المخلفات الالكترونية ..وبيئة نطيفة " 1 – 2 "

  •    بقلم : فريد شوقى

    رغم توقع خبراء تكنولوجيا المعلومات أن يشهد سوق أجهزة الكمبيوتر العالمى تراجع فى السنوات القادمة الا ان مازال حجم هذه السوق يناهر ال 800 مليون جهاز كمبيوتر واكثر من 1.3 مليار هاتف محمول فى ظل  تزايد التوجه العالمى نحو مجتمع المعرفة والاقتصاد الرقمى  إلا أن هذا النمو الكبير فى استخدام الأجهزة الالكترونية بشكل عام بات يشكل من ناحية أخرى تهديدا كبير للبيئة من خلال ما يعرف بمخالفات الأجهزة الالكترونية ، على غرار المعدات المهملة كالهواتف والحواسيب المحمولة والثلاجات وأجهزة الاستشعار وأجهزة التلفزيون بوصفها مخلفات إلكترونية وتحتوي المخلفات الإلكترونية على مواد تشكل مخاطر بيئية وصحية كبيرة ولا سيما إذا لم تعالَج على النحو المناسب،  وضرورة إتباع أساليب واضحة وفعالة ومتوافقة بيئياً للتعامل مع مخلفات الأجهزة الإلكترونية .

    ومع أن السوق العالمى بدأ يشهد عملية طرح بعض طرازات من أجهزة الكمبيوتر الشخصي صديقة البيئة " والتى يقل بها نسبة الرصاص في اللوحات الرئيسية وعدم استخدام غاز الهالوجين بجانب تقليل الضوضاء  لأقصى درجة " تعد خطوة ايجابية موفقة في الاتجاه الصحيح إلا أن هذا لا يعنى التوصل إلى حلول جذرية للحد من مخاطر مخلفات جميع الأجهزة الالكترونية وخاصة الموجودة حاليا لدى المستهلكين وهو ما يحتم العمل على خلق وعي عام أكبر فيما يخص إعادة تصنيع المخلفات الإلكترونية لدى المنتجين خاصة وأن السوق العالمى حالياً مهيأ للترحيب بالحلول الصديقة للبيئة بهدف الحد من هذه المشكلة ومساعدة المؤسسات الإنتاجية على الالتزام بمعايير حماية البيئة .

    ويؤكد الخبراء أن المخلفات الإلكترونية باتت تشكل حالياً ما نسبته 5% من إجمالي المخلفات الصلبة على الصعيد العالمى اذ تؤكد آخر التقديرات ، الصادرة عن الرابطة الدولية للمخلفات الصلبة ISWA ، أن العالم يصدر عنه الآن حوالي 50 مليون طن من المخلفات الإلكترونية سنوياً، يزيد وزنها عن وزن كل ما صُنع حتى اليوم من الطائرات التجارية، أو ما يكفي من أبراج إيفل لملىء مانهاتن. ولا يعاد تدوير إلا %20 منها رسمياً ومن ثمة فأن المؤسسات الصناعية والحكومات  " على حد سواء" فى حاجة ملحة لتبني استراتيجيات جادة لمواجهة مشكلة معالجة مخلفات المنتجات الإلكترونية، وذلك قبل أن تصاعدها لتصل إلى مستويات يصعب السيطرة عليها فى المستقبل القريب.

    ومؤخرا أُطلقت الشراكة العالمية لإحصاءات المخلفات الإلكترونية ، التي يعد الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) عضواً مؤسساً فيها، البوابة الالكترونية " globalewaste.org " ، وهي بوابة مفتوحة المصدر لعرض بيانات وإحصاءات المخلفات الإلكترونية على الصعيد العالمي، حسب المنطقة والبلد، من أجل واضعي السياسات ودوائر الصناعة والأوساط الأكاديمية والجمهور حيث  تتيح المخلفات الإلكترونية فرصة تعادل قيمتها أكثر من 62,5 مليار دولار سنوياً إذا عولجت من خلال سلاسل وأساليب التدوير المناسبة، مع إمكانية استحداث الملايين من الوظائف الجديدة اللائقة في العالم.

    وتقدم البوابة الالكترونية كذلك تفاصيل عن كيفية دعم البلدان من خلال أنشطة بناء القدرات التي تقدمها الشراكة العالمية لإحصاءات المخلفات الإلكترونية لتعزيز جمع بيانات المخلفات الإلكترونية.

    ووفقا لما قاله دافيد مالون، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس جامعة الأمم المتحدة (UNU) "إن ما نقوم به من بحوث ودعوة بشأن الممارسات المستدامة للمخلفات الإلكترونية تساعد في طرح هذه المسألة على البرنامج السياسي العالمي، ولكن هناك حاجة إلى اتخاذ مزيد من الإجراءات لوقف التزايد الهائل للمخلفات الإلكترونية حيث اننا بحاجة إلى تطوير سياسات مبتكرة بشأن المخلفات الإلكترونية، وتحديد أهداف للحد من المخلفات الإلكترونية ومراقبتها، وإقامة شراكات جديدة متعددة أصحاب المصلحة للعمل، بما في ذلك شراكات مع القطاع الخاص. ونأمل أن تدعم الشراكة العالمية لإحصاءات المخلفات الإلكترونية والمنصة الإلكترونية التفاعلية هذه الخطوات التالية المطلوبة."

    للحديث بقية ..

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن