كتب : نهله مقلد
كشف فريق من العلماء احتمال وجود معادن تحت سطح القمر أكثر بكثير مما كان يعتقد سابقًا باستخدام جهاز صغير يسمى أداة الترددات المُصغرّة المُرفقة بمركبة وكالة الإدارة الأمريكية للملاحة الجوية والفضاء(ناسا) لاستكشاف القمر المداري، ويأتي هذا الاكتشاف ليدفعنا إلى إعادة التفكير في تطور القمر ذاته، إذ تفترض النظرية السائدة تشكله نتيجة اصطدام جرم بحجم المريخ مع الأرض، من تجمع قطع الحطام والغبار بفعل قوى الجاذبية.
وتُستخدَم تلك النظرية في معظم الأحيان لتفسير تشابه تكوين القمر مع تكوين الأرض، مع أن الواقع يشير إلى احتواء طبقة السيليكات المغطية لأكثر من 80% من سطح القمر والمكونة للمرتفعات القمرية على معادن أقل بكثير من القشرة الأرضية، في حين أن المناطق القمرية القاتمة الناتجة عن عمليات بركانية تبدو غنية بالمعادن، ما ترك العلماء في حيرة من أمرهم.
ووجدت أداة الترددات المُصغرّة المُرفقة بمركبة ناسا تناسبًا طرديًا بين اتساع الحفرة وزيادة قدرة المادة على نقل الحقول الكهربائية، وهي خاصية تُدعى بثابت العزل الكهربائي (معامل السماحية النسبي) ووجد العلماء رابطًا مباشرًا بين هذا الثابت وتركيز المعادن؛ مثل الحديد والتيتانيوم، على الرغم من عدم تغير ذلك الثابت في الفتحات التي يتراوح قطرها بين 5 إلى 19 كيلومترًا.
وقال العالم المصري عصام حجي، الباحث المشارك في تجارب أداة الترددات المصغرة من جامعة جنوب كاليفورنيا والمؤلف الرئيس للورقة المنشورة في مجلة إيرث أند بلانتري ساينس ليترز «كانت علاقة مفاجئة لم يكن لدينا قبلًا سببًا للظن بوجودها.»
وتفترض الورقة البحثية أن اصطدام النيازك بسطح القمر أخرج المعادن المدفونة تحت السطح، ما يعني وجود مكامن هائلة من المعادن المفيدة قابعة على عمق بضع مئات من الأمتار من سطح القمر، وتتقاطع النظرية مع بحث نُشر في يونيو 2019 يفترض وجود كميات كبيرة من المعادن تحت حوض القطب الجنوبي للقمر ذي الأربعة مليارات عام.
ونقل موقع فيزيكس، عن بيتر جيمس، مؤلف الورقة البحثية، أن «الأمر أشبه بدفن كتلة معادن أكبر من جزيرة هاواي بخمس مرات، أي ما يعادل تقريبًا الكتلة المكتشفة.»
وأضاف نوا بترو الباحث في مشروع الاستطلاع القمري في مركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا «تُظهر النتائج المشوقة الآتية من أداة الترددات المصغرة، أننا وبعد 11 عامًا من العمل على القمر ما زلنا نكتشف عنه أمورًا جديدة عن تاريخ أقرب جار لنا.»