رغم كثرة التوقعات بارتفاع سعر بيتكوين خلال أكتوبر، يشير التاريخ إلى احتمال تكرار سيناريو 2021 مع هبوط حاد أولاً نحو 60 ألف دولار. تُظهر تحليلات مخططات بيتكوين لعام 2021 نمطاً قد يتكرر هذا العام، حيث شهدت العملة حينها صعوداً حاداً إلى مستويات قياسية، تلاه تصحيح في منتصف الدعم وفشل في اختبار المقاومة مجدداً، ما أدى إلى انخفاض بنسبة تزيد عن 50% خلال أسابيع قليلة.
وتتناقض هذه التوقعات مع ما يراه محللو بنك ستاندرد تشارترد البريطاني متعدد الجنسيات، والذين لطالما كانوا متفائلين بشأن بيتكوين، ولا يرون أن الأمر سيتوقف عند هذا الحد. وصرح جيف كندريك، الرئيس العالمي للأصول الرقمية في البنك، في مذكرة للمستثمرين نُشرت يوم الجمعة بأنه يتوقع أن يصل سعر بيتكوين إلى 135 ألف دولار على الأقل على المدى القريب، وأن يتجاوز 200 ألف دولار قبل نهاية العام.
وسجلت عملة بيتكوين، وهي أكبر عملة مشفرة في العالم من حيث القيمة السوقية، أعلى مستوى لها على الإطلاق اليوم الأحد، مرتفعة بنحو 2.68% لتصل إلى 125,245.57 دولارًا عند الساعة 05:12 بتوقيت غرينتش. وحافظت "بيتكوين" على موقعها كأكبر عملة رقمية من حيث القيمة السوقية والتي تجاوزت 2.49 تريليون دولار، بحسب بيانات موقع كوين ماركت كاب التي اطلعت عليها "العربية Business".
ويشير بعض المحللين إلى أن هيكل بيتكوين الحالي في 2025 يعكس نفس العملية المكونة من أربع خطوات، مع وجود العملة قبل أيام أسفل منطقة توزيع مشابهة لتلك التي شهدت انعكاس السوق الهابط في 2021، وفق موقع "cointelegraph".
في المقابل، يرى البعض أن بيتكوين قد تتعافى بسرعة وأن المتوسطات المتحركة البسيطة والأسية لمدة 200 يوم تشكل دعماً مهماً خلال تصحيحات السوق الصاعدة، مع احتمال تكوّن "قاع متوسط المدى" حول مستوى 104,000 دولار. ومع خفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة، يتوقع استمرار صعود العملة لعدة أشهر قبل الوصول إلى ما يُعرف بـ "الذروة النهائية"، وهو ما قد يدفع السعر إلى مستويات تصل إلى 140,000 دولار في الأشهر المقبلة، مع اختراق بيتكوين مستوى مقاومة 113,000 دولار.
المحللون متفقون على أن السوق يبقى متقلباً، وأن أي هبوط قد يصل إلى نطاق 60–62 ألف دولار قد يشكّل فرصة شراء، بينما يدعم بعض المتفائلين السيناريو الصاعد توقعاتهم بأهداف نهائية تصل إلى 150–200 ألف دولار، حسب الظروف الاقتصادية وحركة السيولة العالمية.
وقد ساهم مزيج من الظروف الاقتصادية الكلية المواتية والاهتمام المؤسسي المتزايد بالأصل الرقمي بشكل كبير في دعم بيتكوين على مدار العام، وقد صرّح عدد من المحللين لموقع Decrypt مؤخرًا بتوقعهم استمرار نمو الإقبال على بيتكوين، على الرغم من مؤشرات الاستنزاف المحتمل في سوق العملات المشفرة في وقت سابق من هذا الأسبوع.
صرح جو دي باسكوالي، الرئيس التنفيذي لشركة BitBull Capital لإدارة أصول العملات المشفرة، يوم الجمعة: "لا يزال الوضع العام متفائلًا، ومن المرجح أن يستمر الإغلاق الحكومي المطول في زيادة الاهتمام بالأصول الملموسة ودعم الطلب على بيتكوين كمخزن بديل للقيمة".
توقع مستخدمو سوق التنبؤات "ميرياد"، الذي طورته شركة "داستان"، الشركة الأم لشركة "ديكريبت"، بدقة أن يصل سعر بيتكوين إلى 125 ألف دولار، مما وضع احتمالات تجاوزت 90% يوم الجمعة. وفي الوقت الحالي، يعتقد مستخدمو "ميرياد" أيضًا أن أداء بيتكوين سيتفوق على إيثريوم، ثاني أكبر أصول العملات المشفرة من حيث القيمة السوقية، في شهر أكتوبر.
وقال كبير المطورين في شركة OTS Capital علي عسكر، إن الارتفاعات القياسية التي يشهدها سعر بيتكوين ترتبط بعاملين رئيسيين؛ هما تراجع قيمة الدولار الأميركي، ووجود خلل واضح في توازن العرض والطلب داخل شبكة بيتكوين نفسها.
وأوضح عسكر، في مقابلة مع "العربية Business"، أن بيتكوين يشهد في الوقت الحالي إشارات متزايدة على ارتفاعات مقبلة، وإن كانت هذه الإشارات ما تزال محدودة نسبياً، وذلك استناداً إلى بيانات شبكة بيتكوين وتحليل حركة المتداولين على المدى القصير.
وبيّن أن ما يُعرف بـ«حاملي بيتكوين قصيري الأجل» (Short-Term Holders)، أي الذين اشتروا العملة عند مستويات 80 ألف دولار وما فوق خلال العام أو العامين الماضيين، لم يقوموا بعمليات بيع كبيرة حتى الآن، على عكس ما كان يحدث في دورات سابقة من ارتفاع الأسعار.
وأشار إلى أن البيانات الحالية تُظهر استمرار عمليات الشراء مقابل ضعف واضح في وتيرة البيع، ما أدى إلى اختلال بين العرض والطلب، وخلق ضغطاً تصاعدياً على السعر.
وأضاف أن العامل الثاني المؤثر يتمثل في تراجع قوة الدولار الأميركي، موضحاً أن هذا التراجع ينعكس على معظم الأصول، من بينها العملات الرقمية، والأسهم، وحتى السلع.
وقال إن انخفاض قيمة الدولار يدفع المستثمرين إلى البحث عن بدائل تحفظ قيمتها، وبيتكوين يأتي في مقدمة هذه البدائل، الأمر الذي يعزز الطلب عليه ويدفع الأسعار نحو مزيد من الارتفاع.