بقلم : د/ محمد عدلى
والترجمة الحرفية لكلمة برودباند هى النطاق العريض وهو مصطلح مستخدم بالفعل فى بعض الأحيان ولكنه لا يزال بحاجة إلى توضيح فربما كانت الترجمة الأقرب للفهم هى الإنترنت فائق السرعة، وهذا المعنى هو المقصود بالفعل عند استخدام هذا المصطلح. ولكن ما هى تلك السرعة الفائقة التى يمكن أن تكون عليها الإنترنت إذا ما تم تفعيل ما يسمى بالبرودباند؟ وما هو مقدارها الرقمى؟ هذا هو ما يتبادر إلى الذهن عادة من تساؤلات وخاصة مع الانتشار الكبير لاستخدام الإنترنت حالياً بين أبناء الشعب المصرى خلال السنوات الأخيرة وكذلك مع تداول قيم وأرقام السرعات التى يمكن أن تكون عليها حالياً سواء على الخطوط الأرضية أو على الهاتف المحمول.
والإجابة عن هذا السؤال حول مقدار تلك السرعة الفائقة بالأرقام هو أن ذلك يعتمد على قيمة السرعة الحالية، ولتوضيح الأمر أكثر نضرب مثلاً بما تم فى مصر مؤخراً من إلغاء لبعض السرعات المنخفضة للإنترنت والتى قيمتها 256 كيلو على الخطوط الأرضية وذلك لكى تصبح أقل سرعة للإنترنت الأرضى فى مصر هى 512 كيلو، وبناءً عليه فمن يملك خط تصل سرعته إلى 25 ميحا مثلاً فهو يعد هنا من أصحاب الإنترنت فائق السرعة فى مصر وذلك مع مراعاة أن نفس تلك السرعة وبذات القيمة قد لا تعد من الخطوط فائقة السرعة فى دول أخرى، وذلك لأن بعض الدول المتقدمة فى استخدام الإنترنت تبدأ السرعات فيها من 10 أو 15 ميجا والتى تعد سرعة عادية لديهم.
ولا يخفى على أحد أن سرعات الإنترنت فى مصر سواء الأرضى أو المحمول تحتاج إلى نقلة كمية تسمح للمصريين باستخدام الإنترنت فائق السرعة والتمتع بالخدمات العديدة التى يمكن أن تتاح من خلالها فى شتى المجالات التعليمية والصحية وما يتعلق بالحكومة الإلكترونية كذلك، ولكى يتحقق ذلك تحتاج البنية التحتية للشبكة الأرضية من الكابلات ولشبكة التليفون المحمول أيضاً إلى عملية تحديث وإحلال وهو ما يتضمن الاستعانة بكابلات ألألياف الضوئية كبدي للكابلات النحاسية فى الشبكة الأرضية كم يتضمن الاستعانة بالجيل الرابع من شبكات المحمول بما لها من إمكانات وسرعات عالية، وهذان الإجراءان هما ما تقوم به شركات الاتصالات فى مصر حالياً
وإذا ما حاولنا تقريب مفهوم البرودباند أو الإنترنت فائق السرعة بالنسبة لمصر نستطيع أن نقول أن سرعات الإنترنت لدى من سيتم توفير تلك الخدمة لهم ستكون حوالى 25 ميجا كسرعة إنترنت أرضى، وبناءً على ما أذيع من تصريحات فإن الأولوية فى توفير تلك الخدمة ستكون للجهات التعليمية والصحية وذلك لما يمكن أن يكون لتلك الخدمة من تأثير إيجابى على ما تقدمه تلك المؤسسات من خدمات يتم فيه الاستعانة بشبكة الإنترنت فائق السرعة لنقل البيانات التى تكون على شكل صور أو فيديو، ولن تقتصر خدمات الإنترنت فائق السرعة فى مصر على تلك الجهات فقط ولكن شيئاً فشيئاً ستمتد مع امتداد عمليات التحديث والإحلال لتشمل جميع مستخدمى الإنترنت الأرضى فى مصر، وسيتوازى مع ذلك أيضاً انتشار مستخدمى الجيل الرابع من الإنترنت المحمول الأمر الذى سوف يؤدى إلى تحقق تلك النقلة التى سلف ذكرها فى بداية المقال والتى تحتاج إليها وبشدة سرعات الإنترنت فى مصر. بقى أن نذكر فى ختام هذا المقال أن نشيد بالدور البارز للجهاز القومى لتنظيم الاتصالات ومجهوداته نحو تحقيق هذا الهدف.