تقرير يكشف عن شبكات معقد على "تيك توك" للتأثير على الانتخابات الأميركية

  • كتب : وائل الجعفري

    في تقرير استقصائي نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، تم الكشف عن شبكة معقدة من الحسابات على منصة "تيك توك" تعمل على نشر الأكاذيب والمعلومات المضللة عن الرئيس السابق دونالد ترامب.

     

    وأظهر التحقيق أن هذه الحسابات تدار من قبل جهات خارجية في دول مثل الصين ونيجيريا وإيران وفيتنام، وتستخدم تقنيات متقدمة لتوليد محتوى كاذب يستهدف جمهور "تيك توك" في الولايات المتحدة.

    بدأت القصة بفيديو نشره حساب يحمل اسم "gloriabarton19684"، يدعي أن ترامب نجا من محاولة اغتيال، مشيرًا إلى أن المهاجم استخدم بندقية هجومية. المشكلة تكمن في أن هذا الفيديو تم نشره في أوائل مارس، قبل أشهر من وقوع محاولة الاغتيال الفعلية التي استهدفت ترامب في تجمع بولاية بنسلفانيا، بحسب التقرير.

    وأظهر التحقيق أن هذا الحساب جزء من شبكة تضم 91 حسابًا، جميعها تستخدم الأساليب والمواضيع ذاتها لنشر الأكاذيب حول ترامب.

    وأشار التقرير إلى أن هذه الحسابات كانت مسؤولة عن نشر أكثر من ثلاثة آلاف فيديو خلال شهر واحد فقط، معظمها يحتوي على معلومات مضللة أو أكاذيب صريحة حول ترامب.

    وتخطى عدد المشاهدات لهذه الفيديوهات 108 ملايين مرة على تيك توك، ما يثير القلق بشأن التأثير المحتمل على الرأي العام الأميركي، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية لعام 2024.

     

    وكشف التحقيق أن هذه الحسابات ليست مجرد محاولات فردية، بل جزء من شبكة أكبر وأكثر تعقيدًا تسعى لاستغلال خوارزميات تيك توك المتطورة لنشر محتوى جذاب ومثير للجمهور.

    باستخدام الذكاء الاصطناعي وتقنيات الأتمتة، تمكنت هذه الشبكات من إنتاج مقاطع فيديو بسرعة وتكلفة منخفضة؛ ما يجعل من الصعب على منصات التواصل الاجتماعي مثل تيك توك اكتشافها وإيقافها في الوقت المناسب.

    وعلى الرغم من أن تيك توك قامت بحذف نصف هذه الحسابات بعد تواصل صحيفة "وول ستريت جورنال" معها، إلا أن المشكلة لا تزال قائمة؛ إذ استمرت الشبكة في نشر فيديوهات مشابهة عبر حسابات أخرى مشابهة للحسابات التي تم حذفها.

     

    ورجحت الصحيفة أن تكون هذه العمليات جزءًا من حملات تأثير واسعة النطاق تديرها جهات حكومية أو مجموعات خارجية تهدف إلى زعزعة الثقة في العملية الديمقراطية الأمريكية. ورغم أن التقرير لم يتمكن من إثبات وجود صلة مباشرة بين هذه الحسابات وأي حكومة معينة، إلا أن الخبراء يحذرون من أن هذه العمليات قد تكون تهدف إلى نشر الفوضى وتقويض الثقة في المؤسسات الأميركية.

    وأكد التقرير أن تيك توك ليست المنصة الوحيدة التي تواجه هذه التحديات؛ إذ أصبحت الأخبار المزيفة والمعلومات المضللة تهديدًا كبيرًا لمنصات التواصل الاجتماعي عمومًا، حيث تستغل الجهات الخبيثة الخوارزميات المصممة لتعزيز التفاعل من أجل نشر محتوى مضلل يصل إلى ملايين المستخدمين.

    ومع اقتراب انتخابات الرئاسة لعام 2024، يسلط هذا التقرير الضوء على المخاطر المحتملة التي قد تواجهها الولايات المتحدة من حملات التضليل الممنهجة، التي تستهدف التأثير على نتائج الانتخابات وزعزعة الثقة في العملية الانتخابية برمتها. ويمثل التقرير دعوة لليقظة والتعاون بين الحكومات والمنصات الرقمية لمكافحة هذه التهديدات وحماية الديمقراطية.

     

    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن