مؤخرًا قالت شركة أمازون أن تقنية «ريكوجنيشن» للتعرُّف على الوجه التي طورتها لخدمات أمازون ويب أصبحت قادرة على تمييز الخوف، لكن لأن هذه التقنية وقعت في مشكلة انعدام الدقة مرارًا وتكرارًا، يصعُب على المرء أن يثق بكلام الشركة عن كفاءة الميزة الجديدة.
نَشرت خدمات أمازون ويب تدوينة فصَّلت فيها تحديثاتها لتقنية «ريكوجنيشن»، ومنها: رفْع دقة التقنية في تمييز سبعة مشاعر تتجلى على وجه الإنسان: الفرح والحزن والغضب والدهشة والاشمئزاز والهدوء والارتباك، إضافة شعور ثامن هو الخوف. وزعمت الشركة أنها رفعت قدرة «ريكوجنيشن» على تمييز جنس الشخص وسِنّه، إذ ضيَّقت نطاق تقديرات التقنية لمعظم الفئات العمرية.
استُقبل الخبر بعاصفة من الانتقادات، ونوَّه كوري كوين، خبير اقتصاد الحَوْسبة السحابية، بسوء توقيت تلك الخطوة، نظرًا إلى الجدل الذي دار مؤخرًا عن «ريكوجنيشن».
وغرَّد قائلًا «تتعرض خدمات أمازون ويب لانتقادات شديدة بسبب مبيعات «ريكوجنيشن» للحكومة الفدرالية التي تَبني معسكرات اعتقال للأطفال، فهل يكون ردّ الشركة أن تضيِّق نطاق التقدير السِّنِّـيّ وتحسِّن تمييز التقنية للخوف؟! لو أنها سألتني: ما أغبى خطوة بإمكاننا اتخاذها في هذا التوقيت يا كوري؟ لما خرجتُ باقتراح بشِع كهذا.»
وحتى إن نحَّينا التوقيت الخطأ جانبًا، فسنرى أن لفشل التقنية احتمالية كبيرة؛ لكن الغالب أن الحكومة الفدرالية ستعتمد عليها على أي حال.
سبق أن بيَّنت اختبارات لا حصر لها ما في «ريكوجنيشن» من عيوب؛ وفي اليوم اللاحق لكشْف خدمات أمازون ويب عن التحديثات، عَقَد الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية في شمال كاليفورنيا مؤتمرًا صحفيًّا لإعلان نتائج اختبار جديد: عُرِضتْ على «ريكوجنيشن» صور مُشرِّعين من كاليفورنيا، فأخطأت التقنية وربطت صورة من كل خمْس بصورة جنائية تعريفية.
في المؤتمر قال فيل تينج، أحد «ريكوجنيشن» الذين رُبطوا خطأً بصورة جنائية تعريفية «ماذا سيحدث إن قُبض عليك باتهام باطل؟ هذا قد يؤثر في قدرتك على الحصول على وظيفة، ولا بد أن يؤثِّر في قدرتك على تملُّك سكَن.»
تَختبر تلك التقنيةَ عدةٌ من هيئات إنفاذ القانون، والجانب الإيجابي أن هيئة منهنّ نبذت التقنية وراء ظهرها بالفعل؛ لكن يصعُب أن نعرف عدد الهيئات الأخرى التي ما زالت تعتمد على «ريكوجنيشن».
وكشْفت خدمات أمازون ويب عن تلك التحديثات بلا تردد على الرغم من الجدل الدائر بأن الشركة ستواصل ترويج التقنية وتقديمها لأيّ جهة تريد شراءها.