ادعم جيل "رواد التكنولوجيا" لتؤمن وظيفتك

  •     بقلم  : د/ غادة عامر

     

    دائما ما تبحث الحكومات عن أساليب و سياسات لتحفيز النمو ولخلق فرص عمل جديدة حتي تضمن استقرار المجتمع و بالتالي استقرارها. و في هذا العصر يمثل الابتكارالتكنولوجي و صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وسيلة لتعزيز التنمية الاقتصادية، وتحسين مستويات التعليم والتدريب والصحة والمواصلات، فضلا عن معالجة قضايا التطرف داخل المجتمع. أن هذة الصناعة تقع ضمن أكثر 10 صناعات ذات أعلى معدلات نمو، و ذلك وفقا للتقرير التي نشرته مجلة فوربس عن شركة "ساجيوركس" للمعلومات المالية في اوائل هذا العام، كما انه حسب التقارير الدولية ان صناعة تكنولوجيا المعلومات و الاتصالات لا تخلق الملايين من فرص العمل المباشرة فقط و انما هي عامل تمكين هام للابتكار والتنمية و الامن القومي. فيكفي أن تعرف أن عدد اشتراكات الهاتف النقال حول العالم وصل الي  6.8 مليار اشتراك-وهذا يقترب من عدد السكان الكره الارضية- كما أنه يوجد حوالي 46٪ من سكان العالم متصلينبالإنترنت، وهذا ولد بيئة جديدة، تعتمد القدرة التنافسية للاقتصادات فيها على قدرتها من الاستفادة من التكنولوجيات الجديدة ومن هذا السوق الامحدود. لذلك سوف استعرض بعض  الاثار الاقتصادية الواضحة و المباشرة لصناعة تكنولوجيا المعلومات و الاتصالات و ذلك بهدف توضيح أهمية خلق جيل من رواد التكنولوجيا لك و للمجتمع ككل ، حاول تفهم و بحيادية اين هي مصلحتك، بغض النظر عن اتفاقك او اختلافك مع صاحب فكرة هذة المبادرة!

    اولا تخلق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فرص عمل جديدة ونوعية، وتجعل أسواق العمل أكثر ابتكارا وشمولية وعالمية، و قد أكد علي ذلك رئيس قسم الابتكار في تطوير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في البنك الدولي"كريس فاين" حيث قال : "تكنولوجيات المعلومات والاتصالات صناعة تعمل على خلق فرص عمل كثيرة و متنوعة، وأداة تمكن العمال من الوصول إلى أشكال جديدة و مبتكرةو مرنه في العمل". كما انه حسب تقارير البنك الدولي من المتوقع أن يظل قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أحد أكبر أرباب العمل، لانه في كل وظيفة في هذة الصناعة، يتم إنشاء خمس وظائف إضافيةفي المتوسط في قطاعات أخرى. ففي الولايات المتحدة وحدها، من المتوقع أن تنمو وظائف تكنولوجيا المعلومات بنسبة 22٪ حتى عام 2020، مما يخلق 758،800 فرصة عمل جديدة، وفي أستراليا، سيساعد بناء وتشغيل شبكة الانترنت الوطنية الجديدة على توفير 25 ألف وظيفة سنويا، وفي الهند قد أدى قطاع تكنولوجيا المعلومات إلى توليد عمالة ضخمة ،فمن المتوقع أن تؤدي هذة الصناعة نهاية هذا العام الي توظيف نحو 3 مليون شخص بشكل مباشر و 15 مليون شخص بشكل غير مباشر!

    ثانيا تساعد تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في ظهور الخدمات والصناعات الجديدة، وأصبحت العديد من الخدمات العامة متاحة عبر الإنترنت ومن خلال الهواتف المحمولة. وقد مكنت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من ظهور قطاع جديد تماما مثل صناعة التطبيقات، فمثلا تبين التقارير أن تطبيقات الفيسبوك وحدها خلقت أكثر من 182،000 وظيفة في عام 2011، وأن القيمة الإجمالية للاقتصاديةللفيسبوك يتجاوز $ 12 مليار دولار، هذا عام 2011!!!!

    ثالثا تغير شكل القوى العاملة حيث خلقت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات منصات عمل جديدة تعتمد علي التعهيد و على تقسيم المهام إلى مكونات صغيرة مثل ما تعملة شركات أوديسك وأمازون و ساماسورس و علي بابا، وكثيرا ما يكون المتعاقدون مقيمين في الدول النامية او الفقيرة. وتسمح منصات العمل الجزئي لأصحاب المشاريع بخفض التكاليف بشكل كبير والحصول على العمال المؤهلين. ففي عام 2012كان لدى أوديسك وحدها أكثر من 3 ملايين متعاقد مسجل أجروا 1.5 مليون مهمة.

    رابعا ساعدت صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الابتكار في التسويق و الوصول لاكبر عدد من العملاء،وعلى تبسيط العمليات التجارية وتحسين الكفاءة، و توفير طرقا جديدة للوصول إلى العملاء والتنافس في اسواق اكثر، وكذلك الوصول إلى معلومات كاملة عن السوق المستهدف، وبيع المنتجات عبر المناطق الجغرافية البعيدة، مما يؤدي الي الوصول إلى مستهلكين جدد، وإدخال أنظمة الدفع بواسطة الهاتف النقال وغيرها.

    كما ان هذة الصناعة ساعدت علي الحد من الغش والجريمة، ومكنت المرأة والمحرومين بان سمحت لهم بالعمل و التواصل مع العالم اينما كانوا. كل هذا قليل جدا بالنسبة لاهمية و فوائد صناعة تكنولوجيا المعلومات و خلق جيل جديد مؤهل لها. هل بعد كل هذا مازلت تعتقد ان خلق جيل من "رواد التكنولوجيا" شيء ثانوي او رفاهية لا داعي لها؟؟؟

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن