استُخدم رقم الاستنساخ - R باختصار - خلال جائحة "كوفيد-19" كمقياس رئيسي لمعرفة ما إذا كان الفيروس تحت السيطرة، ويوضح عدد الأشخاص (في المتوسط) الذين يصيبهم شخص واحد بالعدوى.
ويزعم الباحثون أن الأداة الأكثر فائدة لإدارة الفيروس، هي مقياس يُعرف ببساطة بـK، الذي يكشف النمط في طريقة انتشار الفيروس.
وتعني قيمة K لواحد أو أكثر، أن المرض ينتشر بالتساوي بين السكان، كما هو الحال مع الإنفلونزا (كل شخص مصاب بالإنفلونزا ينقله عموما إلى شخص آخر).
ولكن إذا كان الرقم K أقل من واحد، فهذا يعني أن المرض ينتشر في مجموعات. وهذا مهم لأنه يوفر معلومات أساسية حول كيفية إبقاء الفيروس تحت السيطرة.
وتشير التقديرات إلى أن "كوفيد-19" يحتوي على قيمة K تتراوح بين 0.1 و0.5%، بناء على بحث أجرته كلية لندن للصحة والطب الاستوائي.
وفي الواقع، يعتقد العلماء أن ما بين 10 و20% من المصابين بفيروس كورونا، مسؤولون عن نقل 80% من العدوى - ما يسمى بالناشرين الفائقين - في حين أن معظم المصابين بالفيروس لن ينقلوه إلى أي شخص.
وتوضح الدكتورة موغيه سيفيك، وهي محاضرة إكلينيكية في الأمراض المعدية وعلم الفيروسات الطبية بجامعة سانت أندروز: "بينما يُظهر R متوسط عدد الأشخاص المصابين بعدوى من شخص واحد، يُظهر K التباين في انتقال العدوى. وتظهر الأبحاث أن "كوفيد-19" هو أحد مسببات الأمراض شديدة الانتشار، ما يعني أنه يميل إلى الانتشار في مجموعات".
ومع ذلك، فإن استخدام K بدلا من R لدعم استجابتنا للفيروس، سيكون طريقة أفضل لمعالجته، وفقا للدكتورة سيفيك، التي شاركت مؤخرا في إعداد مراجعة حول ظروف انتقال "كوفيد-19"، نُشرت الشهر الماضي في مجلة Clinical Infectious Diseases.
وتقول: "في الوقت الحالي، سياستنا هي محاولة منع كل عدوى، ولكن ليس هذا مستحيلا فحسب، إنه ليس ضروريا، لأن معظم الأشخاص الذين يصابون بـ "كوفيد-19" لن ينقلوه إلى الآخرين".
ولا يتعلق الأمر بتحديد الموزعات الفائقة، لأن ذلك لن يكون ممكنا؛ بدلا من ذلك، يتعلق الأمر بمعالجة البيئات التي تشجع على الانتشار العنقودي، كما توضح.