انطلقت المهمة التاريخية "بولاريس داون" التابعة لشركة SpaceX أخيرا إلى الفضاء من مركز كينيدي الفضائي بولاية فلوريدا .. بعد سلسلة من التأخيرات بسبب سوء الأحوال الجوية.
فقد انطلقت كبسولة Crew Dragon التابعة لشركة SpaceX - والتي تحمل أربعة رواد فضاء غير محترفين - إلى مسافة 870 ميلا بعيدا عن الأرض على متن صاروخ فالكون 9.. وفقا لصحيفة الديلي ميل البريطانية.
وستكون هذه أبعد رحلة يسافرها أي إنسان عن الأرض منذ مهمات أبولو إلى القمر، منذ أكثر من نصف قرن، وستحمل الطاقم إلى حزام "فان آلن" المشع على الأرض.
تهدف المهمة التي تستغرق خمسة أيام إلى تنفيذ أول عملية سير في الفضاء على الإطلاق يقوم بها مواطنون عاديون - أي أولئك الذين لا يعملون في وكالات الفضاء الوطنية مثل وكالة ناسا.. وذلك يوم الخميس المقبل.
وللاستعداد لهذه اللحظة، خضع الطاقم لأكثر من عامين من التدريب، وسجلوا مئات الساعات على أجهزة المحاكاة، فضلاً عن القفز بالمظلات، والتدريب على أجهزة الطرد المركزي والغوص.
وبمجرد الاستعداد، سوف يرتدي إيزاكمان وطاقمه بدلات النشاط الإضافي للمركبة (EVA) التي صممتها لهم شركة سبيس إكس حديثًا.
تأتي بدلات الفضاء هذه مزودة بشاشات عرض أمامية، وكاميرات خوذة، وأنظمة متقدمة لحركة المفاصل.
وخلال الرحلة.. سيحلقون على ارتفاع أعلى من أي مهمة دراجون حتى الآن، كما سيحاولون الوصول إلى أعلى مدار حول الأرض تم التحليق فيه على الإطلاق.
يشار إلى أن بولاريس داون هي مهمة فضاء خاصة هي الأولى من نوعها يشارك فيها أربعة مهندسين وطيارين أمريكيين - جاريد إيزاكمان، سكوت بوتيت، سارة جيليس، وآنا مينون.
إيزاكمان هو رجل أعمال ملياردير وقائد Inspiration4، وهي رحلة فضائية خاصة تستخدم مركبة Crew Dragon Resilience التابعة لشركة SpaceX في سبتمبر 2021 .
قام إيزاكمان، مؤسس شركة الدفع الإلكتروني Shift4، بتمويل المهمة واختار صديقه الشخصي، بوتيت، كطيار له في المهمة.
ورفض الإفصاح عن المبلغ الذي أنفقه، لكن التقديرات تشير إلى أنه تجاوز 100 مليون دولار.
كما تهدف الرحلة الى دعم البحث العلمي المصمم لتعزيز "فهم صحة الإنسان أثناء رحلات الفضاء طويلة الأمد في المستقبل".
وسوف يغتنم طاقم بولاريس داون أيضًا الفرصة لاختبار أحدث نظام اتصالات يعتمد على الليزر من سبيس إكس.
وسوف يحاولون التواصل بين المركبة الفضائية وشبكة ستارلينك - كوكبة سبيس إكس التي تضم أكثر من 6000 قمر صناعي للإنترنت، في محاولة لتعزيز سرعات الاتصالات الفضائية.
أثناء وجودها في الفضاء، من المقرر أن تقوم مركبة الفضاء بولاريس داون أيضًا بإجراء ما يقرب من 40 تجربة علمية.
وتشمل هذه الاختبارات استخدام العدسات اللاصقة المزودة بأجهزة إلكترونية دقيقة لمراقبة التغيرات في ضغط العين وشكلها بشكل مستمر.
وبعد ستة أيام في الفضاء، ستختتم المهمة بهبوط مفاجئ قبالة سواحل فلوريدا.
