كتب : رشا حجاج
شهد الدكتور محمد فريد، رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية، الإطلاق الرسمي لبرنامج "قادة المستقبل – Future Leaders Program" بمقر الهيئة، في إطار تفعيل بروتوكول التعاون الذي وقّعه معهد الخدمات المالية – الذراع التدريبي للهيئة – مع شركات التأمين المصرية، إلى جانب مذكرات التفاهم الموقّعة مع عدد من الجامعات والمعاهد العالمية. ويأتي إطلاق البرنامج في إطار الدور المحوري لقطاع التأمين في الاقتصاد الوطني، وسعيًا إلى تعزيز قدراته وتهيئة جيل جديد من الكوادر المؤهلة للقيادة.
أوضح رئيس الهيئة أن أبرز هذه التحولات يتمثل في الذكاء الاصطناعي، الذي وصفه بأنه سيغير كل شيء، مشيرًا إلى أن تأثيراته لن تقتصر على نطاق واحد، بل ستمتد لتشمل البنية التنظيمية نفسها، والشركات العاملة في القطاع المالي غير المصرفي، ومكاتب مراقبي الحسابات، وحتى مكاتب المحاماة. وأضاف أننا بصدد ثورة ستعيد صياغة قواعد العمل والإنتاج والخدمات، بما يفرض علينا أن نكون جاهزين لها منذ الآن.
وشدد على أن الدور الجوهري للهيئة يكمن في تجهيز الكوادر البشرية والمهنيين لمواجهة هذه التغيرات، معتبرًا أن هذا هو الهدف الأسمى الذي يعمل عليه معهد الخدمات المالية. وقال إننا نملك القدرة على تهيئة الناس ليكونوا مستعدين للتغيير الذي نشهده، وهذا في حد ذاته هو أعظم استثمار يمكن أن نقدمه.
وسلط فريد الضوء على ما تتخذه الهيئة من قرارات إصلاحية وتدابير تنظيمية ومنها إصدار قرار جديد بشأن حوكمة شركات التأمين خلال الأيام المقبلة حيث أن هذا القرار سيحمل نقلة نوعية في القطاع، بالإضافة إلى القرارات التي تصدرها الهيئة في شأن الربط الإلكتروني مع شركات التأمين، مما يسهم في تطوير منظومة البيانات ويعزز كفاءة العمليات ويزيد من ثقة المتعاملين. أضاف الهيئة مدركة لأن قطاع التأمين ركيزة أساسية لأي اقتصاد، وتطويره هو جزء من رؤية أشمل لتهيئة بيئة مالية متطورة وعصرية ولفت إلى أن كل هذه الجهود، مهما بلغت قوتها على الورق، لن تكون ذات أثر ملموس ما لم تتكامل مع جهود العاملين في القطاع المالي غير المصرفي وقطاع التأمين. وبيّن أن العنصر البشري هو المحرك الحقيقي، وهو من يصنع الفارق.
أضاف الهيئة تتحرك وفق رؤية مزدوجة، تعزز من قدرات العاملين في القطاعات التي تشرف عليها من جهة، وتعمل على التحول الرقمي من جهة أخرى. وأكد على أهمية التكامل بين التكنولوجيا والعنصر البشري، فالرقمنة أداة حيوية، لكنها تحتاج إلى عقول مدربة وواعية تستثمرها بالشكل الأمثل.
من جهته قدّم الدكتور طارق سيف، المدير التنفيذي لمعهد الخدمات المالية، عرضًا تقديميًا، سلّط فيه الضوء على الاستراتيجية التي يتبناها معهد الخدمات المالية للنهوض بقدرات العاملين في قطاع التأمين، وما يمكن للمعهد تقديمه في سبيل تعزيز الكفاءات، موضحًا أن هذه الاستراتيجية ترتكز على مجموعة من المحاور الرئيسية، تشمل تطوير البرامج التدريبية المتخصصة، واعتماد مناهج تعليمية حديثة تواكب أفضل الممارسات الدولية، فضلًا عن تعزيز ثقافة التعلم المستمر بين العاملين. وأكد أن المعهد يعمل على ربط التدريب بالاحتياجات الفعلية لسوق العمل، عبر تصميم برامج تتناول الجوانب الفنية وأحدث الاتجاهات، مثل التحول الرقمي، والذكاء الاصطناعي، وإدارة المخاطر، والحوكمة، إلى جانب برامج متقدمة في الابتكار المالي. كما أشار إلى أن المعهد يسعى إلى بناء شراكات استراتيجية مع مؤسسات تعليمية ومهنية دولية، تتيح نقل الخبرات العالمية إلى السوق المصرية، بما يسهم في خلق جيل من الكوادر المؤهلة القادرة على قيادة التغيير، وتعزيز تنافسية قطاع التأمين ضمن منظومة الاقتصاد الوطني.
من ناحيته اعرب علاء الزهيري، رئيس اتحاد شركات التأمين المصرية، عن تقديره لجهود الهيئة في الارتقاء بكفاءات كوادر قطاع التأمين، عبر استراتيجية شاملة للتدريب والتأهيل، بما يسهم في إعداد كوادر مؤهلة قادرة على صياغة وتنفيذ سياسات تراعي أحدث التطورات والاتجاهات الفنية، وتعزز من دور القطاع في دعم الاقتصاد القومي وأكد أن هذه الاستراتيجية تتميز بتركيزها على إعداد صفوف ثانية وثالثة مؤهلة، قادرة على قيادة قطاع التأمين المصري وتمكينه من احتلال مكانة متقدمة وبارزة على المستويين الإقليمي والعالمي.