"ميتافيرس " .. بداية النهاية لعصر الهواتف الذكية

  • بقلم : ساي كريشنا

    المؤسس المشارك لشركة " سكابك"  الهندية للواقع المعزز

     

    كشفت شركات التكنولوجيا في العالم، ومن جميع الأشكال والأحجام، الكبرى والمتوسطة وحتى الصغرى،منها “فيسبوك” و”مايكروسوفت” وصولا إلى “تندر” في الأسابيع الماضية عن خططها الخاصة لبناء “الميتافيرس”، الذي يعتقد كثيرون أنه سيكون إنترنت المستقبل خلال السنوات العشر القادمة.

    وهذا رغم أنه لا يوجد أحد في العالم حتى الآن يبدو واثقا تماما مما سيكون عليه شكل الميتافيرس النهائي في قادم الأيام، وهناك أيضا أسئلة مهمة عمن سيتحكم أخيرا في هذه البيئة الافتراضية، ومن سيضمن أن يكون الجميع فيها على الصفحة نفسها.

    وبالطبه فان الميتافيرس بأنه “تطور ثوري للإنترنت حيث ستكون لدينا مساحات ثلاثية الأبعاد، وبيئات افتراضية غامرة واتصالات متطورة، فضلا عن نقلة نوعية في التجارة والترفيه”.. إن الميتافيرس في نظره ولدى كثيرين غيره هو الخطوة المنطقية التالية لما بعد مرحلة الهواتف الذكية، وشبكة الإنترنت التقليدية التي نعرفها الآن.

    وفي المستقبل القريب على الأقل ستبقى الهواتف الذكية، ولكن علينا أن نعرف أنها غير مصممة للمساحات الثلاثية الأبعاد، كما هو الحال في الميتافيرس، وهذا هو السبب في أن جميع شركات التكنولوجيا الكبرى تستثمر بكثافة في تقنيات الواقعين الافتراضي والمعزز، فالمستقبل لها بكل تأكيد.

    ويقول الخبراء إن السباق هو من أجل بناء تجارب ستجلب المعلومات إلى أمام وجهك، ولكن هذا يعني أيضا التركيز على تصنيع وإنتاج مجموعة جديدة من الأجهزة التي تختلف كثيرا عن الهواتف الذكية العادية التي نعرفها، وفي الحقيقة: من سيحتاج إلى الهواتف الذكية في المستقبل حين نبدأ بالعيش والتواصل والاتصال داخل الميتافيرس؟

    وستشهد في السنوات الخمس المقبلة سباق تسلح محموم بين شركات التكنولوجيا هدفه إنتاج أجهزة جديدة للوجه تختلف تماما عن الهواتف الذكية، وسيتعايش الواقعان الافتراضي والمعزز معا ليكمل كل منهما الآخر”. وأضاف “في الفترة الزمنية القريبة ستصبح الخطوط أكثر ضبابية بين ماهية الواقع الافتراضي والميتافيرس.. إنه مشابه جدا للتناظر الواقع حاليا بين الكمبيوتر المحمول والاتصال بالإنترنت”.

    والبيئة الرقمية الغامرة التي سيخلقها الميتافيرس تبدو مثيرة ورائدة من نوعها، ولكن لها تحدياتها الخاصة أيضا، وبالذات في مجال الخصوصية، علما أن الإعلانات ستكون مصدرا أساسيا للدخل فيها.

    وفي بيئة غامرة مثل هذه لا تتوقع أن يبقى لك أي خصوصية من أي نوع، فبيانات الواقع الافتراضي هي بيانات بييومترية، وسيتم تسجيل كل حركة للبشر داخل هذه البيئة، وهو الأمر الذي يشبه “الحصاد العالمي” لجميع الخصائص الشخصية والسلوكية للبشر، وهو ما سيجعل الناس عرضة لكثير من الجرائم الإلكترونية، أكثر بكثير مما هو موجود حاليا.

    هو عالم جديد ومثير قادم، وهو أيضا عالم عار تماما بلا حتى ظل لورقة توت.



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن