كتبت : نيللي علي
أظهر الأطفال خلال ما يمكن وصفه بصيف حافل بالمحتوى الفكاهي الساخر على الإنترنت اهتمامًا ملحوظًا بالمحتوى المتعلق بما يُعرف بالمنطقة 51، وفقًا لتقرير كاسبرسكي الصيفي السنوي الخاص بسلامة الأطفال على الإنترنت. ويعتقد كثيرون أن قاعدة "المنطقة 51" Area 51 هي مركز أبحاث مختص بالمخلوقات الفضائية تابع للحكومة الأمريكية. ومضى بعض البالغين إلى تنظيم حدث خاص على إحدى صفحات "فيس بوك" في محاولة ساخرة "لرؤية الفضائيين"، كُتب فيها: "سوف نتجمع في "مركز المنطقة 51 للفضائيين" السياحي وننسق دخولنا".
وعُدّ ظهور خطة كوميدية لاجتياح القاعدة التابعة للجيش الأمريكي في صحراء نيفادا، والمعروفة بين العامة باسم "المنطقة 51"، من أبرز التطورات التي حدثت خلال صيف 2019 على الإنترنت. وكانت هذه القاعدة صُوّرت عبر السنين في الوعي العام الأمريكي باعتبارها مركز أبحاث مختص بالأجسام الطائرة المجهولة أدارته القوات الجوية الأمريكية من أربعينيات القرن الماضي إلى الستينيات منه .
وظهرت المنطقة 51 في العديد من الأفلام، مثل Independence Day وPaul، في حين ألهمت كذلك كاتبي بعض حلقات المسلسلات التليفزيونية، مثل The Twilight Zone وThe X-Files.
وسجل أكثر من 1.5 مليون شخص أنفسهم لحضور حدث "اجتياح المنطقة 51" على موقع "فيس بوك". وتَمثّل الغرض المزعوم من الحدث في اقتحام القاعدة السرية ومعرفة حقيقة وجود المخلوقات الفضائية فيها. كما خُطّط لإقامة حفلة كبيرة قبل تنفيذ الهجوم.
لكن ما أثار الاهتمام في هذه المسألة كان تفاعل الأطفال في هذه النقاشات التي جرت على الإنترنت. إذ تسببت شعبية الحدث الوهمي بفيضان من التعليقات والمشاركات الفكاهية والساخرة على الإنترنت، والتي تُعرف بالاسم "ميمز" Memes، ركبت موجته مجموعة كبيرة من الأطفال المتحمسين.
وفي الحقيقة، شكّلت عمليات البحث عن الميمز المتعلقة بالمنطقة 51 حوالي 12% من جميع عمليات البحث عن الميمز خلال الصيف، مما جعلها الأكثر شعبية ونقاشًا بين الأطفال، بناءً على ما وجده تقرير كاسبرسكي. وأظهر واحد من كل عشرة أطفال اهتمامًا بهذه التعليقات الساخرة المرتبطة بهذه الظاهرة. وبحث الأطفال، إضافة إلى الميمز، عن "إحداثيات المنطقة 51"، و"الصحون الطائرة في المنطقة 51"، و"اجتياح المنطقة 51"، و"التسجيل لحضور اجتياح المنطقة 51"، و"فضائيو المنطقة 51". وكان من أبرز الميمز الأخرى التي لاقت انتشاراً هذا الصيف "القط متعكر المزاج" grumpy cat، الذي استحوذ على 4% من عمليات البحث، و"ريكاردو ميلوس" Ricardo milos (بنسبة 3%).
وبُنِيت المعلومات والبيانات المتعلقة بالمواضيع التي انتشرت بين الأطفال خلال الصيف على إحصائيات وردت من مستخدمين لمنتجات كاسبرسكي ذات ميزة التحكم الأبوي، جرى إخفاء هوياتهم. وتحمي ميزة التحكم الأبوي في منتجات كاسبرسكي الأطفال من المحتوى الضار على الإنترنت وتسمح لأولياء الأمور بالاطلاع على ما يراه أبناؤهم خلال تصفحهم الإنترنت.
وأكّدت آنا لاركينا ـ الخبيرة بتحليل محتوى الويب لدى كاسبرسكي، أن الميمز أصبحت اليوم جزءًا مهمًا من ثقافة الإنترنت، وقالت: "رأينا خلال الصيف اهتمام الأطفال بأحداث وتعليقات مضحكة مثل "اجتياح المنطقة 51"، ضمن محاولاتهم تعلّم أشياء جديدة. وتُعتبر القدرة على الإلمام بالمواضيع الدارجة على الإنترنت أمرًا مهمًا لأولياء الأمور، إذ يسهّل على أولياء الأمور فهم اهتمامات أطفالهم، مما يساهم بدوره في حماية الأطفال من الأخطار والمحتوى غير اللائق المنتشرة على الإنترنت، لذلك، نشدّد على أهمية حرص أولياء الأمور على الإلمام بالأمور الدارجة والمنتشرة على الإنترنت".
وستضمن النصائح التالية بقاء الأطفال بأمان خلال تصفحهم الإنترنت وبحثهم عن المحتوى المفضل لديهم:
مراقبة اهتمامات الطفل والوعي بأحدث الموجات الدارجة على الإنترنت و تقديم المساعدة للطفل عند العلم بما يبحث عنه على الإنترنت، مع التأكد من استخدام المعلومات بحكمة.
المباشرة باستعمال خاصية التحكّم الأبوي في الحلول الأمنية المعتمدة، مثل Kaspersky Security Cloud وKaspersky Total Security، أو استخدم برمجيات متخصصة مثل Kaspersky Safe Kids، الذي يحمي الأطفال من المحتوى الضار على الإنترنت.