أصبحت شركة تينسنت القابضة، التي تدير أكبر شركة ألعاب فيديو في العالم من حيث الإيرادات وأكبر منصة تواصل اجتماعي في الصين، "وي تشات"، أحدث شركة تكنولوجيا صينية تُشجع على اعتماد رقائق الذكاء الاصطناعي المُصممة محليًا.
يأتي ذلك في ظل خفض البلاد استخدام أشباه الموصلات المستوردة، مثل تلك التي تنتجها شركة إنفيديا.
وأعلنت وحدة الحوسبة السحابية التابعة لمجموعة التكنولوجيا العملاقة، تينسنت كلاود، ومقرها شنتشن، أنها تدعم "الرقائق المحلية الرئيسية" في بنيتها التحتية لحوسبة الذكاء الاصطناعي، دون تسمية أي علامة تجارية صينية للدوائر المتكاملة، بحسب تقرير نشره موقع "scmp" واطلعت عليه "العربية Business".
قال تشيو يوبينغ، رئيس شركة تينسنت كلاود، خلال القمة العالمية السنوية للنظام البيئي الرقمي للشركة يوم الثلاثاء، بإن تينسنت "تكيفت تمامًا مع الرقائق المحلية السائدة" و"تشارك في مجتمع المصادر المفتوحة".
يعكس هذا الالتزام الجهود المتنامية في قطاعي أشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي في البلاد لدفع أجندة بكين لتحقيق الاكتفاء الذاتي التكنولوجي في ظل قيود التصدير الأميركية المفروضة على الصين وتصاعد التوترات الجيوسياسية.
يأتي ذلك بعد أسابيع من إعلان شركة ديب سيك الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي أن نموذجها المُحدّث V3.1 مُصمّم للجيل القادم من "الرقائق المُطوّرة محليًا والمُقرر إصدارها قريبًا".
في يوليو، شكّلت مجموعة من شركات أشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي الصينية تحالف ابتكار النظام البيئي للرقائق النموذجية لتعزيز اعتماد المعالجات المُطوّرة محليًا في مشاريع الذكاء الاصطناعي.
قال داوسون تونغ تاو-سانغ، نائب الرئيس التنفيذي الأول لشركة تينسنت، والرئيس التنفيذي لمجموعة الصناعات السحابية والذكية في الشركة، لوسائل الإعلام الصينية خلال القمة، بأن "تينسنت كلاود" تتعاون مع العديد من شركات الرقائق المحلية لتطبيق "الأجهزة الأنسب" المطلوبة لمختلف السيناريوهات.
كما أعلنت "تينسنت كلاود" أنها تسعى إلى "استثمار استراتيجي طويل الأجل" لتحسين التعاون في مجال الأجهزة والبرمجيات.
ويشمل ذلك بناء قوة حوسبة ذكاء اصطناعي فعالة من حيث التكلفة باستخدام مجموعة متنوعة من الرقائق.
جاء ذلك في أعقاب التقييم الذي أجراه رئيس شركة تينسنت، مارتن لاو تشي بينغ، خلال مؤتمر الشركة الأخير للأرباح الفصلية، والذي أفاد بأن الشركة تمتلك ما يكفي من المعالجات للتدريب و"خيارات متعددة لرقائق الاستدلال"، على الرغم من غموض سياسات التصدير الأميركية.
وأضاف لاو أن "تينسنت" تعمل أيضًا على تحسينات برمجية من شأنها تمكين رقائقها الحالية من التعامل مع عبء عمل أكبر.
تأتي أحدث مبادرة من "تينسنت كلاود" في ظل إعلان إدارة الدولة لتنظيم السوق يوم الاثنين أن "إنفيديا" انتهكت قوانين مكافحة الاحتكار وشروط موافقة الحكومة الصينية على استحواذ الشركة الأميركية على شركة ميلانوكس تكنولوجيز، مزود حلول الربط الإلكتروني الإسرائيلي، في عام 2019.
أعلنت الهيئة التنظيمية، التي بدأت تحقيقها في مجال مكافحة الاحتكار في ديسمبر بشأن تلك الصفقة البالغة قيمتها 6.9 مليار دولار، أنها ستواصل تحقيقها، دون تقديم مزيد من التفاصيل.