بقلم : خالد حسن
نتفق جميعا على أن العالم خسر حربه الأولي مع التغيرات المناخية وهو ما أدي الى الارتفاع المستمر فى درجات الجرارة على كوكب الارض وأننا أصبحنا نقف على " حافة الهوية" والعقد الماضى كان أكثر العقود التى شهدت تغيرات كبيرة فى المناخ وتزايد الملوثات ، فهناك 17 دولة من الدول الكبرى الصناعية مسؤولة عن 80 % من حجم التلوث على كوكب الأرض و4 دول مسؤوله عن 50 % من هذه الانبعاثات وهم الولايات المتحدة والصين والاتحاد الاوروبى والهند ، والامر يحتاج الى وقفه قوية لتحسين المناخ والتحذير من عدم التحرك وحسن إدارة مواردنا لمواجهة هذا التغير وتضافة المجتمع الدولى لحماية الكوكي والطبيعة والانضمام الى ائتلاف " صفر انبعاثات " من الكربون الذى دعى له أنطونيو جوتيريش الامين العام للامم المتحدة .
ومن ثمة فأن أزمة " تغير المناخ " بات يشكل" التهديد الوجودي " للبشرية كلها لاسيما مع وصول مستويات الغازات الدفئيه الي مستويات قياسية وغير مسبوقه الامر الذى يفتح الباب على مصراعية على كيفية الحفاظ على النظام البيئي والتنمية الخضراء خلال العقد الحالى بالتعاون بين مختلف دول العالم ولاسيما الدول الكبري المسؤوله عن تزايد الغازات الدفيئه الملوثة للطبيعة والقيام بواجبها لحماية البيئة والتوجه لدعم مصادر الطاقة النظيفة .
ومع مواجهة غالبية دول العالم لموجة ارتفاع درجات الحرارة ، بصورة غير مسبوقة ، سواء بسبب ظاهرة إل " نينو " ، وهي تغير دوري غير منتظم في الرياح ودرجات الحرارة في المحيط الهادئ الاستوائي الشرقي تؤثر على المناخ في الكثير من المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية وتؤدي إلى زيادة في درجة حرارة البحر، فاننا لا يمكن أن ننكر أننا نعانى منذ سنوات من ارتفاع في درجات متوسط درجة الحرارة العالمي بسبب النشاط الصنىاعي و تزايد الاعتماد الوقود الاحفوري الملوث للبيئة والمؤدي لظاهرة الاحتباس الحراري .
وفى هذا الاطار دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى اتخاذ إجراءات جذرية فورية تتعلق بالتغير المناخي، مؤكدا أن درجات الحرارة المرتفعة بشكل كبير في يوليو الجاري تؤشر إلى بدء "عصر الغليان العالمي وإن موجات الحر في نصف الكرة الأرضية الشمالي "مرعبة"، مضيفا "انتهى عصر الاحتباس الحراري مؤكدا إن "تغير المناخ أمر مرعب وهذه مجرد بداية"، وشدد على الحاجة إلى "أهداف طموحة جديدة من أعضاء مجموعة العشرين للحد من الانبعاثات".
وفي هذا السياق، قال جوتيريش "على البلدان المتقدمة تقديم خريطة طريق واضحة وذات مصداقية لمضاعفة تمويل التكيف المناخي بحلول 2025″، مضيفا أنه "يجب أن تتوافق أهداف الطاقة المتجددة الطموحة مع الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مؤكدا اننا نحتاج لضمان التزام البلدان المتقدمة بالوصول إلى صافي انبعاثات صفرية في أقرب وقت ممكن من عام 2040". ودعا إلى وجوب وفاء الدول بالوعود التي قطعتها بشأن التمويل الدولي للمناخ.
والسؤال الذى يتبادر الى اذهان خبراء تكنولوجيا المعلومات هل يمكن ان تقودنا التقنيات الحديثة وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي " AI " إلى طريق الأمان فى مجال مكافحة التغير المناخ ؟ الذى نعانى منه جميع بين فيضان وانهيارات هنا وجفاف ونقص فى الامطار هناك ورياح هنا وأعصاير هناك وموجات هوائيه حارة ملتهبة هنا وموجات هوائيه باردة هناك
فهل سنتمكن تقنيات الذكاء الاصطناعى وتحيل البيانات من العودة الى ما كان كوكب الارض عليه بعد اكتشفنا لكافة الآثار الضارة والكبيرة جدًا التى تسبب فيها الانسان ؟
لهذا من المهم أن نفهم كيف يمكننا استخدام التقنية بشكل صحيح كأداة ووسيلة لمساعدتنا جميعا " أطفال وشباب ورجال وشيوخ ومؤسسات القطاع الحكومى والخاص والمجتمع المدني ، على حماية كوكبنا من التاثيرات السلبية التى ادت الى هذه التغيرات المناخية الجوهرية وعلينا جميع التعلم والتطور من اجل مستقبل افضل للبشرية وان نستخدم التقنية لمساعدتنا على فهم أفضل التوجهات لخدمة متطلبات دعم الاقتصاد الاخضر وتأهيل انفسنا وتمكين البشر من المهارات اللازمة التي يتطلبها ذلك.
ويالطبع يمكن ان تتيح لنا تقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعى " AI " تحسين الترابط بين قطاعي التوظيف والصناعة والتعليم من خلال تحليلات البيانات لنتمكن جمعيا من اأن يكون لدينا ذات المستوى من الوعى بخطورة ظهرة التغير المناخ وانها مسؤولية مشتركة يجب ان نتكاتف جميعا للحد من اثارها والا سيكون الجميع متضرر .
فى اعتقادي ان تقنيات " AI " ، والتى تعد بمثابة حجر الاساس للثورة المعلوماتية الرابعة التى نعيشها حاليا ، يمكن ان تفتح الباب امام شركات التكنولوجيا الناشئه لتطوير مجموعة من الحلول والتطبيقات الابتكارية التى تساعد المجتمع على المشاركة بفاعلية فى مكافحة ظاهرة التغير المناخي وهو ما ما يمكن ان نطلق عليها حلول المدن الذكية او النظيفة والتى تعتمد بصورة اساسية على توظيف التكنولوجيا بصورة مثلي من اجل ترشيد استخدام الموارد " مياه ، كهرباء ، غاز ، وقود احفوري ..." والاعتماد علي موارد الطاقة المتجددة النظيفة.
فى تصورى أننا نحتاج الى تحفير الشركات الناشئه المتخصصة فى مجال تطور حلول لمواجهة التغيرات المناخية ، من خلال مسابقات محلية ودولية أو ضخ تمويل اضافى ومزيد من تنسيق التعاون بين المراكز البحثية بالجامعات ، لتكون بداية لتحفيز شركات التكنولوجيا الناشئه لتسخير امكانياتها لتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي، وعلوم البيانات لتطوير التطبيقات التي تمثل أولوية بالنسبة للحفاظ على حياة البشر ، وليس التطبيقات الترفيهه ، و أبرزها التطبيقات المتعلقة بالرعاية الصحية، والزراعة، والنقل المرور بالإضافة تعزيز التعاون الثنائى والدولى بين كافة المؤسسات البحثية والتعليمية المحلية والاقليمية والعالمية ؟
فى النهاية نؤكد أن مكافحة التغيرات المناخية والأرتفاع المستمر فى درجات الحرارة باستخدام التكنولوجيا تعد فرصة حقيقة كبيرة أمام شركات التكنولوجيا لاسيما الناشئه ، وتؤكد الحاجة لمزيد من الأفكار والشركات التي تركز على حل مشكلة لا تؤثر على مكان واحد بل على البيئة كاملة.