مُلتقى الاستثمار السنوي 2022 يدعم مكانة الإمارات كقطب عالمي للشركات الناشئة

  •  

    كتب : نهله مقلد

     

    ركّز مُلتقى الاستثمار السنوي 2022، المنعقد تحت شعار "الاستثمار في الابتكار المستدام من أجل مستقبل مزدهر"، النقاش حول الاستثمار الأجنبي المباشر، حيث تناول التوجهات والتوقعات العالمية  من خلال سلسلة من الجلسات النقاشية والحوارات والمؤتمرات الفرعية التي شهدها الملتقى.

     

    وتعمقّت المناقشات في الملتقى حول حلول تطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الأسواق الناشئة. وتطرّقت المحادثات إلى التحديات التي تواجه هذا القطاع المتنامي لناحية الهيكلة والحوكمة والتسويق وغير ذلك. واستقطب الحدث عدداً كبيراً من الشركات من جميع أنحاء العالم من أنشطة وأحجام مختلفة.

     

    وركزّت المناقشات على الأعمال والابتكار، حيث تحدث فيها كبار الخبراء والمشاركين. ومن ضمن الأنشطة التي انعقدت في الملتقى أتى مؤتمر الشركات الصغيرة والمتوسطة ومؤتمر الشركات الناشئة، ومؤتمر مدن المستقبل والاستثمار الاجنبي المباشر إضافة إلى المحافظ الاستثمارية الأجنبية. وساهم المتحدثون من كبار الخبراء في القطاع في إثراء النقاش بتقديم رؤاهم وخبراتهم ومعرفتهم مشددين على المناخ الاستثماري المثالي في دولة الإمارات للشركات الناشئة بما توفره من بيئة مناسبة للاستثمار.

    وفي محور الشركات الناشئة قدمت مؤسسة "كيه ام بي جي" بتناول علاقة الابتكار والتحول الاقتصادي العالمي بالازدهار الاقتصادي وتكوين الثروات. وأوضحت المؤسسة البحثية العريقة أن الإطار الأساسي لبناء الشركات الناشئة يتطلب إنشاء بنية تحتية أساسية، للوصول إلى السوق والتمويل. كما ناقشت كيف يمكن للشركات الناشئة أن تحقق النجاح من خلال المعارض التجارية التي تمنحها فرصة عرض منتجاتها في منصات عالمية واقليمية. وأضافت بأن الشركات الناشئة يمكنها أن تؤثر بشكل ايجابي على تطوير ريادة الأعمال بدعم الابتكار ودفع الاستثمار الداخلي إلى جانب دعم الصناعة المحلية والانتاج.

     

    وفي مؤتمر محور الشركات الصغيرة والمتوسطة، تم التركيز على دور الموظفين المحوري بوصفهم العمود الفقري للشركات الصغيرة والمتوسطة لا سيما للشركات الخدماتية. وتركّز النقاش حول كيف يكون الأفراد هم العمود الفقري للأعمال، مع توجه العديد من أصحاب الأعمال استثمار وقتهم في الاستماع إلى النقاش المستفيض. وقال "ناندي نانداراج"، مؤسس ورئيس تنفيذي لإحدى الشركات: "خلال  فترة جائحة كوفيد-19، واجه الجميع تحديات كبيرة خاصة في الأمور التي تتعلق بالأفراد. وحينها كان على خبراء الإدارة أن يركزّوا على قضايا شؤون العاملين حيث أصبح الذكاء العاطفي من الأمور الهامة للتكيف بعد الوباء".

     

    ولم تقتصر المناقشات خلال الملتقى على منطقة الشرق الأوسط فحسب بل أعدت العديد من الدول منافذها وعرضت طموحات أنشطتها واستثماراتها على المشاركين والزوار. وفي حديثه عن اتحاد الشركات الصغيرة والمتوسطة للقارة الأفريقية، قال "كارل مانلان"، مؤسس والرئيس التنفيذي لمركز التمكين الاقتصادي للمرأة: "نحتاج إلى الدعم الحكومي لرائدات الاعمال، إذا اردنا دعم ودفع الاقتصاد الأفريقي. ونستلزم أدوات مؤسسية في أنظمتنا للمساعدة في نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة وتمكين النساء في قطاعاتنا".

    ويساهم ملتقى الاستثمار السنوي في تحقيق هدف دولة الإمارات لتصبح الوجهة الاستثمارية للشركات الناشئة في العالم، ومساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة في إيجاد موارد تمويل من خلال الملتقى، إلى جانب هدفها لمساعدة الشركات الناشئة في توفير رأس المال في بداياتها المبكرة ومساعدة الشركات للاستعداد لمدن المستقبل الجديدة.

     

    وخصّص ملتقى الاستثمار السنوي 2022 أنشطة إستثمارية سهلّت على الشركات طرح أفكارها الاستثمارية، من خلال المشاركة في الجلسات الحوارية وعرض عدد من العروض التقديمية للدول، وأيضا عن طريق مقابلات الأعمال الفردية التي ينظمها فريق عمل الملتقى.

     

    ويشير خبراء إلى أن المشكلة الأكبر التي تواجه الشركات الصغيرة والمتوسطة هي تحديات إيجاد حلول للتمويل، حيث تم التطرق الى أهمية التسهيلات والتمويل، خاصة للمشاريع ذات الأفكار الإبداعية والابتكارية.

     

    على صعيد آخر، بحث الملتقى الأطر التنظيمية وطرق تمكين الاستثمار لكونها شروط أساسية لحدوث أي استثمار أجنبي مباشر. كما تطرّق الى موضوع الأطر التنظيمية الذي يرتبط بشكل وثيق مع فاعلية حملات التشجيع على الاستثمار عبر كافة القنوات وأبرزها وكالة ترويج للاستثمار.

     

    وتقوم دولة الإمارات بالإهتمام بقطاع الاستثمار الأجنبي المباشر لأنه ينسجم مع توجهاتها الرامية إلى بناء اقتصاد مستدام قائم على المعرفة. وأثبتت البيانات والأرقام الإحصائية أن الاستثمار الأجنبي المباشر ظل محتفظاً بصلابته على الرغم من التقلبات الإقتصادية في العالم، مما حفز العديد من الاقتصادات على النظر إليه كأولوية أساسية لاستقطاب التدفقات المالية.

     

    وأحد الأهداف الرئيسية للملتقى هو توفير منصة استراتيجية للشركات الناشئة للتواصل مع المستثمرين والممولين من مختلف أنحاء العالم. ولذلك وفّر الملتقى بدوره منصة متكاملة لاجتماع المشاركين والتفاعل فيما بينهم ما أتاح الفرصة لتبادل المعلومات والمعرفة والخبرات والمشاركات بحلقات نقاشية للتواصل مع المشاركين الرئيسيين العالميين والتفاعل مع المستثمرين المحتملين ومع رجال الأعمال.

     

    وقدّم الملتقى فرصة لأصحاب الأفكار الخلاقة للتعلم من أقرانهم في جميع أنحاء العالم وتسليط الضوء على أعمالهم في وجود قادة الأعمال العالميين والمستثمرين والمسؤولين الحكوميين.

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن