بناء مدن المستقبل الذكية عبر منصة " إيفوتك "للذكاء الاصطناعي

  • كتب : وسيم إمام

    اوضح جهاد الطيارة ـ الرئيس التنفيذي لشركة "إيفوتك" كيف تتعاون الشركة مع أفضل الشركاء لريادة مشهد التحول الرقمي في المدن الحديثة

    تخيّل أنّك تصحو صباحًا فتجد درجة حرارة المبنى الذي تعيش فيه قد ضُبطت بشكل تلقائي ليلًا وفقًا لتوقُعّات الأحوال الجوية ومستويات إشغال قاطنيه ثمّ يَرِدُك إشعارٌ من نظام الذكاء الاصطناعي المسؤول عن سلامة المكان لينبهك إلى وجود مشكلة صيانة لتقوم بإصلاحها حتى قبل أن تلاحظ وجودها!

    ثمّ تغادر منزلك، فتستمتع برحلة قيادة مثالية إلى مقر عملك بفضل شبكة النقل المتكاملة التي تُبرمج فيها إشارات المرور بدقة عالية فتعمل وفق مجريات حركة المرور على الطرقات، بينما تتفاعل أنظمة النقل العام بشكل مستمر مع تحديثات مباشرة تصلها في الزمن الفعليّ.

    وها أنت تقترب الآن من مكان عملك فتركن سيارتك في موقف السيارات الذي حُجز لك مسبقًا، وتترجل إلى مكتبٍ يعرفك جيدًا ويعرف وجهتك فينبه زملاءك في الفريق إلى وصولك وتجد غرفة الاجتماعات قد حُجزت لك وما أن تدخل الغرفة حتى تجد كل شيء جاهزًا فعرضك التقديمي بانتظارك والإضاءة ضُبطت بشكل مثالي وحرارة الغرفة كما تحب، والآن يمكنك أن ترتشف مشروبك المفضل الذي أعدّ خصيصًا لك!

    وخلال اليوم، سيقدم لك مقر العمل الإرشادات اللازمة وسيحجز لك المواعيد ويوثّق المعلومات ويراجع مهمات الموظفين، ثم يوزع الموارد ويقوم بتعبئة الاستمارات تلقائيًا. في مكان عملك اليوم لم يعد هناك من إجراءات روتينية مملة خلال اليوم مما سيوفر وقتك الثمين ويمكنك من إنجاز مهماتك بشكل أفضل.

     

    والآن تخيل أن المبنى نفسه يتفاعل مع محيطه فيرصد وتيرة استهلاك الطاقة باستمرار لضمان الكفاءة وعدم هدر مقدار ذرة من الطاقة!

    قبل أن أتعمق أكثر في تفاصيل هذا السيناريو الذي قد يبدو خياليًا نوعًا ما، سأدعمه ببعض الوقائع. بحلول عام 2030 سيرتفع عدد سكان العالم بنحو مليار نسمة، وسيعيش ثلاثة أرباعهم في المدن. وفي الجانب المرتبط بالبيئة، ستتسبب المباني في هذه المدن بنحو 30% من انبعاثات غازات الدفيئة على المستوى العالمي، 20% منها صادرة عن السيارات والمركبات. لذا علينا إعادة التفكير بنماذج المباني وعادات النقل كونها من العناصر المحورية في التخطيط لبناء المدن الذكية

    وأخيراً، يجب على السلطات المسئولة عن المدن أن تتعامل مع الاستدامة والتكنولوجيا باعتبارهما وسيلة وصول للهدف النهائي المتمثل في بناء المدن الذكية وتأسيس مراكز عمرانية تسهل حياة المجتمعات وتدعم نموها وازدهارها.

    وجاءت فكرة "إيفوتك" من إيماننا الراسخ بأن الوقت قد حان ليس لتطوير طريقة عمل المباني والشركات والاقتصادات فحسب، وإنما لإحداث تحول جذري يحسّن حياة الناس. وتشير التوقعات إلى مساهمة الذكاء الاصطناعي خلال العقد المقبل بنحو 320 مليار دولار في اقتصادات الشرق الأوسط، ما يشكل فرصة مذهلة فعلًا. لكن على الشركات أن تدرك أن التغيير المتوقع لن يحدث تدريجيًا وبالتالي يجب تطبيق عملية تحول شاملة لكل النظم والممارسات المتبعة. وستهبّ رياح التغيير على كل القطاعات دون استثناء حاملة معها فرصًا للتطوير وتطبيق تقنيات جديدة ترتقي بنمط حياتنا نحو الأفضل.

    لكنّ الفوائد لن تتوقف هنا. فإذا أحسنّا استخدام مخيلتنا ومواهبنا وإبداعنا، سنسخّر هذه التقنيات للمساهمة في بناء نموذج "اقتصاد دائري" جديد لا تُهدر فيه الموارد بل تُستخدم بكفاءة عالية. وستكون طريقة عملنا أكثر استدامة وبالتالي سننجح في خدمة مواطنينا اليوم والأجيال القادمة على حد سواء.

     

     

     

    وسيم



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن