"نبض الحياة".. السؤال الأهم! " 1 " 

  •  

    بقلم : د . ياسر بهاء 

     

     

    قبل أن نبدأ، اسمح لي أن أطلب من أمرين:

     

    الأمرالأول أن تقرأ حقاً هذه السلسلة من المقالات، ولنتفق أن الطريقة التي تقوم بها بفعل أي شيء هي نفس الطريقة التي تفعل بها كل شيء. فإذا لم تكن قادرًا على حمل نفسك لمتابعة قرءاة هذا المقال الأول، فلا تتوقع أنك ستصبح قادراً على المتابعة والقيام بأمورعظيمة في حياتك.

     

    الأمر الثاني، هو أن تتحلى بالأمانة، فإن هذه السلسلة ستتحداك بأن تنظر لنفسك بنظرة متفحصة. فإن أردت حقاً أن تكون ناجحاً، فعليك أن تكون أميناً فيما سيأتي في هذه السلسلة لاحقاً وفي حياتك أيضاً.

     

    أن تكون أميناً بحق هو أمر ليس بالهين على الكثير. فقد واجهتني لحظات، خلال مسيرتي المهنية، احتجت فيها أن أنظر إلى نفسي نظرة أمينة وأقوم بمواجهة حقائق تبدو حقا مزعجة ومؤلمة. وإلى الآن، أحياناً أشعر كأن هناك جزءاً مني يرغب في التظاهر بأن الأمور مختلفة عن حقيقتها.

     

    قام والداي بتعليمي في سن مبكر كيفية مواجهة هذا التحدي وبالأخص عندما بدأت العمل وأنا لم أكمل عامي الحادي عشر في صالون رجالي فقط لأتعلم أن الحياة ليست فقط أن أكن الطرف السلبي فيها بالحصول على ما أريد حتى لو كنت في تلك السن الصغيرة ولكن رأى والداي أن هناك مهارات معينة إن اكتسبتها في هذا السن ستكون هي الأداة الأهم في شق طريقي لحياة مليئة بالتحديات وبالرغم من ذلك فقد حاولت البدء في أكثر من مشروع قبل وبعد الانتهاء من دراستي الجامعية ولكن كما تتوقع أيها القارئ فإن القليل نجح والكثير فشل.

     

    ولم أكن في ذلك الوقت على دراية بأن الفشل هو أحد خطوات النجاح والتعلم ولكنه بالنسبة لي في ذلك الوقت يعني أنني لست مؤهلاً بعد أو أنني لست من هؤلاء الذين يمكنهم تحويل التراب ذهباً حيث كنت أتوقع أني قادر على النجاح في أي مشروع مهما كان صعباً أو غريباً ولكن الحياة يجب أن تكون المدرس الأذكى من خلال تلك الدروس التي تبدو في ظاهرها قاسية ولكن في باطنها هي الوقود لإشعال الرغبة في النجاح إذا ما أدركنا ذلك الدرس.

     

     ومهما كانت الحقيقة تبدو مزعجة،  فكنت أرغم نفسي على مواجهة تلك الحقيقة. أما أنت فيجب عليك أن أسألك كما سألت نفسي سابقاً: كيف يمكنك فعل ذلك؟ ذكر نفسك دائمًا، بأنه لا بأس. فأنت لا تعد فاشلا إذا كانت هناك أمورغير مثالية في حياتك. في الواقع، الطريقة الوحيدة التي يمكنك الفشل عن طريقها هو عدم مواجهتك للحقيقة.

     

    ولأن هناك شيئًا عظيمًا بداخلك، فإنك حتمًا ستكون أمينًا مع نفسك خلال قراءتك لهذا المقال. ولاختبار أمانتك، أريدك أن تسأل نفسك سؤالاً. هذا السؤال سيتطلب منك المزيد من التفكير أكثر مما قد يبدو للوهلة الأولى. هل أنت مستعد؟ ها هو السؤال:

     

    هل أنا حقًا أتحكم بحياتي؟

     

    لا تقل "نعم" فحسب. بل حاول أن تخذ برهة من الوقت لتدع هذا السؤال يتغلل بأعماقك. اترك لنفسك الفرصة ليترسخ بداخلك. اسمح له بالتجول في أعماقك للحظة، وحاول أن تكون أميناً حقاً مع نفسك.

     

    فإذا فكرت في الأمر وتوصلت إلى أنك تعتقد حقاً بأنك تتحكم بحياتك، إذاً عظيم! فهذا يعني أنه بإمكانك فعل أي شيء ترغبه في حياتك، أليس كذلك؟ هذا يعني أنك تفعل بالضبط ما تريد أن تفعله، أن تشغل الوظيفة التي تريدها، أن تسافر عندما ترغب بالسفر، وبصفة عامة أنت سعيد بحالتك الحالية. فهل ما وصفته سابقًا يشبه حياتك؟

     

    فإذا لم تكن تعيش حياة تتجاوز أحلامك الأكثر جموحاً، إذاً فأنا أريدك أن تسأل نفسك مرة أخرى:

     

    هل أنا حقاً أتحكم بحياتي؟

     

    الأن سيبدأ معنى هذا السؤال بالتغير قليلاً في ذهنك. ربما بدأت الحقيقة بالتسلل إلى داخلك رويداً رويداً. ولعل بعض الشك بدأ في الظهور. فلربما قمت بتغيير الإجابة من "نعم" بالتأكيد، إلى "ربما".

     

     

    ربما أنت تقول في نفسك "مهلًا"، "هل أنا حقاً أتحكم بحياتي؟"

     

    أما إذا أجبت ب"لا" بلا تردد، فهذا أمرًا عظيمًأ! بالطبع لا أعني بالأمر العظيم هوعدم تحكمك بحياتك، بل أقصد بالأمر العظيم هو كونك أميناً مع ذاتك. فأنت تقولها كما هي بالفعل وقد قمت بعمل تقييم سريع لحياتك، واكتشفت أنك – ربما – لست سعيداً بها، وربما شخصاً أخر هو من يقوم بإمتلاك زمام أمورك. وعلى الرغم من كوني سعيداً بأنك قد استوعبت هذا الأمر، لكن للأسف فهذا ليس وضعاً رائعاً أن تكون فيه.

     

    قم بسؤال نفسك هذا السؤال يوميًأ حتى تعلم بكل أمانة إذا كنت تتحكم بحياتك أم لا. قد يستغرق هذا الأمر، أسابيع، شهور، ربما سنوات!  فما يهم هنا هو أن تكون مدركاً بمن يمتلك زمام الأمور، وهل أنت تحيا حياتك حقاً أم أن هناك شخصاً آخر يحيا حياتك بالنيابة عنك.

     

    هذه فكرة غريبة؟ صحيح؟ شخصاً آخر؟ يحيا حياتي؟ كيف يكون هذا ممكناً أصلاً؟

     

    الإجابة في المقال القادم بعنوان "أنا أم هُم؟"

     

    يتبع...



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن