عالم رقمي ..والشمعة السابعة عشرة

  •  

           نبضات

         

           بقلم : خالد حسن

    فى مثل هذه الايام منذ  17 عاما راودتنا فكرة إصدار أول جريدة أسبوعية مصرية وعربية متخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات باللغة العربية والإنجليزية ورغم أن الفكرة استغرقت نحو عامين قبلها من التفكير والدراسة والعرض على كثير من المساهمين وأخذ استشارة الخبراء والمتخصصين في مجال تكنولوجيا المعلومات والصحافة .

    وفي الحقيقة لا أدعي أننا نتجمل إذا قلت أننا مارسنا في  إطلاق جريدة " عالم رقمي " نفس الخطوات العملية التي تقوم بها شركات التكنولوجيا الناشئه في عرض أفكارها للحصول على تمويل من صناديق رأسمال المخاطر أو الجهات التمويلية المحلية والعالمية .

    فبداية من اسم الجريدة " عالم قمي " والذي لم يجد استحسانا لدى غالبية خبراء التكنولوجيا الذين تحدثنا معهم بداعي ان الاسم غير مفهوم للعامة ومن الصعب نطقه ولكن كانت رؤيتنا أن الاسم يجب أن يعبر عن محتوى الجريدة بمنتهي القوة وأنها مهتمة بدور التكنولوجيا والاتصالات في تطوير كل القطاعات، وطالما ان الكمبيوتر لا يتعامل إلا مع " الصفر والواحد " وهى بالطبع أرقام ومن ثمة " عالم رقمي " هو التعبير الموضوعي و الأصدق عما تستهدفه الجريدة لتشكل قيمة مضافة حقيقية في بلاط صاحبة الجلالة.

    وكان حلمنا يعتمد على 4 محاور أساسية. أولها إصدار جريدة متخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لا لتغطية أنشطة وفعاليات القطاع فقط وإنما لتكون صانعة للأحداث وتقديم تغطية صحفية مميزة وشاملة لدور الحلول التكنولوجية في تطوير القدرات التنافسية لمؤسسات الاعمال في جميع القطاعات الاقتصادية سواء الخدمية أو الإنتاجية .

    وركز المحور الثاني على تاهيل كتيبة من الموارد والكوادر البشرية حيث تم الاعتماد على تدريب نحو 45 شابا من حديثي التخرج ، من كلية الإعلام بالتنسيق مع جامعة القاهرة ، وتم إعداد برنامج لتأهيلهم كصحفيين متخصصين في مجال التكنولوجيا مع التركيز على تاريخ صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات محليا وعالميا وأهم المواضيع والتحديات الحالية والمستقبلية التي تواجه هذه الصناعة محليا وما هى مقوماتها وإمكانياتها ولا يمكننا أن ننكر الدور الإيجابي ــــ دور بعض القامات الصحفية من الزملاء الافاضل ــــ من أصحاب الخبرة في هذا المجال ، والذين كانوا بمثابة المدربين الأمناء لزملائهم من الشباب .

    أما المحور الثالث فتمثل في ألا نكتفي بإصدار مجرد جريدة ورقية أسبوعية بل أثناء الأعداد التجريبية للجريدة كنا أطلقنا الموقع الإلكتروني للجريدة " www.alamrakamy.com" وتزامن معه مجموعة من الخدمات نستطيع أن ندعي أننا كنا سباقين فيها لتطور السوق حيث اطلقنا أول قناة تليفزيونية على الانترنت شملت نحو 4 برامج يقدمها صحفيي الجريدة وكذلك إذاعة متخصصة بقطاع التكنولوجيا والاتصالات حيث كنا نستهدف القراء من أصحاب الإعاقة البصرية بما يتيح لهم الاستماع إلى كل الأخبار الموجودة على الموقع .

    أما المحور الرابع فتمثل في أن يتزامن دورنا الإعلامي مع تعزيز مسئوليتنا المجتمعية حيث اطلقنا مبادرة " الإبداع...طريقك للنجاح " والتي استهدفت مد جسور التعاون بين الجامعات من ناحية ، خاصة كليات الهندسة والحاسبات والمعلومات والعلوم بالجامعات ، ومن ناحية أخري شركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والجهات المعنية بالتنمية التكنولوجية بصورة عامة  وذلك لمساعدة الطلاب على تنمية مهاراتهم الرقمية وفقا لمتطليات سوق العمل " المحلي والعالمي ، وكذلك التعرف على المبادرات والبرامج التدريبية التي تقدمها الجهات الحكومية والخاصة في هذا المجال .

    وبقدر ما كان حلمنا كبيرا بقدر ما كانت التحديات التي واجهناها  ـــ كبيرة جدا ـــ ولكن كان طموحنا وشغفنا بلا حدود وسعينا في حدود امكانياتنا المالية توظيفها بالصور المثلى من خلال تعظيم خبراتنا الفنية والتقنية في مجال الصحافة وتكنولوجيا المعلومات حتى استطعنا الوصول إلى بر الأمان بهذه التجربة الوليدة والتي ما زلت شخصيا أعتقد أنها ستشهد تطورا كبيرا خلال الفترة القادمة لاسيما انضمام جيل جديد من الشباب جيل الـ " Z " والذي تعد التكنولوجيا بمثابة نمط حياتهم اليومية ومن ثمة سيكونون قادرين اكثر منها على تلبية قارىء المستقبل والذي سنتحدث معه من خلال عالم الميتافيرس .

    في اعتقادي ونحن نحتفل بالشمعة السابعة عشرة لإصدار جريدة " عالم رقمي " فإننا لا يمكننا أن ننكر فضل الكثير ممن ساعدوا هذه التجربة لترى النور  فى أوقات أقل ما يمكن وصفه فيها أنها كانت صعبة ، وعلي رأسهم المرحوم الدكتور طارق كامل ـــ وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأسبق ، أحد اكبر المقتنعين والمناصرين بقوة لدور الصحافة المتخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لبناء مجتمع المعلومات وقتها ، والدكتور أحمد درويش ــــ وزير التمية الإدارية الأسبق والذي كان داعما استراتيجيا معنويا للجريدة وحضر بنفسه حفل إطلاق الجريدة ، وكذلك الدكتور أحمد نظيف ـــ رئيس الوزراء الأسبق والذي كان مؤيدا بشدة لفكرة الجريدة .. هذا بالاضافة إلى مجموعة متنوعة من الجيل الاول" المؤسس " لخبراء تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والذين لم يبخلوا علينا بآرائهم وتزويدنا بمقترحاتهم والسماح لنا بفتج باب المناقشة الحرة لكل القضايا التي تواجه صناعة تكنولوحيا المعلومات والاتصالات بهدف تنمية وتطوير هذه الصناعة وزيادة قدراتها التنافسية .

    ومن قبيل الشىء بالشىء يذكر فإن اطلاق الإصدار الأول للجريدة كان مخططا له أن يتم مع إطلاق فعاليات معرض جايتكس دبي وبالتالى فإن كل دورة جديدة من معرض " جايتكس " ، والذى تقام حاليا الدوة الـ 42 له ، تحمل لنا ذكرى جميلة لكل أعضاء فريق الجيل المؤسس لجريدة " عالم رقمي " وتثير بداخلنا حالة من الشغف والتفاؤل والإرادة والتصميم على الاستمرار .. انها ذكرى إطلاق جريدتنا الغراء ويمر شريط الذكريات ، لنحو 17 عاما ،  للأمام للتوقف عند أيام كنا نقضيها متواصلة في الجريدة مستيقظين ، بدون العودة لمنازلنا ، لإصدار الأعداد التجربيبة .. وايام نتابع فيها أعمال التجهيز لمعدات ومستلزمات الجريدة ..وساعات لاجتماعات مجلس التحرير مع الزملاء لتحديد المواضيع الخاصة بالعدد الجديد .

    رؤيتنا ..لدور الصحافة المتخصصة  .. كانت وستظل  بأننا شركاء للتنمية وعنصر فعال في عملية اتخاذ القرار من خلال نقلها نبض واحتياجات المواطن بالإضافة لدورها في تسليط الضوء على الخدمات المتنوعة والمتطورة التي يقدمها القطاع لتحقيق مفهوم التنمية الشاملة لذا لم ولن تبخل " عالم رقمي " في تقديم دعمها لتوفير الأدوات التكنولوجية اللازمة لتحسين أداء الصحافة المتخصصة وكذلك الدورات التدريبية لمواكبة التقنيات المتسارعة في هذا المجال لتكون الصحافة المصرية المتخصصة على قدم المساواة مع نظيراتها العالمية .

    في تصوري نؤكد أنه رغم الجدل الذي يثار ــــ بين الحين والحين ــــ حول مستقبل الصحافة المتخصصة ، والتي خرجت للنور في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي ، إلا أن الصحافة المتخصصة سيظل لها رونقها وبريقها لدى القارئ الذي يبحث عن المحتوى الجيد والعمق والتحليل في المعلومات التي يتم نشرها ، وليس مجرد سرعة معرفتها ، ويتطلع لمعرفة كل الآراء حول قضية محددة ه

    في النهاية ..لا يسعني إلا أن أكرر ، كل عام ، شكري العميق لجميع من ساهم في خروج واستمرار هذه الجريدة من كتيبة الصحفيين والعاملين بالجريدة و أصداقاء مخلصين من خبراء ومديرى شركات الاتصالات و التكنولوجيا وجهات وطنية ومسئولين حكوميين ، ورؤساء وزراء ووزراء ومستشاري الإعلام كانت لقناعتهم الشخصية باهمية الشراكة الإعلامية، دور جوهرى في تطوير وتنمية الصحافة المتحصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وإنجاح واستمرار " عالم رقمي " وحده كأحد منابر الإعلام المتخصص في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ليس في مصر فقط ولكن في منطقة الشرق الأوسط  .

     

    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن