كتب : محمد الخولى – عادل فريج
بناء محطة لإنتاج الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية أقل تكلفة من بناء محطة لإنتاجها من الفحم ويجب أن تعمل دول العالم على إنهاء اعتمادها على الوقود الأحفوري وتبني الطاقة المتجددة للحد من الأزمة المناخية، وربما كان ذلك بعيد المنال قبل عقد من الزمن نظرًا لتكلفة بناء منشآت الطاقة المتجددة في ذلك الوقت، لكن تكلفة توليد الطاقة الشمسية انخفضت بسرعة بنسبة 89% خلال 10 أعوام، وكذلك انخفضت تكلفة توليد الكهرباء من طاقة الرياح بنسبة 70%.
وجد تقرير لمعهد روكي ماونتن الأمريكي غير الربحي خلال العام 2019 أن بناء محطة للطاقة المتجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية أخفض تكلفة من إنشاء محطات توليد الطاقة الكهربائية التي تعتمد على الغاز الطبيعي. ووجد تقرير آخر لمركز كاريون تركز خلال العام 2020 أن الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة أرخص من الاستثمار في الفحم.
وأظهرت الرسوم البيانية المنشورة مؤخرًا في موقع « عالمنا بالأرقام » - وهو موقع علمي على شبكة الإنترنت ينشر بيانات عن العالم بالتعاون مع جامعة أكسفورد- تراجع تكلفة الطاقة المتجددة بشكل كبير، إذ توضح الرسوم البيانية كيف انخفض سعر الطاقة الكهربائية الشمسية من 359 دولارًا لكل ميجاوات ساعي إلى 40 دولارًا، وبين دماكس روزر الباحث في الموقع انخفاض أسعار المساكن بالمعدل، إذ كانت أجرة المنزل 3590 دولارًا في العام 2009 وأصبحت الأجرة 400 دولار فقط في العام 2019، وبقي سعر الفحم ثابتًا تقريبًا، إذ كانت تكلفة توليد الطاقة الكهربائية من الفحم 111 دولارا لكل ميجاوات ساعة في العام 2009 وأصبحت 109 دولارات في العام 2019.
كانت تكلفة بناء مزرعة لتوليد الطاقة الشمسية في العالم 2009 أعلى بنسبة 223% من تكلفة بناء محطة فحم جديدة، لكن الآية انقلبت في العام 2019 وأصبحت تكلفة بناء محطة الفحم أعلى بنسبة 177% من تكلفة مزرعة للطاقة الشمسية، ولعب التقدم التقني الدور الأكبر في هذه النقلة النوعية.
لم تكن المشاريع الأولى لتوليد الطاقة الشمسية رخيصة الثمن أبدًا، إذ وجد روزر أن تكلفة الواط الواحد خلال العام 1965 تساوي 1865 دولارا، لكن التطور التقني ساعد في توفير هذه التقنية بشكل واسع وأصبحت في متناول أيدي الجميع، لكن لم يؤثر التطور التقني على الفحم، إذ انخفضت تكلفة توليد الكهرباء من الفحم خلال الفترة الزمنية ذاتها بنسبة 2% فقط، ومن غير المتوقع أن ينخفض ذلك في المستقبل.