكربون. ومع ذلك، تلوح في الأفق حلول واعدة.
فقد أظهرت دراسات حديثة أن الانتقال إلى الحوسبة السحابية يمكن أن يكون مفتاحاً لتحقيق استدامة بيئية أكبر، حيث تساهم في تقليل استهلاك الطاقة وانبعاثات الكربون بشكل ملحوظ. وقامت AWS بتكليف Accenture لدراسة قياس الاستدامة للبنى التحتية المحلية مقابل البنى التحتية السحابية، حيث أظهرت النتائج فوائد بيئية كبيرة عند الانتقال إلى الحوسبة السحابية.
وسعت الدراسات جاهدة إلى فك شفرة تأثير نقل الأعباء الحسابية من مراكز البيانات المحلية إلى بيئات السحابة على كفاءة الطاقة وانبعاثات الكربون.
وباستخدام معايير عالمية لقياس شدة الكربون البرمجي، قام الباحثون بتحليل دقيق للانبعاثات الناتجة عن كل من البيئتين، سواء تلك المرتبطة بالتشغيل أو تلك المتعلقة ببناء البنية التحتية، وشمل التحليل دراسة معمقة لأعباء العمل الثقيلة التي تتطلب قدرات تخزين وحوسبة كبيرة.
وكشفت النتائج عن تفوق ساحق للحوسبة السحابية في مجال كفاءة الطاقة، حيث تجاوزت كفاءتها للبنى التحتية المحلية بنسبة مذهلة تصل إلى 4.1 مرة. علاوة على ذلك، يمكن تخفيض الانبعاثات الكربونية بنسبة تصل إلى 99% عند نقل الأعباء الحسابية إلى السحابة.
وأظهرت الدراسة تحسنًا كبيرًا في كفاءة الطاقة وتقليلًا ملحوظًا في انبعاثات الكربون عند الانتقال إلى الحوسبة السحابية في جميع المناطق الجغرافية المدروسة، حيث بلغت الزيادة في الكفاءة الطاقية 3.3 إلى 4.1 مرات، وانخفضت الانبعاثات بنسبة تتراوح بين 96% و 99%.”
ولتقييم تأثير الحوسبة السحابية على الأعباء الثقيلة، تم اختيار أنظمة التخزين المتصل بالشبكة (NAS) كنموذج لدراسة استهلاك الطاقة والانبعاثات الكربونية المرتبطة بتخزين الملفات الضخمة. وأظهرت النتائج أن السحابة قللت بشكل كبير من هذه الانبعاثات وزادت من الكفاءة الطاقية بنسبة تصل إلى 2.5 مرة مقارنة بالنظم المحلية.
ويمكن تحقيق مزيد من التوفير في الطاقة والانبعاثات من خلال تحسين إدارة التخزين في السحابة، مثل تقليل حجم الملفات غير النشطة وزيادة الاستفادة من سعة التخزين الكلية، حيث يمكن خفض الانبعاثات بنسبة تصل إلى 93%.”
لتقييم تأثير الحوسبة السحابية على الأعباء الحسابية الثقيلة، تم اختيار نموذج معالجة الوثائق كحالة دراسة.
وأظهرت النتائج أن تشغيل هذا النموذج على البنية التحتية السحابية باستخدام طاقة متجددة يقلل من انبعاثات الكربون بنسبة تصل إلى 94% ويزيد من كفاءة الطاقة بنسبة تصل إلى 4.1 مرات.
وتساهم تقنيات متقدمة مثل التبريد بالهواء الحر والسائل، بالإضافة إلى الرقائق المصممة خصيصًا، في تحقيق هذه الكفاءة العالية. تؤدي هذه التحسينات إلى تقليل الانبعاثات الكربونية بشكل كبير وتحسين الكفاءة التشغيلية للأنظمة السحابية.