"بيانات" تحذر من حرق احتياطيات الوقود الأحفوري في العالم

  • كشفت بيانات جديدة، اليوم الاثنين عن أن حرق احتياطيات العالم المؤكدة من الوقود الأحفوري سيؤدي إلى إطلاق 3.5 تريليون طن من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وهي كمية ضخمة تفوق كمية الانبعاثات التي أlطلقت منذ عصر الثورة الصناعية وحتى الآن.

    وذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن تحليلا لأول قاعدة بيانات عامة معنية بإنتاج الوقود الأحفوري في العالم، كشف عن أن كلا من الولايات المتحدة وروسيا تمتلك احتياطيات من الوقود الأحفوري تكفي لأن تنفردا بالتهام ما تبقي من "ميزانية الكربون" في العالم، أي الحد الأقصى المسموح به من الانبعاثات في الجو قبل أن ترتفع درجة حرارة الأرض بمقدار 1.5 درجة مئوية أو أكثر عما كانت عليه في عصر ما قبل الثورة الصناعية.

    ولدى جميع بلدان العالم ما يكفي من الوقود الأحفوري لتجاوز هذه الميزانية المتبقية سبع مرات، والدفع بالبشر والنظم البيئية إلى موجات كارثية من الحرارة والفيضانات والجفاف وغيرها من الآثار التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية، ورغم أن الحكومات وافقت على هدف تقييد ارتفاع درجة الحرارة عند 1.5 درجة مئوية، فقد رفضت إلى حد كبير وقف امتيازات اكتشاف الوقود الأحفوري الجديد أو وقف استخراجه.

    وقال مارك كامبانيل، مؤسس مبادرة Carbon Tracker، التي تطلق اليوم "السجل العالمي للوقود الأحفوري" بالتعاون مع Global Energy Monitor، "لديك حكومات تصدر تراخيص أو تصاريح جديدة من أجل الفحم منفصلة تمامًا عن التزاماتها المناخية".

    وحتى تكون أمام العالم فرصة متساوية لتجنب زيادة الاحتباس الحراري بمقدار 1.5 درجة مئوية أو أكثر، قدر العلماء أنه بإمكان العالم إطلاق ما يتراوح بين 400 و500 مليار طن إضافي من غازات الدفيئة، وهو ما يتطلب خفضا جذريا للانبعاثات إلى ما يقارب النصف خلال العقد الحالي، قبل أن يتم التخلص منها بالكامل بحلول منتصف القرن.

    ومع ذلك، فإن لدى الولايات المتحدة وحدها القدرة على إطلاق 577 مليار طن من الانبعاثات معظمها من الفحم، من خلال احتياطياتها المعروفة من الوقود الأحفوري.

    وفيما كان الرئيس الأمريكي جو بايدن، يقود أول تشريع أمريكي بشأن تغير المناخ وتعهد بمعالجة ما سماه "تهديدًا وجوديًا للبشرية"، استمرت إدارته في منح امتيازات للتنقيب عن النفط والغاز، شملت مساحات شاسعة من خليج المكسيك، موقع كارثة التسرب النفطي في ديب ووتر هورايزون الذي كانت تديره شركة بريتيش بتروليوم (BP)، بحسب الصحيفة.

    ومن المقرر إطلاق 27 مليار طن من هذه الانبعاثات من مشاريع أمريكية قيد التنفيذ بالفعل وتشمل 33.2 مليار برميل من النفط، وفقا لقاعدة البيانات.

    أما روسيا فتمتلك ما يكفي من الوقود الأحفوري لإطلاق 490 مليار طن من غازات الاحتباس الحراري، وتقوم حاليا بتطوير مشاريع من المقرر أن ينبعث منها 11 مليار طن، فيما تمتلك كل من الصين والهند وأستراليا ما يكفي من احتياطيات الوقود الأحفوري لدفع العالم إلى حافة الانهيار المناخي.

    ورغم أن الدول أبرمت اتفاقيات باريس للمناخ في عام 2015 للحد من الاحتباس الحراري، لم تسفر ثلاثة عقود من المحادثات الدولية عن أي التزام بالحد فعليا من السبب الرئيسي لحالة الطوارئ المناخية، ألا وهو حرق الوقود الأحفوري. وفي محادثات الأمم المتحدة العام الماضي في جلاسكو، أسفرت المشاحنات بين الدبلوماسيين عن وعد بـ "التقليل التدريجي" من استخدام الفحم، وليس التخلص منه.

    وحذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، من أن وتيرة التحول في استخدام الطاقة ليست سريعة بما يكفي، مع عودة الانبعاثات العالمية بالفعل إلى مستويات ما قبل الجائحة.

    وقال جوتيريش إن موجات الحر الأخيرة في أوروبا والولايات المتحدة والصين، فضلا عن الفيضانات الكارثية في باكستان هي "ثمن إدمان البشرية للوقود الأحفوري".

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن