كيف تقود تقنيات الجيل التالي انتقال العالم نحو الاقتصاد الأخضر؟

  • بقلم: فرانسيسكو بينيديتو

    المؤسس المشارك لـ Climate Blockchain

    تتسارع الدول في العالم على تبني سياسات فعالة في اتجاه تنفيذها لـ "اتفاقية باريس للمناخ حيث إن العديد منها باتت وشيكة في أن تصل بالنسبة التي تجعلها محايدة في احتواء أجوائها على الكربون، مما يعكس جدية الوفاء بالتزامها ببناء عالم خالٍ من الكربون لمواطنيها وللشعوب في جميع أنحاء العالم.

    فبينما نسابق الزمن لتحقيق التنمية المستدامة، ستكون انبعاثات الكربون هي النقطة المرجعية لكل الأمور في السنوات الثلاثين المقبلة. واليوم تستعد الحكومات بالفعل لتنفيذ اللوائح الإلزامية في أراضيها وذلك للتأكد من أن مؤسسات القطاعين العام والخاص على حد سواء  يسيران في خط الاتجاه الصحيح نحو الحد من الانبعاثات الكربونية عبر نطاقات مختلفة من أنشطتها وعملياتها.

    وستظل تكنولوجيا الجيل التالي في صميم جهود الحد من بصمة الكربون للعديد من المؤسسات، حيث ستكون الأدوات الحديثة مفتاح الشركات والمؤسسات لزيادة كفاءتها دون إلحاق المزيد من الضرر بالبيئة.

    وليس بالأمر المفاجئ أن العديد من المؤسسات قد بدأت بالفعل في الاستثمار في محطات الطاقة الشمسية، والمشروعات المتجددة، وتقليل البصمة الكربونية، والمقاييس الذكية، والعديد من المشاريع المبتكرة الأخرى المصممة لتعزيز الاستخدام الجيد والمستدام للموارد وحماية محيطنا الطبيعي.

    وظهرت هذه التقنيات في وقت متأخر في خضم تصاعد نداءات الاستدامة وتزايد الحركة العالمية نحو مكافحة تغير المناخ. فعلى سبيل المثال تتيح العدادات الذكية تحقيق وفورات كبيرة في الطاقة بينما تم تطوير أدوات مبتكرة حديثة تعزز الاستخدام الفعّال للمياه.

    ومثال على أحد المؤسسات المشاركة في التكنولوجيا الخضراء شركة التكنولوجيا النظيفة السويسرية Climeworks والتي تتشارك مع Reykjavik Energy حيث قامت شركة Climeworks بتطوير تقنية قادرة على التقاط ثاني أكسيد الكربون مباشرة من الهواء المحيط للتخزين الدائم تحت الأرض حسب الوصف الوارد في موقع الشركة. كما تعمل هذه التقنية المبتكرة كحل لإزالة الكربون، والتي تعد خطوة كبيرة في الجهود العالمية المستمرة لعكس آثار تغير المناخ.

    كما برزت ما يسمى بـ "تجارة الكربون" لتقليل انبعاثات غازات الدفيئة. حيث يوفر سوق ائتمانات الكربون للمؤسسات والمستهلكين منصة واحدة لموازنة الكربون. باستخدام تقنية blockchain، على سبيل المثال قامت شركة fintech ClimateTrade ببناء منصة يمكن للشركات والمستهلكين من خلالها تعويض بصمة الكربون الخاصة بهم من خلال الاستثمار في المشروعات البيئية بالإضافة إلى التقنيات التي تم تطويرها لمعالجة تأثير تغير المناخ. وتعد ClimateTrade واحدة من الشركات الرائدة التي تبيع ائتماناتها من خلال Co2 Revolution.

    إن ثورة ثاني أكسيد الكربون تشجع على إعادة استخدام التحريج، وهو نهج يهدف إلى معالجة مشكلة إزالة الغابات. فمن خلال طائرات تعمل بدون طيار لزراعة الأشجار، يمكننا الآن إعادة تشجير مناطق واسعة في جزء صغير من الوقت الذي يستغرقه إذا قمنا بذلك يدويًا. حيث يسعى المجتمع الدولي لمعالجة مشكلة إزالة الغابات من خلال إطلاق طائرات بدون طيار تقوم بزراعة الأشجار.

    وفي محاولة للمساهمة في جهود الاستدامة الدولية قامت شركة "إيكو ويف باور" السويدية Eco Wave Power بتطوير تكنولوجيا خضراء خاصة بها، حيث ابتكرت المنظمة تقنية براءة اختراع ذكية وفعالة من حيث التكلفة مصممة لتحويل أمواج المحيطات والبحار إلى كهرباء خضراء.

    وفيما يتعلق بإمدادات المياه المحدودة، ستكون مشكلة المياه النقية للشرب وإمدادات الري على سبيل المثال لا الحصر واحدة من أكبر المشكلات في السنوات القليلة المقبلة. وسيعاني الكثير من الدول من نقص كبير في الماء الصالح للاستهلاك، حيث إن معظم المعروض لن يصلح للاستهلاك.

    وبخصوص استخدام التكنولوجيا الحديثة في مجال استخراج مياه صالحة للاستهلاك، تقوم شركة "وتركويست" WaterQuest وهي شركة ذات مسئولية اجتماعية توعوية بالبيئة، تأسست في عام 2015 استنادًا إلى برنامج التنقيب الافتراضي القائم على الذكاء الاصطناعي للعثور على مصادر المياه تحت التربة، حيث تنشر الشركة تقنيتها لتعيين مصادر المياه الجوفية الدائمة اللامركزية التي تعمل على إعادة الشحن الذاتي وإعادة تحديدها وتطويرها وإدارتها. حيث تستخدم الشركة حلول الذكاء الاصطناعي المبنية على البيانات لنمذجة العمليات الهيدرولوجية غير الخطية والتنبؤ بها، بالإضافة إلى التعامل مع كميات كبيرة من الديناميكية والضوضاء المخفية في مجموعات البيانات.

    هذه ليست سوى بعض الأمثلة على ارتفاع عدد المنظمات في مختلف القطاعات في جميع أنحاء العالم التي تسخر بشكل كامل قوة التقنيات للمساعدة في تسريع انتقال المجتمع العالمي إلى الاقتصاد الأخضر وضمان طريقه نحو التنمية المستدامة.

    ولكن لا بد من الاعتراف أنه وبالرغم كل تلك التقنيات والجهود لا يزال يتعين عمل الكثير في تحولنا إلى الاقتصاد الأخضر. فيجب أن يتم تنفيذ الجهود المنسقة باستمرار في هذه الدائرة لتحقيق مستقبل مزدهر دون زيادة الإضرار بكوكب الأرض.

    ولمناقشة المزيد حول تلك المواضيع ذات الصلة فسيكون لقاؤنا في القمة العالمية للاقتصاد الأخضر 2019 www.wges.ae  لقاءً مثمراً والذي سيعقد يومي 20 و 21 أكتوبر في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض.



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن