عبد العاطي خلال مؤتمر صحفي مع وزير خارجية لكسمبورج: نعمل بجد لتأمين التوصل لصفقة لحقن دماء الفلسطينيين

  • أشاد وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج بدر عبد العاطي، بالعلاقات التي تربط بين مصر ولكسمبورج.

    جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده وزير الخارجية اليوم مع وزير خارجية لوكسمبورج زافيير بيتل في ختام مباحثاتهما بالقاهرة.

    ورحب الوزير عبد العاطي، بنظيره من لوكسمبورج خلال زيارته الحالية إلى مصر؛ التي تعكس الرغبة المشتركة في تعزيز العلاقات الثنائية، مثمنا الدور الذي يقوم به وزير الخارجية اللوكمسبورجي لتعزيز العلاقات مع مصر.

    وقال وزير الخارجية إن المباحثات اليوم تناولت سبل تعزيز العلاقات وآفاق توسيعها في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية، لافتا إلى أنه تم الاتفاق على أهمية دورية انعقاد التشاور بين الجانبين والتنسيق بين البلدين خيال القضايا ذات الاهتمام المشترك.

    ورحب الوزير عبد العاطي بتعيين سفير غير مقيم لدوقية لوكسمبورج بالقاهرة للمرة الاولى.

    وقال الوزير عبد العاطي إن تعيين سفير جديد غير مقيم للكسمبورج بالقاهرة؛ خطوة تعكس حرص البلدين الصديقين على تعميق علاقات التعاون، لافتا إلى أنه جرى الاتفاق على العمل خلال الفترة المقبلة من أجل افتتاح سفارة لـ دوقية لوكسمبورج الكبرى بالعاصمة الإدارية الجديدة.

    وأعرب الوزير عبد العاطي عن شكره لوزير خارجية لوكسمبورج؛ على دعم بلاده لمصر داخل أروقة الاتحاد الأوروبي ودعمها لترفيع العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية والشاملة، وتحويل الشريحة الأولى من حزمة التمويل المقدمة من الاتحاد إلى مصر بمبلغ مليار يورو، حيث جرى تحويلها بالفعل، مبديا تطلعه إلى سرعة العمل لتحويل الشريحة الثانية بمبلغ أربعة مليارات يورو؛ لدعم الموازنة المصرية؛ خاصة في ظل الظروف الاقليمية الصعبة والتداعيات الخطيرة للتوتر في منطقة باب المندب والبحر الأحمر على عائدات قناة السويس وانعكاسات ذلك على الاقتصاد المصري.

    وأشار إلى أنه تم خلال المباحثات؛ الإعراب عن التطلع لمواصلة لوكسمبورج دعم المصالح المصرية داخل أروقة الاتحاد الأوروبي؛ سواء على صعيد العلاقات الثنائية أو اتصالا بدعم الدور المصري المحوري في تحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة.

    وأوضح أن المباحثات مع وزير خارجية لكسمبورج؛ تناولت عددا من القضايا الإقليمية والدولية؛ لاسيما العدوان على قطاع غزة؛ الذي ترتب عليه موجة من التصعيد في المنطقة وما نتج عنه من مأساة إنسانية؛ فضلا عن مشكلات النفاذ الإنساني؛ التي كرست تجويعاً يعاني منه المدنيون منذ أكثر من عام.

    وقال الوزير عبد العاطي إنه أحاط وزير خارجية لكسمبورج علماً بالجهود المخلصة التي تقوم بها مصر بالتعاون مع الأشقاء في قطر والأصدقاء بالولايات المتحدة؛ للعمل على سرعة التوصل إلى صفقة؛ نأمل أن يكون ذلك قريباً؛ تضمن إطلاق سراح الرهائن، والإفراج عن مجموعة من المحتجزين والأسرى الفلسطينيين وتضمن النفاذ الكامل للمساعدات الإنسانية والطبية الى قطاع غزة.

    وأكد الوزير “أننا نعمل بكل جد بالتعاون مع قطر والإدارة الأمريكية للعمل على تأمين التوصل إلى صفقة لحقن دماء أشقائنا الفلسطينيين لأن الظروف شديدة الكارثية حيث تجاوز عدد الشهداء أكثر من 45 ألف شخص وأكثر من 15 ألف جثة تحت الركام وأكثر من 100 ألف مصاب، وذلك ردا على سؤال حول المسودة المنتشرة عن اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين والأسرى.

    وقال إنه فيما يتعلق بالمفاوضات الجارية للتوصل إلى صفقة تضمن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن والأسرى، فإن الوقت قد حان لتوفر الإرادة السياسية لدى جميع الأطراف لسرعة التوصل إلى هذا الاتفاق الذي كان من الممكن التوصل إليه منذ شهور لتجنيب المدنيين والأبرياء من المصير الذي واجهوه.

    وأضاف “أننا نعمل بجدية ونأمل أن يتم التوصل إلى هذا الاتفاق في أسرع وقت ممكن، وبمجرد التوصل إلى هذا الاتفاق والانسحاب من الجانب الفلسطيني من المعبر سيكون هناك إمكانية لإدخال المساعدات بدون مشروطية وبكميات كبيرة لأن هناك مجاعة ويموت الأطفال جوعاً”.

    وأعرب الوزير عبد العاطي، في هذا الإطار، عن التقدير لموقف لوكسمبورج من القضية الفلسطينية والتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار ونفاذ المساعدات الإنسانية، وبالدعم المقدم من لوكسمبورج إلى وكالة الأونروا؛ باعتبارها لا بديل عنها في مجال تقديم الدعم التعليمي والغذائي والمادي للشعب الفلسطيني.

    وأكد عبد العاطي، أهمية التوصل لوقف إطلاق النار حتى يكون هناك تهدئة وعدم تصعيد؛ سواء في منطقة البحر الأحمر أو المنطقة بشكل عام، كما جرى التأكيد خلال المباحثات على أهمية حل الدولتين، وأن تكون هناك رؤية واضحة لليوم التالي؛ تقود إلى تدشين الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشرقية.

    وقال إنه جرى – خلال المباحثات – مناقشة الأوضاع في سوريا؛ حيث تم التأكيد على أهمية الحفاظ على وحدة وسيادة وسلامة الأراضي السورية، وأن تتسم العملية السياسية بالشمولية والتعدد، وأن تحقق تطلعات وطموحات الشعب السوري في الأمن والاستقرار؛ بما ينسجم مع مبادىء قرار مجلس الأمن 2254.

    وأضاف الوزير أنه تم الترحيب بالخطوات الأخيرة في لبنان والمرتبطة بانتخاب رئيس للبلاد وتعيين رئيس للحكومة، آملين في أن يسهم ذلك في تحقيق أمن واستقرار لبنان الشقيقة، وبدء مرحلة وقف التصعيد في المنطقة، وأهمية تثبيت وقف إطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي الكامل من جنوب لبنان.

    وأشار إلى أنه تم الحديث – خلال المباحثات – عن الوضع بالسودان، وأهمية وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات، كما جرى التأكيد على حقوق مصر المائية، مضيفا أنه تم التطرق إلى الوضع في منطقة القرن الإفريقي، وأهمية الحفاظ على وحدة الأراضي الصومالية.

    وأكد وزير الخارجية – مجددا – حرص مصر على تعزيز العلاقات مع لوكسمبورج في المجالات كافة.

    ومن جانبه، قال وزير خارجية لوكسمبورج زافيير بيتل إنه أجرى مناقشات “مثمرة” مع وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبد العاطي، حيث أعرب – للوزير عبد العاطي – عن الشكر على العمل الذى قام به مسبقاً والدور الذى تقوم به مصر.

    وأضاف الوزير زافيير بيتل أنه قام بزيارة مصر عدة مرات، وشارك في مؤتمر المناخ بشرم الشيخ، لافتا إلى أن لديه احتراما بالغا لمصر بسبب موقعها الجغرافي والتسامح الذى تحمله تجاه الآخرين .

    وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية، أعرب وزير خارجية لوكسمبورج عن أمله في أن يقوم بزيارة ثانية لمصر؛ لمناقشة التعاون في مجال اللوجستيات والنقل.

    ووصف الوضع الإقليمي بأنه “صعب”، معربا عن أمله في أن “نشهد أخباراً جيدة خلال الفترة المقبلة”، موجها الشكر للوزير عبد العاطي بشكل شخصي لأنه من بين المسئولين الذين أوصلوا أصوات المواطنين في غزة.. وقال إنه يجب أن “نذكر أنفسنا بأن هناك مواطنين يموتون في غزة”، مؤكدا تأييده للسلام.

    وفيما يتعلق بوكالة أونروا، قال الوزير زايير بيتل إنها وكالة مهمة لدعم قطاع التعليم والصحة في غزة، مشيرا إلى أنه من الصعوبة بمكان أن نقبل باتهام الأونروا – وهي وكالة أممية – بأنها “إرهابية” خاصة، وأنها تعمل في سوريا ولبنان والأردن.

    وحول الوضع في سوريا، قال وزير خارجية لوكسمبورج “لابد أن نتريث وأن نحكم على الأفعال لاحقاً”.

    وأضاف أنه جرت مناقشة الوضع في اليمن والسودان، مؤكدا على أن المناقشات مستمرة مع مصر.

    وحول قضية المياه، أكد وزير خارجية لكسمبورج ضرورة التوصل إلى حلول، لافتا إلى أنه لابد من أن تكون اللوائح والقوانين الدولية محل احترام.

    وأعرب عن ثقته في مصر ورغبة بلاده في البناء على ما هو موجود بالفعل، معربا عن تطلعه لتعميق العلاقات بين البلدين.

    وأشار وزير خارجية لوكسمبورج في هذا الصدد إلى تعيين أول سفير لبلاده في القاهرة، لأن الفترة القادمة ستشهد زيارة العديد من الوفود التجارية .

    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن