بيئة الأعمال القوية في البرازيل تستقطب 185.45 مليار دولار من الاستثمارات العربية منذ 2019

  • كتب : رشا حسين

     

     

     استعرض الأدميرال فلافيو روشا، سكرتير الشؤون الاستراتيجية لدى رئاسة جمهورية البرازيل، النجاح الملحوظ الذي شهدته الاستثمارات العربية في البرازيل، وذلك ضمن فعاليات المنتدى الاقتصادي العربي البرازيلي الذي عقدته الغرفة التجارية العربية البرازيلية ، مؤخرا، والذي جمع أكثر من 300 من ممثلي أبرز الجهات الاقتصادية والحكومات والدبلوماسيين ورجال الأعمال العرب والبرازيليين.

     

    وسلط روشا الضوء على الاستثمارات العربية، والتي تشمل قطاعات مختلفة، بما فيها البنية التحتية والطاقة ومعالجة الصرف الصحي، وتقدر قيمتها بأكثر من 185.45 مليار دولار وأشار إلى أن نجاح هذه الاستثمارات يُعزى إلى مرونة وقوة بيئة الأعمال في البرازيل ومتانة القوانين التي تحكمها.

     

    أوضح لوكاس فيراز، سكرتير التجارة الخارجية لدى وزارة الاقتصاد البرازيلية، إلى أن جاذبية بيئة الأعمال البرازيلية قد تنامت إثر مجموعة من الإجراءات التي اتخذتها حكومة البرازيل بهدف خفض التكاليف التشغيلية المرتبطة بممارسة الأعمال التجارية في البرازيل وزيادة مشاركة البرازيل في السوق العالمية، وتضمنت هذه الإجراءات تخفيض الضرائب وتقليل الحواجز البيروقراطية وتوسيع مجال الاتفاقيات التجارية لتشمل المزيد من الدول والكتل الاقتصادية.

     

    كما أشار الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو إلى أن الدول العربية تلت الصين والولايات المتحدة الأمريكية لتشكل ثالث أكبر الأسواق الأجنبية التي تتعامل معها بلاده، حيث وصل التدفق التجاري بين البرازيل و22 دولة عربية إلى 24 مليار دولار أمريكي خلال العام 2021، وبلغت قيمة الصادرات البرازيلية إلى الدول العربية 14.42 مليار دولار محققةً ارتفاعاً في أرباحها بنسبة 26%.

     

    إضافةً إلى ذلك، شهدت هذه الصادرات ارتفاعاً ملحوظاً من 4 مليارات دولار أمريكي بين شهري يناير وأبريل من عام 2021 إلى 5.2 مليار دولار خلال الفترة نفسها من العام 2022. وتمثل الدول العربية خامس أكبر المصدرين العالميين إلى البرازيل، حيث وصلت قيمة المنتجات العربية المستوردة في البرازيل إلى 9.82 مليار دولار عام 2021، محققةً ارتفاعاً بنسبة 82% مقارنةً بالعام الماضي.

     

    علاوةً على ذلك، أصبحت البرازيل أكبر مصدري البروتين "الحلال" في العالم، كما حققت ارتفاعاً كبيراً في تصدير السكر وحبوب الصويا والقمح، إلى جانب الدواجن واللحوم البقرية.

     

    وقال روشا: "تمتاز العلاقات العربية البرازيلية باتساع آفاق الأعمال الثنائية وتنوع فرص تطويرها، مدعومةً ببيئة الأعمال الحالية التي توفر كافة سبل النمو بما يعزز العلاقات الاقتصادية بين الطرفين."

     

    أضاف الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو: "نهدف للتوصل إلى اتفاقيات مع الدول العربية تمهد الطريق للمزيد من الاستثمارات مع تجنب مضاعفة الضرائب. نحن حالياً في طور المباحثات مع دولة الإمارات العربية المتحدة، مستأثرين بنجاح الاتفاقيات المبرمة في إطار السوق المشتركة الجنوبية (ميركسور)، وأبرزها اتفاقية التجارة الحرة مع مصر، لبناء المزيد من العلاقات، وإيماناً منا باتساع أفق التعاون الاقتصادي مع الدول العربية بما يعود بالمنفعة على الطرفين."

     

    أوضح أوسمار شحفة، رئيس الغرفة التجارية العربية البرازيلية، أن العلاقات الثنائية بين البرازيل والوطن العربي تشهد زخماً كبيراً في السياق العالمي، وذلك تماشياً مع الجهود المستمرة للعديد من الدول لمواكبة أحدث التحديات التجارية والاقتصادية. وأضاف: "إنّ هنالك حاجة مستمرة لعقد المزيد من الاتفاقيات، إلى جانب تأسيس منتدى يتيح البحث في سُبل مواجهة المعوقات بكافة جوانبها، والتي تقف عائقاً أمام اتفاقيات التجارة الحرة بين البرازيل والدول العربية." 

     

     

    أضاف شحفة: "ويمكننا أن نستشهد بالنهج المتبع في الفترة ما بين 1970 – 1980، حيث عمدت البرازيل على زيادة عملياتها التجارية مع الوطن العربي عبر سياسة التقييم والموازنة، واستمر ذلك حتى مطلع التسعينات وصولاً إلى العقدين الماضيين من القرن الحادي والعشرين، حيث شاركت الشركات البرازيلية في عمليات التبادل التجاري للنفط، والغاز، والأسمدة، والمركبات، والطائرات، ومواد الإنشاء، والخدمات الهندسية، والتي عززّت بدورها من التبادل التجاري مع الدول العربية على مدار السنين الماضية."

     

    أشار سمير عبدالله ناس، نائب رئيس اتحاد الغرف العربية ورئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين، إلى الدور الذي تلعبه العلاقات العربية – البرازيلية في انهاء العقبات اللوجستية، وذلك عبر تأسيس ممرات بحرية مباشرة بين الموانئ العربية والبرازيلية، والتي أسهمت بدورها في الحد من تكاليف الشحن والارتقاء بمستوى التجارة الثنائية، فضلاً عن الزيادة الملحوظة في الإيرادات وتعزيز العلاقات الاستراتيجية.

     

    أوضح سمير ناس: "يعكس النمو في التجارة بين الوطن العربي والبرازيل دليلاً واضحاً على امتلاكنا العديد من الفرص التي يمكن انتهازها، رغماً عن التحديات التي فرضتها جائحة كوفيد-19 والأزمة الاقتصادية العالمية. ودعماً لمساعينا الرامية للاستفادة من المزايا العديدة التي تتيحها البرازيل والدول العربية، فهنالك حاجة ملحة لتعزيز تعاوننا الاقتصادي عبر الارتقاء بمستوى الاستثمارات في كلا الجانبين."

     

    ووقّع كل من أوسمار شحفة، رئيس الغرفة التجارية العربية البرازيلية، وأوجستو بيستانا، رئيس "ابيكس- برازيل"، في بداية المنتدى الاقتصادي العربي البرازيلي، على اتفاقية لتعزيز مشاريع المنتجات الحلال في الفترة ما بين 2022 – 2025. ويستهدف الاتفاق توسيع نطاق وصول المنتجات الحلال عالمياً، وذلك عبر تنظيم مبادرات في دول عديدة، كالسعودية، ومصر، وإندونيسيا، وشمال إفريقيا، وماليزيا، وفرنسا، والإمارات العربية المتحدة.

     

    كما تركز الاتفاقية على ترسيخ مكانة البرازيل كأحد الدول الرائدة في ردف الأسواق بهذه المنتجات، وذلك عبر تسليط الضوء على المبادرات والإنجازات ذات العلاقة، والتي سيتم نشرها عالمياً.

     

    حظي المنتدى الاقتصادي العربي البرازيلي الذي تنظمه الغرفة التجارية العربية البرازيلية، بالشراكة مع اتحاد الغرف العربية، وبدعم من جامعة الدول العربية، وبرعاية كل من وكالة الترويج البرازيلية للتجارة والاستثمار "ابيكس – برازيل"، و"برازيل فودز"، و"ساديا". كما يدعم هذا الحدث أيضاً كل من مدينة خليفة الصناعية (كيزاد)، و" فامبراس حلال"، و" بانتانال للتجارة"، و"إمبراتور"، إلى جانب شركات أخرى، مثل "مودرن ليفينج"، و" سيديال حلال"، و"أنتيكا أوبنيت"، و"ترافل بلس"، و"بارك تكنولوجيكو"، و" مجمع إيتايبو التكنولوجي"، و"إيجيزون".



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن