كتب : باسل خالد
حصل خمسة طلاب من الجامعة الأمريكية بالقاهرة على المركز الأول في مسابقة Student Mechanism and Robot Design Competition لتصميم الروبوتات أو الإنسان الآلي، والتي أقامتها الجمعية الأمريكية للمهندسين الميكانيكيين American Society of Mechanical Engineers مؤخرا في أنهايم بكاليفورنيا. كان الحرم الجامعي خلال الصيف الماضي بمثابة منزل سكني بالنسبة لمصطفى صدقي وفارس فوزي وسارة الفقي ومحمد سامي ومريم حجازي، وهم جميعاً في السنة الأخيرة بقسم الهندسة الميكانيكية بكلية العلوم والهندسة بالجامعة، حيث قضوا معظم وقتهم بين المعامل وورش العمل لتصميم الروبوت الحاصل على المركز الأول.
تم اختيار فريقين من الجامعة الأمريكية بالقاهرة للوصول إلى نهائيات المسابقة من بين أربعة فرق على مستوى العالم والفريقان هم الوحيدان اللذان تم اختيارهما من مصر وأول من وصل إلى هذا المستوى من المنافسة خلال 10 سنوات.
من جهته قال محمد سامي إنه حقاً شعور رائع أن نرى عملنا الدؤوب يأتي بثماره هكذا. نحن جميعاً سعداء للغاية."
اضاف تم تصميم الروبوت في البداية كمشروع خاص بالفصل الدراسي، حيث قام الفريق بتصميمه ليصعد السلالم بهدف مساعدة الأشخاص ذوي الإعاقات الجسدية. ولكن، بعد قبول الفريق في المسابقة، وتحت إشراف مصطفى عرفة، أستاذ ورئيس قسم الهندسة الميكانيكية، قام الطلاب بتعديل الروبوت ليكون قادراً على المشي، وأضفوا عليه بعض التعديلات والإمكانيات لكي يتم استخدامه في عدد كبير من التطبيقات.
وتعتبر التقنية التي يجسدها الروبوت قاعدة لتوسيع وظائفه لتشمل ذراع آلي لإجراء العمليات الجراحية أو استخدامه كآلة بحث وإنقاذ. وقد ركز الفريق على تحقيق الثبات والكفاءة في تصميم الروبوت ليكون لافتاً للأنظار وبارزاً مقارنة بالمنافسين الآخرين.
من ناحيته قال مصطفى صدقي قمنا بتعديل الفكرة من مجرد إمكانية صعود الروبوت السلالم لشئ يمكننا من مواصلة إجراء المزيد من التعديلات والابتكارات عليه."
اضاف استغرق الأمر شهرين من التصميم وابتكار الأجزاء والنماذج الأولية، ثم شهر واحد من التركيب قبل أن يصبح النموذج الأولي النهائي جاهزاً للعرض.
من ناحية اخرى قالت سارة الفقي شملت ورشة العمل التي عُقدت للمهندسين الميكانيكيين جميع العناصر التي احتجنا إليها، واستخدمنا نادي الروبوتات Robotics Club بالجامعة لإنجاز العمل في الأوقات المتأخرة من الليل. فقد كان لدينا كل ما نحتاجه في الحرم الجامعي".
اضافت مع الوصول لروبوت يعمل بكامل طاقته، توجه الفريق إلى كاليفورنيا في أواخر شهر أغسطس للمنافسة. ولكن، بمجرد وصولهم إلى غرفتهم في الفندق وإخراج الروبوت لمعاينته، وجدوا أن جميع أجزائه كانت قد تضررت بسبب الماسحات الضوئية التي تعرض إليها في المطار. فسارع أعضاء الفريق للعثور على الأجزاء اللازمة من أجل إعادة بناء النموذج الأولي مرة أخرى.
أمضوا يوماً كاملاً في جمع القطع واستغرق ذلك ثمان ساعات من الليل لإعادة تجميع الروبوت، وتمكنوا من إتمام عملهم في الوقت المناسب للتأهب للمسابقة في اليوم التالي.
وبرغم هذه المفارقات، فقد تمكن الفريق من تجميع الروبوت في المرة الثانية بالجودة ذاتها كما فعلوا في المرة الأولى. وعندما علموا أنهم قد حصلوا على المركز الأول، قال أعضاء الفريق أنهم شعروا بالدهشة وأن الأمر لا يُصدق. وأعربوا عن امتنانهم لبرنامج بحوث طلاب البكالوريوس لتمويل مشروعهم وللجامعة لتوفير كل ما كانوا يحتاجون إليه.
وقال صدقي: "كان الأمر صعباً في بعض الأحيان، لكننا استمتعنا كثيراً، والآن نحن في قمة السعادة لفوزنا بالمركز الأول."