مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للتكنولوجيا والاتحاد الدولي للاتصالات يدعوان لتمكين الجميع من النفاذ للتكنولوجيات الرقمية بسرعة وبتكلفة مناسبة

  • كتب : نهله مقلد

     

    أعلن مكتب مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة المعني بالتكنولوجيا والاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) عن مجموعة جديدة من غايات الأمم المتحدة لتحقيق توصيلية رقمية عالمية وهادفة بحلول عام 2030.

    وقد حُددت الغايات الطموحة الخمس عشرة في إطار عمل فريق المائدة المستديرة بشأن خارطة الطريق من أجل التعاون الرقمي التي وضعها الأمين العام للأمم المتحدة، المعني بالتوصيلية العالمية الذي يترأسه الاتحاد الدولي للاتصالات بالاشتراك مع اليونيسف، وتمنح الأولوية للعالمية والتكنولوجيا وميسورية التكاليف لضمان تمكن الجميع من الاستفادة الكاملة من التوصيلية. لقد دعت خارطة الطريق إلى وضع أساس للتوصيلية وغايات للمساعدة في المضي قدماً بعالم رقمي أكثر أمناً وإنصافاً وتحقيق مستقبل أكثر إشراقاً ورخاءً للجميع.

    قال هولين جاو، الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات "إن التوصيلية العالمية وحدها غير كافية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وضمان تمكن كل شخص من النفاذ الآمن وميسور التكلفة إلى الإنترنت بحلول عام 2030". وأضاف قائلاً "ستساعد هذه الغايات البلدان في توجيه جهودها لنضمن بفعالية تحقيق هدفنا المتمثل في توفير توصيلية عالمية وهادفة قبل نهاية العقد".

    والتوصيلية العالمية والهادفة هي إمكانية تمتع كل شخص بتجربة آمنة على الإنترنت تكون مرضية ومثرية ومثمرة وميسورة التكلفة.

    قالت ماريا-فرانشيسكا سباتوليسانو، مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة والقائمة بأعمال مبعوث الأمين العام المعني بالتكنولوجيا "إننا، إذ نضع غايات واضحة، نحدد لأنفسنا أهدافاً وطموحات للعمل على تحقيقها، خاصةً في عقد العمل هذا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. ولئن كان من المؤكد أن هذه المؤشرات يمكن صقلها مع تطور التوقعات وتغير العالم، فإن من المهم أن نتخذ الآن خطوة جريئة إلى الأمام لإرساء مفهوم أساسي لما ينبغي أن تعنيه التوصيلية العالمية الهادفة، خاصةً في سياق عملنا من أجل الاتفاق الرقمي العالمي للعام المقبل".

    إفساح المجال أمام التحول الرقمي المستدام

    تجسد الغايات روح وطموحات أهداف التنمية المستدامة وخارطة طريق الأمين العام للأمم المتحدة من أجل التعاون الرقمي وبرنامج التوصيل في 2030 للاتحاد الدولي للاتصالات، وتعرض قيماً محددة لتحقيق كل مجال عمل يتم قياسه. والقصد منها أيضاً أن تكون بمثابة مساهمة في الاتفاق الرقمي العالمي المقبل، على النحو المقترح في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة "خطتنا المشتركة".

    وتسعى الغايات الجديدة إلى مساعدة البلدان وأصحاب المصلحة في تحديد أولويات التدخلات ورصد التقدم وتقييم فعالية السياسات وتحفيز الجهود من أجل تحقيق توصيلية عالمية وهادفة بحلول عام 2030.

    من جهته قالت دورين بوغدان-مارتن، مديرة مكتب تنمية الاتصالات بالاتحاد الدولي للاتصالات "إن التوصيلية الهادفة عامل رئيسي لتحقيق التحول الرقمي" وأضافت قائلة "من بين مستخدمي الإنترنت المقدر أن عددهم يبلغ حالياً 4,9 مليار شخص، يضطر العديد منهم إلى الحد من استخدامهم للإنترنت لأن التوصيلية غير موثوقة أو بطيئة جداً أو مكلفة؛ أو يتقاسمون جهازاً واحداً؛ أو يُحرمون من الاستفادة القصوى من أجهزتهم ومن الخدمات المتاحة لهم، بسبب افتقارهم إلى المهارات الرقمية. ويلتزم الاتحاد الدولي للاتصالات بالعمل مع جميع أصحاب المصلحة، من خلال كل جهود التوصيلية بما في ذلك مبادرة Giga بالشراكة مع اليونيسف لتوصيل كل مدرسة بالإنترنت، والاستفادة من التحالف الرقمي للشراكة من أجل التوصيل (Partner2Connect) الذي أطلقناه حديثاً، لضمان ألا تكون هذه الغايات طموحة فقط، وإنما قابلة للتحقيق".

    المجالات المستهدفة الرئيسية

    توفر غايات التوصيلية الهادفة معايير مرجعية ملموسة لتحقيق تقدم عالمي مستدام وشامل في مجالات العمل المحددة.

    العالمية:
    في عالم 2030 المتصور في الخطة، يستخدم كل شخص يبلغ 15 عاماً أو أكثر الإنترنت، وتتمتع جميع الأسر المعيشية بالنفاذ إلى الإنترنت، وتستخدم جميع الشركات الإنترنت، وتكون جميع المدارس موصولة، وفي الوقت نفسه، يستفيد 100 في المائة من السكان بالتغطية بأحدث الشبكات المتنقلة، ويملك كل شخص يبلغ 15 عاماً أو أكثر هاتفاً متنقلاً.

    ومن بين هؤلاء الناس، سيملك أكثر من 70 في المائة مهارات رقمية أساسية (مثل القدرة على إرسال رسائل بالبريد الإلكتروني) وسيكون لدى أكثر من 50 في المائة مهارات رقمية متوسطة (مثل تثبيت برمجيات أو تطبيقات جديدة).

    ومن الغايات الأخرى ذات الصلة بالعالمية التكافؤ الرقمي بين الجنسين، حيث النساء والرجال يستخدمون الإنترنت ويملكون هواتف متنقلة ويستعملونها ويتمتعون بالمهارات الرقمية بنسب متساوية.

    التكنولوجيا:

    بحلول عام 2030، ينبغي أن تكون جميع اشتراكات النطاق العريض الثابت بسرعة 10 ميغابت في الثانية (Mb/s) أو أسرع من ذلك، وينبغي أن تتمتع كل مدرسة بسرعات تنزيل لا تقل عن 20 Mb/s و50 كيلوبت في الثانية (kb/s) تتاح لكل تلميذ، وينبغي أن يوفَّر لكل مدرسة ما لا يقل عن 200 غيغابايت (GB) من حجم البيانات المسموح بها.

    التكاليف المناسبة:

    في عام 2030، ينبغي أن تكون الإنترنت عريضة النطاق ميسورة التكلفة للجميع وتفي بهدف ميسورية التكاليف الذي وضعته لجنة النطاق العريض التابعة للأمم المتحدة والمتمثل في عدم تجاوز تكلفة الاشتراك الأساسي في النطاق العريض 2 في المائة من نصيب الفرد من الدخل القومي الإجمالي الشهري. وينص هدف ثان لميسورية التكاليف على أن التكلفة ينبغي ألا تتجاوز 2 في المائة من متوسط دخل شريحة 40 في المائة الدنيا من السكان.

    العملية التشاورية

    تنبثق الغايات، إلى جانب المؤشرات الأساسية المقبلة، عن مشاورات متعددة أصحاب المصلحة يقودها الاتحاد الدولي للاتصالات ومكتب مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة المعني بالتكنولوجيا بين مجموعة واسعة من أصحاب المصلحة المعنيين بالتنمية الرقمية، وفي إطار فريق المائدة المستديرة بشأن خارطة طريق الأمين العام للأمم المتحدة المعني بالتوصيلية العالمية الذي يترأسه الاتحاد الدولي للاتصالات بالاشتراك مع اليونيسف.

    وسيتم الإبلاغ عن أول تقييم للوضع الحالي للعالم فيما يتعلق بالغايات في تقرير التوصيلية العالمية 2022، المقرر إصداره في يونيو في المؤتمر العالمي لتنمية الاتصالات (WTDC) للاتحاد الدولي للاتصالات.



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن