كتب : نهله أحمد – محمد الخولى
يتيح ظهور التكنولوجيات الرقمية وطرق العمل فرصاً جديدة غير عادية لتعزيز التنمية المستدامة العالمية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، من زيادة القدرة على الصمود إلى التخفيف من أضرار جائحة كوفيد-19 وتقديم خدمات عامة أكثر فعالية. ومع ذلك، لا يستطيع الجميع الاستفادة من هذه الفرص، خاصةً وأن سرعة وتيرة التغيير الرقمي تفرض المزيد من الطلبات على الحكومات والمجتمعات المقيدة من حيث الموارد.
وتزداد الحاجة الملحة لسد الفجوة الرقمية في العالم، حيث يواجه أولئك الذين استبعدوا من التحول الرقمي اليوم خطر التخلف عن الركب بشكل أكبر. وهذا يعني ضمان توفر الخدمات الرقمية في كل مكان، وبأسعار ميسورة وفي متناول الجميع أيضاً.
ولمعالجة هذه المسألة الرئيسية، أطلق الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) مرفقاً مشتركاً لتنمية القدرات الرقمية لدعم المحرومين حالياً من موارد أو قنوات تنمية القدرات الرقمية القائمة.
يدعم المرفق المشترك خارطة الطريق التي وضعها الأمين العام للأمم المتحدة والتي التي تدعو إلى "شبكة واسعة من أصحاب المصلحة المتعددين لتعزيز النُهج المتكاملة والشاملة لبناء القدرات الرقمية من أجل التنمية المستدامة، بما في ذلك إنشاء مرفق مشترك جديد لتنمية القدرات الرقمية، يقوده الاتحاد الدولي للاتصالات وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وسيستفيد الناس والمجتمعات التي تفتقر حالياً إلى الخدمات من حيث القدرات الرقمية من دعم أكثر كفاءة وفعالية من المرفق المشترك بين الاتحاد وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الذي يهدف إلى إتاحة الفرص الرقمية للجميع.
وقالت مساعدة الأمين العام ماريا فرانشيسكا سباتوليسانو، المسؤولة في مكتب مبعوث الأمم المتحدة المعني بالتكنولوجيا "إن بناء القدرات الرقمية القوي والفعّال يؤكد تنفيذ خارطة الطريق التي وضعها الأمين العام، من خلال دعم البلدان في جهودها الرامية إلى الاستفادة من الإمكانات الكاملة للتكنولوجيا الرقمية كجزء من مستقبلها الرقمي".
"وإن المرفق المشترك سيزيد من تعزيز جهودنا الجماعية لتزويد الناس بالمهارات الرقمية والإلمام بالمعارف والقدرات الرقمية، إلى جانب شبكة أصحاب المصلحة المتعددين لتنمية القدرات الرقمية المتوخاة في خارطة الطريق."
وقالت مديرة مكتب تنمية الاتصالات بالاتحاد، دورين بوغدان-مارتن "إن إتاحة أدوات كافية لتنمية القدرات للجميع أمر أكثر أهمية من ذي قبل لسد الفجوة الرقمية وتوصيل نصف سكان العالم الذين لا يزالون غير موصولين بالإنترنت."
أضافت هناك العديد من الجوانب لتنمية المهارات الرقمية بصرف النظر عن التدريب الفعلي. ومن خلال المرفق المشترك، سنتمكن من مساعدة البلدان عبر سلسلة القيمة لتنمية المهارات الرقمية من تقييم احتياجات القدرات الرقمية، وإسداء المشورة بشأن الاستراتيجيات الرقمية، وحتى المساعدة في المشتريات وجمع الأموال من أجل التنمية الرقمية. ونحن متحمسون للغاية للعمل مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي من أجل تحقيق ذلك."
وقال روبرت أوب، المسؤول عن التكنولوجيا الرقمية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي "إن نقص المهارات الرقمية الكافية يشكل عائقاً رئيسياً أمام جني فوائد الرقمنة ويهدد بترك أكثر الأشخاص تهميشاً وراء الركب." وأضاف قائلاً "ويستثمر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بشكل استباقي في المجال الرئيسي لبناء القدرات الرقمية حتى نتمكن جميعاً من الاستفادة من الفرص الرقمية معاً."