كتب : وائل مجدي
ناقشت شركة "فيناسترا"، العالمية المتخصصة في مجال التطبيقات البرمجية الخاصة بالخدمات المالية، خلال فعاليات اليوم الأول من قمة دبي للتكنولوجيا المالية، دور التكنولوجيا المصرفية المتقدمة في تعزيز الخدمات المالية المبتكرة والمتسمة بالسلاسة والتي تحمل الطابع الشخصي للمستخدم. وشاركت شيفون بايرون، النائب التنفيذي للرئيس للخدمات المصرفية الشاملة لدى "فيناسترا"، رواد قطاع الكتنولوجيا المالية في جلسة نقاشية بعنوان: " حقبة الاتصال السلس: صعود الخدمات المصرفية الرقمية".
ويجمع هذا الحدث المرموق، الذي يستمر ليومين وينظمه مركز دبي المالي العالمي، رواد الفكر وصُناع السياسات والشخصيات المؤثرة في هذا المجال لرسم ملامح مستقبل التكنولوجيا المالية والتمويل معًا.
ومن أبرز المواضيع التي تم نقاشها في أول يوم من القمة تشمل توقعات العملاء تُشكّل مستقبل الخدمات المصرفية: يتوقع المستخدمون الحصول على خدمات سلسة وفورية ومُصمّمة خصيصًا لتلبية احتياجاتهم بشكل استباقي. ومع ذلك، يُشير ما يقرب من ثلاثة أرباع البنوك العاملة في الشرق الأوسط إلى أن التوقعات المُتغيّرة قد سلّطت الضوء على نقاط يمكن تحسينها في تجربة العملاء الحالية لدى مؤسساتهم.
ومن شأن تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات أن تساعد المؤسسات على تقديم حلول محسّنة قائمة على معلومات معمقة حول سلوك العملاء. كما يتوقع المستهلكون التفاعل مع البنوك عبر قنواتهم المختارة، سواء عبر الإنترنت أو الهاتف المحمول أو في الفروع أو عند نقاط البيع، بحسب رغبتهم، لذلك فإن اعتماد استراتيجية شاملة ومتكاملة يضمن التمتع بتجارب سلسة ومتسقة على امتداد جميع نقاط الاتصال.
التصورات الحديثة للخدمات المصرفية تجعل الخدمات المالية أكثر سلاسة: في المستقبل القريب، يمكن لأدوات المساعدة الشخصية الذكية، المدعومة بتقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي، تقديم خدمات مصممة خصيصًا عند الحاجة، حتى قبل أن يطلبها العميل. أما الذكاء الاصطناعي الوكيل فيتقدم خطوةً أبعد تتمثل في معالجة البيانات بسرعة، وزيادة دقة القرارات، وتخصيص تفاعلات العملاء. لكن مع ازدياد سلاسة الخدمات المالية لدرجة اندماجها مع محيطها، تُخاطر البنوك بفقدان تواصلها مع العملاء. ويتطلب التغلب على هذا التحدي اتخاذ المؤسسات إجراءات واعية ومدروسة تركز على العميل، وإحداث تجارب متسقة، حتى من خلال الخدمات التي يقدمها شركاء تلك المؤسسات.
على البنوك أن تعمل بوصفها مراكز للابتكار: أظهر استطلاع "فيناسترا" حديثًا حول حالة الخدمات المالية في الدولة لعام 2024 أن المؤسسات المصرفية في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة تمنح تحديث عملياتها الأولوية، ويشمل ذلك تبني تقنيات الحوسبة السحابية وواجهات برمجة التطبيقات. ويمكن للبنوك الاستفادة من هذه التقنيات في إنشاء أنظمتها وتقديم خدمات مالية شاملة ومتكاملة تلبي احتياجات محددة، علاوة على تعزيز مزاياها التنافسية. ويجب على المؤسسات ضمان تكامل سريع وسلس لإدارة قدرتها على الابتكار الفوري للمنتجات وتخصيصها على نطاق واسع، مع تنسيق شبكة شركائها، التي غالبًا ما تكون معقدة، لضمان سلاسة المعاملات من البداية إلى النهاية.
الحاجة إلى تطوير الخدمات المصرفية الأساسية: قد تُعيق الأنظمة القديمة طموحات الأعمال، لكن منصات الخدمات المصرفية الأساسية الشاملة، التي تجمع بين الوظائف المتطورة والتكنولوجيا المتقدمة، تتيح الرشاقة والشفافية والحصول فورًا على أحدث المعلومات اللازمة، مع تمكين التكامل السلس. ويُمكن للبنوك، باتباع نهج تكافلي، اعتماد حلول الجيل التالي بسرعة بجانب الأنظمة الحالية ومن دون انقطاع. كذلك يمكن للبنوك، بفضل الأنظمة الأساسية والبيانات المُعزّزة، اعتماد التقنيات ودمجها واستبدالها بسرعة للحفاظ على القدرة التنافسية والكفاءة التشغيلية، مع تحويل أنظمتها إلى منصات ذكية ينصبّ تركيزها على العملاء.