كتب: نهله مقلد – محمد شوقي
أطلقت وزارة الصحة المصرية منظومة إلكترونية جديدة لمتابعة معدلات الإمداد والاستهلاك للأكسجين الطبي بجميع المستشفيات، في ظل الاستهلاك المتزايد للأكسجين داخل المستشفيات المصرية التي تتعامل مع حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
ويأتي اطلاق المنظومة الجديدة في أعقاب ما أثير عن نقص الأكسجين للمرضى المصابين بكورونا، بمستشفيي "الحسينية" بمحافظة الشرقية شمالي مصر، وزفتى بمحافظة الغربية بدلتا النيل، الأمر الذين نفته وزارة الصحة المصرية، بشكل رسمي في وقت سابق، مؤكدة حرص الدولة على توفير مخزون كاف من الأكسجين الطبي بجميع مستشفيات الجمهورية منذ بداية الجائحة.
وكشف مستشار وزيرة الصحة المصرية لتكنولوجيا المعلومات، أيسم صلاح عن تفاصيل المنظومة الإلكترونية الجديدة التي أعدّها لمتابعة توافر الأكسجين الطبي بالمستشفيات على مستوى الجمهورية وهي مُميكنة بالكامل، لمتابعة رصيد الأكسجين الموجود في المستشفى سواءً كان تانكات أو اسطوانات، عبر نظام إلكتروني"، موضحا أن بيانات رصيد الأكسجين تصل مركزياً إلى غرفة الأزمات بوزارة الصحة المصرية التي تُدار منها أزمة كورونا منذ تدشينها مع الحالات الأولى المصابة بالفيروس منتصف فبراير من العام الماضي.
أضاف البيانات تذهب بشكل إلى لوحة البيانات والمعلومات بوزارة الصحة، وبغرفة إدارة أزمة كورونا داخل كل محافظة، وتُظهر رصيد الأكسجين في كل مستشفى بألوان أخضر وأحمر وأصفر طبقًا لمستوى توفره".
ويستخدم الأكسجين الطبي ضمن بروتوكول العلاج المُحدَّث لوزارة الصحة المصرية؛ للمساهمة في تحسن الحالة الصحية للعديد من مرضى فيروس كورونا وانخفاض معدل الوفيات، بحسب بيان للوزارة الاثنين.
وعلى إثر أزمة مستشفيي زفتى والحسينية، أجرت وزيرة الصحة المصرية، هالة زايد، جولة تفقدية لمستشفيي عزل بالقاهرة، هما الشيخ زايد آل نهيان، و15 مايو، وراجعت خلال جولتها الحد الاستراتيجي للأكسجين الطبي بكلا المستشفيين، ووجهت بالتوريد باستمرار طبقًا للاحتياجات، مع التشديد على الصيانة الدورية لشبكات الغازات وقالت الوزيرة إن العالم شهد خلال الفترة الأخيرة تحديًا كبيرًا في توفير الأكسجين للمرضى خاصة في ظل تزايد معدلات الاستهلاك نتيجة زيادة الإصابات بفيروس كورونا، لافتة إلى زيادة عدد "تانكات" الأكسجين والاسطوانات بجميع المستشفيات، مع رفع كفاءة جميع شبكات الغازات الطبية بالمستشفيات وإجراء الصيانة الدورية لها.
وقال صلاح المنظومة الإلكترونية موضّح عليها عدد الأسرّة الداخلية للمستشفيات، وأسرة الرعاية الحرجة، وأجهزة التنفس الصناعي، المتاحة والمشغولة، وكمية الأكسجين المتوفرة، وهذا يُسهل تحويل المصابين إلى أحد المستشفيات، بدلًا من التكدس داخل مستشفى دون غيّره، إذ تُظهر بشكل سريع الأماكن التي يستطيعون تحويل الحالات لها".
أوضح مستشار وزيرة الصحة المصرية أن المنظومة الجديدة تُحدث كل 6 ساعات، ويُدرج فيها عدد المرضى الذين في حاجة للحصول على الأكسجين الطبي، متابعًا: "من هذا نستنتج المتوسط الطبيعي لاستهلاك الأكسجين داخل المستشفى، ونعرف الاستهلاك والرصيد الحالي خلال يومين على الأقل، ومن ثمَّ نتمكن من تحريك سيارة الأكسجين الصناعي بكل سهولة للمستشفيات الأكثر احتياجًا لشحن التانكات أو إضافة اسطوانات".
ولفت لأهمية المنظومة الإليكترونية الجديدة تكمن في مساعدة غرف إدارة أزمة كورونا في إدارة حالات الإصابة بفيروس كورونا وشدد على أن الأزمة لم تكن في نقص كميات الأكسجين بالمستشفيات، بل هيّ متوفرة، ولكن الأهم يتمثل في إتاحة المعلومات لحسن الاستغلال والتصرف في كميات الأكسجين المتوفرة لدى الوزارة، والشركات المتعاقدة معها.