بقلم : خالد حسن
في عام 2025: يُتوقع أن تتجاوز قيمة صناعة المحتوى الرقمي العالمية نحو 252 مليار دولار.
بحلول عام 2033: يُتوقع أن يتجاوز حجم السوق العالمي للمحتوى الرقمي تريليون و346 مليار دولار.
أكثر من 207 ملايين شخص حول العالم يعملون في صناعة المحتوى منهم 47 % بدوام كامل.
20 مليونًا من صناع المحتوى يحققون دخلًا سنويًا يتجاوز 100 ألف دولار .
6 ملايين من صناع المحتوى يتجاوزون عتبة 500 ألف دولار سنويًا.
70 الف دولار متوسط الدخل لصناع المحتوى من الرجال
64 % من صناع المحتوى حول العالم هم نساء
7 أشهر هي متوسط بدء حصول صناع المحتوى على اى دخل مادي
بث الفيديو (Video Streaming)بإيرادات تصل إلى 157 مليار دولار.
البودكاست الذي يحقق 32 مليار دولار هذا العام فقط.
هذه بعض الأرقام والأحصائيات الخاصة بحجم صناعة المحتوى الرقمي العالمية ، وفقا للعديد من الابحاث والدراسات التى اجراتها بعض المؤسسات المتخصصة ومنها Market Analysis و Cybersecurity Ventures و Grand View Research " ، ومن ثمة فاننا نؤكد فى البداية اننا لسنا ضد التطوير التكنولوجي لصناعة المحتوى الرقمي العالمية واعتمادها أكثر على الصورة والفيديو وتفضيل الكثير من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي العالمية لمشاهدة النصوص المرئية عن القرأة للمحتوى المكتوب للاسيما بين الأجيال الجديدة والفئات العمرية الصغيرة والتى تجهل للأسف أهمية وضرورة القرأة كذلك لا يمكننا شيطنة كل شبكات التواصل الاجتماعي " السويشال ميديا " لان هناك فئة ما تسىء استخدامها ولكن علينا المشاركة والمطالبة بضروة تعظيم الاستفادة من هذه الشبكات بما يعود بالنفع والايجابية على كل من الأفراد لتنمية قدراتهم وتحسين معيشتهم ومعالج كافة السلبيات الموجودة فى المجتمع بصورة عامة .
وسواء أتفقنا أو أختلفنا على اهمية مواقع شبكات التواصل الاجتماعى العالمية ” وعلى رأسها الفيسبوك وأكس واليوتيوب وتيك توك ولينك إن بالاضافة انستجرام " الا انها بالفعل لم تعد مجرد ظاهرة او موضة تكنولوحية نسعى لتجربتها بل اصبحت احد اهم اهتمامات شعوب العالم ولاسيما منطقة الشرق الاوسط بل بات هذه الشبكات اهم مصدر للحصول على المعلومات ، بصرف النظر عن مدى صحتها ، وأسرع وسيلة للسيطرة على الراى العام وتشكيله من خلال ما يعرف بالحملات الدعائيه والكتائب الالكترونية التى تسعى لحشد التأييد لفكرتها والترويج لها بين اوساط المستخدمين ومخاطبة المواطنيين .
وبالطبع فى ظل غياب الجهة المنظمة لصناعة المحتوي الرقمي على السويشال ميديا فاننا للاسف نجد ان أكثر من 90 % من المحتوى ، المقدم من خلال بث الفيديوهات او البث المباشر ، هو محتوى بلا قيمة مضافة حقيقية وهو لا يخرج عن إطار الترفيه المبتذل للغرائز البشرية بل ان الكثير من صناع هذا المحتوى هم من الجهلاء علميا وثقافيا ودينيا وبالطبع فان فاقد الشىء لا ينتظر منه تقديم أى محتوى ابتكارى مفيد من هنا فاننا نشيد ونؤيد الخطوات الجادة والحملات الايجابية التى قامت بها الجهات الأمنية مؤخرا من القاء القبض على الكثير ممن يدعون انفسهم انهم صناع محتوى " البلوجرز " المتورطين في نشر المحتوى الغير أخلاقي على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تلقى الكثير من البلاغات فيهم ، وفى الحقيقية فان هؤلاء " البلوجرز " هم مجرد أداة غير شريفة وستار لغسيل الأموال القذرة والغير مشروعة عبر حساباتهم على مواقع السويشال ميديا عبر الفيديوهات "الخادشة للحياء" و لايتماشى مع الذوق العام للمجتمع .
فما معنى أن يقوم الكثير من هؤلاء بمجرد فتح لايف ، عبر حساباتهم على السويشال ميديا ، بدون اى هدف الا لتلقى الهدايا باهظة الثمن والتبرعات السخية والتى تصل الى 20 ألف جنيه فى المرة الواحدة ، ويجنون الملايين من الجنيهات فى شهور معدودة ، فمن هو هذا الشخص فاقد العقل الذى يقوم بتوزيع أمواله بهذا السخاء على " لاشىء " لا محتوى ولا موضوع ولا حتى نصيحة ولا خبرة ولا تجربة حياتيه ولا ولا ولا ....!! على حين أن صانع المحتوى الجاد يحتاج الي سنوات حتى يمكنه أن يجنى ثمار ما يقدمة من محتوى رقمي محترم على السويشال ميديا .
فى تصورى أن هذا الخطوة الإيجابية لتنظيف السويشال ميديا يجب ان تستمر ولا تتوقف بل يجب ان تتوسع السلطات الأمنية المعنية فى محاسبة ومعاقبة والقبض على كل من يحاول نشر الرزيلة فى مجتمعنا ويعمل على ان يفقد شبابنا قيمة العمل والأجتهاد والمثابرة والتعب لتحقيق الطموحات والأحلام المشروعة وهنا أتذكر مقاولة أحد الشباب لى متعجبا ، خلال إحدي فاعليات مبادرة جريدة عالم رقمى " الابداع طريقك للنجاج " انك يا أستاذ خالد تحدثنا عن ضرورة التدريب وإمتلاك المهارات الرقمية واستمرار تأهيل أنفسنا للحصول على فرصة عمل بمرتب مالي جيد وهناك من يجنى الملايين من السويشال ميديا بدون أن يمتلك التعليم أو التدريب أو أى مهارات شخصية او رقمية " وإلى هنا انتهي سؤال الشاب الجامعي .
وفى الحقيقة لم أجد أجابة على هذا الشاب إلا القول " أننا نستطيع ان أساعدك على بدء مسيرتك المهنية بطريقة صحيحة عبر تأهيل وتنمسية قدراتك التكنولوجية لتبنى مستقبل مستدام لك ولأسرتك ولكن ما نشاهده على السويشال ميديا من ثراء فاحش للبعض فى شهور قليلة فهذا أمر غير مشروع ولن يستمر بل انه يشوبه الكثير من الكسب الحرام على غرار النصب على الناس أو سرقة أموالهم بدون ان يشعروا " .
أستطيع أن أتفهم أن مؤسسة صحفية أو إعلامية او أن صحفى متخصص ،فى مجال ما ، يغير مساره المهنى من الصحافة المكتوبة الى صحافة الفيديو أو البودكاست او أن خبير فى مجال ما يقرر الدخول الى عالم السويشال ميديا وتقديم خبراته ، التى تستند الى شهادات معترف بها من كيانات علمية حقيقة ومحترمة ، ولكن لا يمكن القبول للجهلاء ، ومن لا يمتلكون أى خبرة فى اى مجال ، أن يخرجوا علينا يوميا بفيديوهات تافهة وبلا أى مضمون أو محتوى غير لائق أخلاقيا وثقافيا وعلميا بهدف المشاركة فى جريمة غسل الأموال القذرة للفاسدين " سواء لتجار المخدرات أو السلاح أو الأعمال المنافية للأداب ".
في إعتقادي بات من الضرورى إعادة النظر والتفكير فى وضع الأسس لتكون هذه السويشال ميديا أدوات للتعبير عن الرأي بصورة إيجابية وتوجيه الانتقاد البناء وليس منابر لنشر الرزيلة والأعمال المنافية للأداب وللفوضى والشائعات المغرضه واثارة الرأى العام وان يكون لدينا رؤية وطنية لكيفية الاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت على أنها قوة تصنع التنمية المجتمعية والديمقراطية والتنمية الاقتصادية ، وأدوات رقمية يمكن استخدامها لبناء الوجه الجديد للوطن وألا تكون هذه الأدوات بمثابة سجن افتراضي نضع فيه أنفسنا ونكون بمعزل عما يدور حولنا ونصم آذاننا عن أصوات الشعوب التي تتطلب بضرورة تكاتف جهودنا على أرض الواقع لدفع عجلة الإنتاج واستعادة عافية الاقتصاد الوطني وتشمير السواعد وبذل العرق في مشروعات جديدة تستهدف تغيير نمط حياة شبابنا من مجرد مستخدمين للكمبيوتر والإنترنت للتعبير عن آنفسهم فقط إلى عنصر منتج ومتفاعل مع احتياجات بلده حيث بات إنشاء طبقة أكبر وأكثر استدامة من المبدعين تحديًا رئيسيًا لاقتصاد صناعة المحتوى الرقمي مع تزايد الاقبال عليه من المستخدمين .
فى النهاية نطالب بضرورة قيام الجهات الحكومية والمجتمعية المعنية بتنظيم سوق المحتوى الرقمي بتفعيل لمبدأ عدالة المنافسة باتخاذ العديد من الاجراءت التنظيمية و الرقابية التى تضمن تطبيق نفس القواعد والمواصفات التى يتم تطبيقها على كافة وسائل صناعة المحتوى " الصحافة – المواقع الالكترونية - الاذاعة – القنوات التلفزيونية الفضائية " بحيث لا يحق لاى شخص بث فيديوهات او "فتح لا يف " على كافة شبكات التواصل الاجتماعى العالمية الا بعد اعتماده والحصول على الموافقة من هذه الجهات التنظيمية والتزامه بكافة متطلبات هذه الجهات كما هو مطبق بالفعل حاليا مع كافة المؤسسات العاملة فى صناعة المحتوى الرقمي .
كذلك على الجهات المشرعة والتقنية والأمنية المعنية بحماية المجتمع من الافكار الهدامة لكثير من صانعي الفيديوهات على السويشال ميديا باصدار القوانيين التى تضمن ملاحقة ومعاقبة هؤلاء الجهلة " ممن يطلقون على انفسهم صناع المحتوى الرقمي " مع مراجعة تشديد الرقاية على الفيديوهات التى يقومون ببثها والعمل على توظيق تقنيات الذاء الاصطناعي وتفعيل آليات الإبلاغ والمحاسبة ، للتصدى بمنتهى القوة لمكافحة المحتوى غير الهادف أو غير الأخلاقي