كتب : اسلام توفيق
قضت محكمة أمريكية بالسجن أربع سنوات على موظف وهو المبرمج ديفيس لو (55 عامًا)، بعد إدانته بزرع برمجيات خبيثة وتفعيل ما عُرف إعلاميًا بـ”مفتاح القتل” Kill Switch كناية عن الإيقاف الشامل للنظام، والذي أدى إلى تعطيل شبكة شركة “إيتون” العالمية وقطع تواصل عشرات آلاف الموظفين حول العالم بشبكة الشركة وأنظمتها (يتراوح عدد موظفي الشركة في تلك الفترة بين 90 و95 ألف موظف).
عمل لو، وهو مواطن صيني مقيم في هيوستن، وكان موظفاً مخلصاً أكثر من 11 عامًا بشركة “إيتون”، ومقرها أوهايو، حتى جاءت إعادة هيكلة الشركة لتقليص صلاحياته ومسؤولياته.
وحين شعر الموظف المخضرم أن إقالته باتت مسألة وقت، قام بترتيبات برمجية لكارثة وربط وقت تنفيذها بحذف اسمه. بحسب وزارة العدل الأمريكية، شرع لو منذ ذلك الحين في زرع برمجيات خبيثة تحمل أسماء مثل “Hakai” باليابانية (الدمار) و”HunShui” بالصينية (الخمول)، لتنفيذ مهام تخريبية استهدفت حسابات زملائه وأنظمة الدخول.
ورغم تنوع البرمجيات التخريبية، فإن أخطرها كان “الكود القاتل” الذي أطلقه وصُمم لتعطيل كل الانظمة وليُعطّل الشبكة ويمنع آلاف الموظفين من الدخول إذا جرى تعطيل اعتماداته الرسمية وكانت فحوى الكود هي: Is Davis Lu enabled in Active Directory.
بالفعل، عند وضعه في إجازة وإجباره على تسليم حاسوبه المحمول يوم 9 سبتمبر عام 2019، فُعّل الكود تلقائيًا وأحدث شللًا في أنظمة الشركة حول العالم. وتكبدت شركة إيتون خسائر كبيرة وواجهت فوضى تقنية عارمة امتدت لأسابيع، حيث عُزل الموظفون عن أنظمتهم الحيوية، وتعطلت عمليات الشركة عالميًا.
وكشفت التحقيقات أن الشيفرات التخريبية كانت محفوظة في خادم لا يملك صلاحية الوصول إليه سوى لو ذاته. ووفق الادعاء العام، تكبدت الشركة خسائر بمئات الآلاف من الدولارات لإعادة تشغيل الشبكة وتأمينها مجددًا.
ونقل بيان وزارة العدل الأمريكي تصريح ماثيو جاليوتي، القائم بأعمال مساعد المدعي العام، بقوله: “لقد خان المدعى عليه ثقة صاحب عمله واستخدم خبرته التقنية لإحداث فوضى.
لم تنقذه مهارته من العواقب، وسيكون هذا الحكم رسالة لكل من يفكر في استغلال مكانته الوظيفية لتخريب الشركات الأمريكية.” من جهته، أكد بريت ليثرمان، مساعد مدير قسم الأمن السيبراني في مكتب التحقيقات الفيدرالي، أن القضية تعكس أهمية رصد التهديدات الداخلية مبكرًا والتعاون الوثيق بين القطاع الخاص والسلطات الأمنية لـ”منع الجرائم قبل وقوعها“.