طوَّر الباحث الكويتي الدكتور مشاري سعد المطيري طريقة صديقة للبيئة لمعالجة التربة المُلوَّثة بالمشتقات النفطية والمواد الهيدروكربونية البترولية.
وتهدف الطريقة الجديدة إلى فصل التلوُّث النفطي عن التربة، بنسبة قال الباحث إنها تتجاوز 90% بتكلفة منخفضة، فمن خلال غسيل التربة. وأشرفت شركة البترول الوطنيَّة الكويتيَّة وشركة نفط الكويت على تطبيق الطريقة الجديدة واختبارها على التربة الكويتيَّة المُلوَّثة.
وعانت دولة الكويت خلال العقود الأخيرة من معضلة التلوُّث النفطي البيئي، وكان لحرق الآبار بعد العام 1990 تبعات مؤذية على المحيط البيئي، إذ تشير تقارير محليَّة إلى أن التسرُّب النفطي الناجم عن احتراق 727 بئرًا نفطيَّاً، شكَّل نحو 246 بحيرة نفطيَّة تحتوي على 11 مليون برميل نفطي، وغطَّت مساحةً وصلت إلى نحو 50 كيلومترًا مربَّعًا.
وتسبَّبت هذه الكارثة البيئيَّة التي طالت الكويت والمنطقة، بتدميرٍ للحياة البريَّة والبحريَّة بسبب ارتفاع نسبة سُمِّية التربة، حتى باتت جهود تنقية التربة إحدى أهم الأولويَّات وأصعب التحديَّات التي تتطلَّب تظافر الجهود بين القطاع العام والخاص والمبادرات الأهليَّة والفرديَّة؛ وفقًا لمجلَّة الكويتي.
وقال الدكتور المطيري، في حديث خاص لمرصد المستقبل، إنَّ «المشروع يهدف إلى معالجة التربة المُلوَّثة بالنفط، بسبب حرق الآبار النفطيَّة. وتسمح الطريقة الجديدة بفصل العناصر المُلوِّثة للتربة من خلال غسيلها.»
وأضاف إن «فكرة الابتكار نبعت من تفكيري بالمساحات الكبيرة من التربة المُلوَّثة بالنفط في الكويت، التي لم تُنقَّى من النفايات البيئيَّة تمامًا، ما دفعني للبحث عن مُنظِّف جديد للتربة المُلوَّثة نفطيَّاً باستعمال الماء بدلًا من الكيميائيَّات العضويَّة وغير العضويَّة الأخرى السائدة. وتصلح الطريقة الجديدة لمختلف أنواع التربة المُلوَّثة نفطيَّاً؛ في الكويت وخارجها.»
ولتنقية التربة، يجري الاعتماد عادةً على ثلاث طرائق؛ هي الطريقة البيولوجيَّة والمعالجة الحراريَّة وغسيل التربة، وما يميز طريقة المطيري الجديدة تفرُّدها بمعالجة التربة المُلوَّثة باستخدام المياه والموجات الصوتيَّة، من خلال معدَّات صديقة للبيئة دون استخدام الحرارة أو المواد الكيميائيَّة.
ويرى المطيري أنَّ التلوُّث في الكويت، هو تلوُّث مُركَّب؛ جوِّي وبيئي، وأكثر تعقيدًا من تلوُّث التربة، إذ أنَّ الروابط الكربونية في النفط المُتسرِّب ازدادت تعقيدًا خلال العقود الثلاثة الأخيرة.
ولا تحتاج طريقة غسيل التربة بالمياه والموجات الصوتيَّة لإضافة مواد عضويَّة أو كيميائيَّة لفصل الرواسب النفطيَّة، وتقوم على خلط التربة المُلوَّثة مع المياه وإرسال موجات صوتيَّة، تشكِّل شحنات كهربائيَّة تضطلع بمهمة فصل الرواسب النفطيَّة عن التربة، ثمَّ يتولَّى جهازٌ آخر فصل عناصر التربة والماء والنفط عن بعضها، مع إعادة تدوير المياه لاستخدامها مرَّة أخرى.
وابتكر المطيري لتنفيذ مشروعه ثلاثة أجهزة؛ الأول جهازٌ لفصل الجزيئات الكبيرة التي يتجاوز حجمها 25 ميليمترًا، والثاني جهازٌ لغسيل التربة يفصل المُلوِّثات باستخدام المياه، والثالث يتولَّى مهمَّة إعادة تدوير المياه وتنقيتها.
وسجَّل المطيري ابتكاره في مكتب براءات الاختراع التابع لمجلس التعاون لدول الخليج العربي، وحصل على براءة اختراع من مكتب الولايات المتحدة للبراءات والمعاملات التجاريَّة.
سيرة ذاتيَّة
الدكتور مشاري سعد المطيري، حاصل على بكالوريوس في الهندسة المدنيَّة من جامعة الكويت، كليَّة الهندسة والبترول في العام 2004. وحصل على شهادتي الماجستير والدكتوراه في الهندسة البيئيَّة وتخصص إدارة المخلَّفات من جامعة بورتسموت البريطانيَّة.
وحاز مشروع المطيري على جوائز عالميَّة ومحليَّة عدَّة؛ منها جائزة أفضل مشروع بيئي في الكويت، وقدَّمه المطيري كبحثٍ لنيل درجة الدكتوراه، وحصل على المركز الرابع في أوروبا من بين 150 بحث دكتوراه، وحاز على الجائزة الذهبيَّة في مجال الاختراعات البيئيَّة في معرض جنيف الدولي للاختراعات العام الماضي.
ابتكارا