حنين
بقلم: فاتن الخولي
ليس هناك أجمل من ان يظل ذهنك محتفظا بأيام وذكريات مثلت علامات فارق في مسيرتك المهنية نحو الاحترافية فالذكريات هي السفينة التي تبحر بك وقت ما تشاء لنعطر بها قلوبنا وتملئ نفوسنا بالآمال والإصرار لاستكمال الرحلة.
ولعل من اهم هذه الايام هو ذكريات اصدار العدد الاول من جريدتنا الغراء " عالم رقمي " حيث كنت احد اعضاء الفريق الثلاثي المؤسس للجريدة والمسؤولة عن عملية اختيار فريق العمل الأول بجانب تولى عملية التدريب والتأهيل وقيادة هذا الفريق الذى يمارس الصحافة للمرة الأولى لتحقيق الاهداف والرؤية الاستراتيجية للجريدة خاصه وانها كانت تجربة اولى كجريده اسبوعية متخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ، تضم 16 ورقة وملحق باللغة الانجليزية ، ومن ثمة لم يكون هناك دليل إرشادي مسبق لما يجب ان نقوم به ولذلك كنا الرائدين في صياغه كل ما يتعلق بالجريدة ومحتواها وإخراجها وحتى الورق الخاص بها وحجمه والبنط المستخدم والكثير والكثير من التفاصيل التي كانت تواجهنا والتي كنا نجلس كفريق عمل لإيجاد حلول ابتكارية لها بعد مناقشات مرات ومرات حتى نصل الى حل خارج الصندوق .
و من الصعب وانت تخوض غمار تجربة جديدة، على غرار اصدار جريدة متخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ان تدرك حجم التحديات التي يمكن ان تواجهها عند التحول من مجرد فكرة متميزة الى واقع ملموس وعندئذ يكون الرهان الأساسي على المهارات والخبرات والكفاءات التي يضمها فريق العمل القائد، لاسيما واذا كان خيار القيادة هو الاعتماد على مجموعة من الشباب حديثي التخرج من الجامعات ليكونوا بمثابة النواة الاساسية لفريق الصحفيين بالجريدة، الامر الذى يضاعف من حجم المسؤولية والمجهود المطلوب لتحقيق الاهداف.
وبمرور وقت ليس بالكثير خمس او ست سنوات على الاكثر، أصبح لدى " عالم رقمي " فريق متكامل من الصحفيين والمحللين المتخصصين في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بل وتحولت الى مؤسسة قادره على تصدير الكوادر البشرية التي نجحت في ان تشق طريقها فى مختلف مجالات الصحافة والاعلام سواء داخل مصر او خارجها ولعل هذا هو اهم ما يميز نجاح تجربة الجريدة لتوفير العشرات من الصحفيين والمتخصصين في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كل له بصمه خاصه في مكانه .
كما اتذكر واحده من اهم المحطات الهامه من محطات النجاح عندما قررنا التحول من جريدة حاصلة على ترخيص اجنبي الى أول جريدة مصرية أسبوعية متخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات من المجلس الأعلى للصحافة ، وقتها ، ومنح حق انضمام ابناء الجريدة الى نقابة الصحفيين بما يحقق حلم كل صحفي منذ لحظة التحاقه بالعمل فى بلاط صاحبة الجلالة ونجحت الجريدة في ان يكون لها نحو 23 صحفي بالنقابة منهم 15 صحفي بجدول المشتغلين و8 بجدول تحت التدريب ، ورغم صغر هذه الاعداد مقارنة بالجرائد والمجلات الاخرى الا ان هذا يرجع لقرار قيادة الجريدة بالتزام معايير الكفاءة والحرص ومراعاة التدقيق الجيد .
و لا انسي واحده من اقرب المحطات الى قلبي و هي اطلاق الجريدة لمبادرة "الابداع ...طريقك للنجاح " لتمثل من خلالها اول جريدة تقتحم اسوار الجامعات و مخاطبه الطلاب لنشر ثقافه الابتكار و العمل الحر لديهم.
كذلك محطة اخرى من نجاحات " عالم رقمي " عندما نجحنا في إطلاق اول تطبيق خبري للأجهزة المحمولة يتيح لنا تقديم محتوى الجريدة لكافة مستخدمي الهواتف الذكية والاجهزة اللوحية، بجانب الموقع الإلكتروني للجريدة، بالتعاون مع شركائنا من شركات تكنولوجيا المعلومات على غرار " أورانج استوديو، الشرق الاوسط للتكنولوجيا، سمارت سكول تكنولوجي "
محطات كثيرة من النجاح شهدتها جريدة " عالم رقمي " على مدار اكثر من 18 عاما من العمل الدؤوب من كل من ينتمى الى الجريدة وفى الذكري السنوية لإطلاق الجريدة لا يسعني الا ان اتمنى المزيد من النجاح والتوفيق لفريق العمل بجريدتنا الغراء " عالم رقمي " ولا يفوتني توجيه الشكر لكل شركائنا في النجاح من جهات حكومية ومدنية وشركات للتكنولوجيا والاتصالات " محلية وعالمية " والخبراء والمصادر التي كانت اهم أدوات نجاح هذه التجربة واستمرارها حتى الان .