- الاعتماد على خرائط رقمية محدثة، وتدريب فرق محلية قادرة على توثيق المواقع وتأمينها مع تعزيز التعاون الدولي
-مصر يمكنها أن تستفيد من مبادرات بناء القدرات وتبادل الخبرات وتطوير السياسات التعليمية والثقافية
- منصب المدير العام لليونسكو يتيح فرصة لإبراز إسهامات مصر الحضارية والثقافية على الساحة الدولية
- العناني: عملي في اليونسكو لخدمة جميع الدول الأعضاء على قدم المساواة
اجرى الحوار : محمد عصام
تحدث الدكتور خالد العناني مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة -اليونسكو، عن عدد من الملفات الهامة المشتركة خاصة كيفية زيادة التعاون بين الدولة المصرية والمنظمة، وذلك بعد فوزه الساحق في انتخابات المجلس التنفيذي لليونسكو، وحصوله على تأييد 55 من أصل 57 دولة، واستقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي، له بعد أيام قليلة من فوزه، بحضور الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج.
وكشف الدكتور خالد العناني، في حوار خاص جريدة "عالم رقمي" لأول مرة بعد توليه منصبه الجديد، عن سبل زيادة التعاون المشترك بين مصر ومنظمة الأمم المتحدة اليونسكو، وما أعمال المنظمة ومستهدفاتها وفي السطور التالية نستعرض تفاصيل الحوار .
§ ما هي منظمة الأمم المتحدة اليونسكو؟
-اليونسكو هي منظمة تابعة للأمم المتحدة تأسست عام 1945 بهدف تعزيز التعاون الدولي في مجالات التعليم والعلوم والثقافة لبناء السلام والأمن واحترام حقوق الإنسان، ويقع مقرها بمدينة باريس في فرنسا، وتعمل مع الدول الأعضاء فيها التي يبلغ عددها 194 دولة على جملة من الأمور في مختلف أنحاء العالم مثل حماية التنوع البيولوجي، والتعامل مع الذكاء الاصطناعي والنهوض بالتعليم الجيد وصون التراث وضمان الوصول إلى المعلومات الموثوق بها.
مسؤولية أممية
§ كيف ترى منصب المدير العام لمنظمة اليونسكو ؟
- تولي منصب المدير العام لمنظمة اليونسكو هو في المقام الأول مسؤولية أممية تهدف إلى خدمة الإنسانية جمعاء، انطلاقًا من مبادئ الحياد والموضوعية التي تُميز عمل المنظمة.
§ ما مجالات التعاون المستهدفة بين مصر ومنظمة اليونسكو ؟
- مصر مثلها مثل أي دولة عضو، ستظل شريكًا أساسيًا في تنفيذ برامج اليونسكو، خاصة في المجالات التي تتقاطع مع أولوياتها الوطنية، مثل التعليم، وحماية التراث الثقافي، وتعزيز الابتكار، والرقمنة، ودعم الشباب والمرأة.
تبادل الخبرات
§ كيف يمكن لمصر أن تستفيد من منظمة اليونسكو ؟
- يمكن أن تستفيد مصر، كما تستفيد الدول الأعضاء كافة ، من المبادرات الدولية التي تطلقها اليونسكو في مجالات بناء القدرات، وتبادل الخبرات، وتطوير السياسات التعليمية والثقافية، والحفاظ على التراث المادي وغير المادي.
§ هل يتيح منصبكم لـ إبراز إسهامات مصر الحضارية والثقافية على الساحة الدولية ؟
- نعم وهذا الأهم أن هذا المنصب يتيح فرصة لإبراز إسهامات مصر الحضارية والثقافية على الساحة الدولية، وتعزيز موقعها كدولة فاعلة في صياغة السياسات العالمية للثقافة والتعليم والعلوم، دون أن يخل ذلك بواجب الحياد الذي يفرضه هذا المنصب الأممي.
قيم الحضارة والعلم
§ كيف ستكون طبيعة عملك في المنظمة وهل ستحظى مصر بمكانة مستقلة عن البقية ؟
- سيكون عملي في اليونسكو لخدمة جميع الدول الأعضاء على قدم المساواة، ولكن بروح تستلهم من القيم التي تعلمناها في مصر ، قيم الحضارة، والعلم، والسلام، والاحترام.
§ كيف ترى دور اليونسكو في ظل ما يشهده العالم من نزاعات تهدد التراث الإنساني والثقافي ؟
-اليونسكو هي الضمير الثقافي للعالم، وحين يشتعل النزاع في أي مكان، تكون أول من يحاول إنقاذ الذاكرة قبل الحجر، والتراث ليس ملكًا لشعبٍ أو دولة، بل هو ذاكرة الإنسانية جمعاء.
الربط بين التعليم والابتكار
§ ما مستهدفاتكم في القطاعات المختلفة مع الدول الأعضاء ؟
-خططنا إطلاق مبادرات جديدة تربط بين التعليم والابتكار، وسندعم الشراكات بين الجامعات ومراكز البحث في الشمال والجنوب، مع التركيز على بناء القدرات المحلية.
وسندعم بأهمية قصوى المشروعات التي تحترم الخصوصيات الوطنية وتحتفي بالتنوع، لأن تنمية الثقافة ليست مجرد حفظ للتراث، بل هي أيضًا استثمار في الخيال، وأعمل على جعل اليونسكو مظلة حقيقية تُعيد الأمل في أن التعليم والثقافة هما أساس التنمية وليس نتيجتها فقط.
خرائط رقمية محدثة
§ ما خططكم لحماية المواقع التراثية في مناطق النزاع؟
- الوقاية هي الأهم وعلينا أن نتحرك قبل أن تقع الكارثة، من خلال خرائط رقمية محدثة، وتدريب فرق محلية قادرة على توثيق المواقع وتأمينها، وكذلك ضرورة التعاون الدولي لأن حماية التراث مسؤولية مشتركة، لا يمكن لدولة أن تقوم بها وحدها.
كما سنعمل على تفعيل آليات الدرع الأزرق ونبني صندوقًا للطوارئ يمكّن اليونسكو من التدخل فورًا لحماية التراث في مناطق النزاع.
معايير عالمية لأخلاقيات ال " AI"
§ ما النصائح التي تود أن ننقلها للشباب المصري في ظل الأوضاع الحالية ؟
- يجب أن تتحرك طاقات الشباب والمجتمعات المدنية في المنطقة لخدمة القيم الهادفة، وعلينا مواصلة إسهامنا الحضاري لا بالكلمات فقط، بل بالفعل والمبادرة، ولنجعل العالم يرى في منطقتنا منبع فكر لا مصدر أزمة.
وأخيرا الذكاء الاصطناعي أداة عظيمة، لكنه ليس بديلًا عن العقل الإنساني. التحدي اليوم هو أن نستخدمه دون أن نفقد إنسانيتنا، وسنعمل على وضع معايير عالمية لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي في التعليم، تضمن الشفافية والعدالة وحماية الخصوصية، وسندعم تطوير مناهج جديدة تُعلم الطلاب التفكير النقدي لا الحفظ، والإبداع لا التكرار.
وما نريده هو تعليم يحرر الإنسان، لا أن يُحوله إلى امتداد لخوارزمية، والتكنولوجيا يجب أن تكون في خدمة القيم الإنسانية، لا العكس.








