بقلم : سامر حسن
محلل أول لأسواق المال في XS.com
يشهد الذهب تحركات محدودة اليوم قياساً مع بما كانت عليه خلال هذا الأسبوع مع ميل إلى الانخفاض ويستقر بالقرب من مستوى 2727 دولاراً للأونصة.
تحركات الذهب تأتي بعد الأرقام الأفضل من المتوقع من الولايات المتحدة والتي من شأنها تخفف من حالة عدم اليقين الاقتصادي، إضافة إلى عودة التركيز مجدداً إلى مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة والتي من شأنها تساعد في خفض التصعيد الإقليمي.
حيث شهدنا ما بين اليوم والأمس النمو غير المتوقع لطلبيات السلع المعمرة ومبيعات المنازل الجديدة إضافة إلى أداء أفضل من المتوقع لأنشطة التصنيع والخدمات وأرقام أقل من المتوقع لإعانات البطالة الأولية.
فيما قد نمت طلبيات السلع المعمرة الأساسية بنسبة 0.4% على معاكس للتوقعات بانكماشها بنسبة 0.1% في سبتمبر الفائت.
كذلك قد سجلت أنشطة الخدمات توسعاً أعلى بقليل من المتوقع كما سجلت أنشطة التصنيع انكماشاً أقل بقليل من المتوقع في أكتوبر. في حين أن التفاؤل حول النمو الاقتصادي في العالم المقبل ورفع أسعار الفائدة قد دفع التفاؤل حول المستقبل إلى أعلى مستوياته في 16 شهراً في قطاع الخدمات وفي 9 أشهر في قطاع التصنيع، وهذا من شأنه أن يعزز من فرضية تحقيق الهبوط الناعم للتضخم أكثر فأكثر مما قد يشكل عاملاً سلبياً للذهب بدوره.
فيما أن التداولات الجانبية قد تسود إلى حين بداية تدفق جملة بيانات سوق العمل في الولايات المتحدة الأسبوع المقبل والتي من شأنها أن تعزز من التوقعات حول المسار المستقبلي لأسعار الفائدة. في حين تتوقع الأسواق باحتمالية بأكثر من 95% أن يقوم الفيدرالي بخفضين للمعدلات في كل من نوفمبر وديسمبر بمقدار 25 نقطة أساس في كل اجتماع.
بعيداً، في الشرق الأوسط، بدأ الحديث يعود حول احياء مفاوضات المتعثرة لوقف إطلاق في غزة وقد تبدأ خلال الأيام المقبلة مع اجتماع لكبار المسؤولين في كل من قطر والدوحة. إلا أنه لا توجد سوى فرصة ضئيلة لتحقيق اختراق في المفاوضات قبل الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، وفق تحدث به مسؤولون لشبكة CNN.
في حين أن ضعف احتمالية التوصل إلى اتفاق يأتي وسط رفض وزراء اليمين المتطرف في إسرائيل لوقف الحرب والخطاب المتزايد حول إعادة استيطان شمال غزة، إضافة إلى عدم وضوح موقف حماس والتوقعات بأنهم لن يقوموا بتسليم الرهائن ما لم يتم وقف الحرب وهذا ما يرفضه اتحالف اليمين المتطرف أيضاً بدوره. عليه، فإن التفاؤل حول إمكانية تحقيق اختراق فعلي ووقف للحرب والتصعيد الإقليمي سيكون مبالغ به ما لم نشهده بالفعل.
كما لا تزال الأسواق تترقب الهجوم الإسرائيلي على إيران رداً على هجومها الصاروخي غير المسبوق. فيما تسود التكهنات حول طبيعة هذا الهجوم والرد الإيراني المقابل له وسلسلة الردود المتبادلة.
فيما قد تحدث مسؤولون إيرانيون لحصيفة نيويورك تايمز عن تسبب الهجوم الإسرائيلي بالحاق اضراراً واسعة لإيران سيدفع الجمهورية الإسلامية للهجوم على نحو أقوى من السابق بما قد يصل إلى إطلاق 1000 صاروخ بالستي وتصعيد هجمات حلفائها في الإقليم وعرقلة امدادات الطاقة والملاحة في مضيق هرمز.
هذه من شأنه يفاقم الحرب الإقليمية ويجر إلى حالة أعمق من الفوضة ويعزز من عدم اليقين الاقتصادي حول العالم مما قد يساعد الذهب على تحقيق المزيد من المستويات التاريخية.