دراسة : عدم الثقة سبب يمنع الشباب من التقدم للوظائف

  • كتب : على الديب

     

     

    كشفت دراسة حديثة أن مخاوف خيبة الأمل قد تكون من الأسباب الرئيسية لقرار الشباب بعدم التقدم إلى وظيفة ما، وهذا ما يدلّ حسب علماء النفس على نوع من عدم الثقة بالذات.

     

    وجاء في الدراسة، التي نشرت نتائجها "لوفيجارو" الفرنسية، أن الكثيرين ممن يبحثون عن وظيفة يستبعدون أنفسهم من العديد من العروض والإعلانات، وبذلك قد يفوّتون فرصاً قد تكون رائعة لهم.

     

    وقالت لانا ( 26 عاما) : عندما أقرأ بعض الإعلانات، أقول في نفسي: أنا لست متأهلة لهذا الطلب".

     

    وليست هذه الشابة هي الوحيدة التي تتخذ مثل هذا الموقف، فهناك العديد من أمثالها يرفضون التقدم لبعض العروض بحجة أنهم ليسوا مؤهلين ولا يصلحون بما فيه الكفاية لهذه الوظيفة أو تلك.

    ولكن على عكس المعتقدات التقليدية التي بموجبها يتقدم المرشحون فقط بناءً على خصائص الوظيفة والشركة، تسلط الدراسة الضوء على عامل آخر مهم لاتخاذ القرار، وغالباً ما يتم تجاهله، وهو "تقييم الذات".

     

    فبعد الحديث مع 165 محاسباً جميعهم من الباحثين عن عمل، ومحاورتهم بشأن إعلانات حقيقية للوظائف، كانت النتيجة واضحة: "إن تقدير فرص نجاح الطلب أو لا، هو الذي يحدد خيار التقدم إلى الوظيفة".

     

    وأكد أستاذ إدارة الموارد البشرية جان برالونغ :"عندما يعتقد المرشحون أن المواصفات المطلوبة بالإعلان تناسبهم، فإنهم يتقدمون بطلب. وعندما يخشون أن هذه المواصفات لا تنطبق عليهم كلياً، فإنهم يقضون على أنفسهم. وبالتالي، يبدو أن كل شيء يشير إلى أن الاهتمام بالمنصب ينمحي أمام تقلبات الاختيار ومخاطر خيبة الأمل التي يمكن أن تسببها" .

     

    الخبرة المطلوبة

     

    وغالباً ما يشير العاملون إلى عقبة أخرى وهي الخبرة المطلوبة، ويقول فيم أودري، مستشار الموارد البشرية،: "هناك إعلانات لم أضع وقتي كثيرا بقراءتها لأنها تطلب 6-7 سنوات من الخبرة في المنصب، ولم يكن لديّ هذه المدة من الخبرة، فكنت أهدف إلى منصب إداري وأعرف جيداً أنهم لن يأخذوني".

    وقال عالم النفس في مجال العمل كريستوف نغوين إن هذه الأمثلة تدل على أن هناك  خوفاً من الفشل وانتهاكا لاحترام الذات وخوفاً من تعريض الذات للرفض".

     

    وتستشهد عالمة النفس صوفي مورين أيضاً بـ"الإحباط الناتج عن عدم الاستجابة على الطلب، وهذا يدلّ على عدم الثقة بالنفس".

     

    وتقول لانا إنها لا تنسى مسيرتها عندما كانت في الكلية وأوضحت: "وجدت نفسي مع أشخاص يعرفون كيف يندمجون جيداً مع مجموعة، ولم  يسمح بعضهم للآخرين بالتحدث، وكان هناك فعلا جانب تنافسي حقيقي، وأصبحت اليوم أقلّل من قيمة نفسي لأنني لم أكن أعرف كيف أقدر ذاتي في ذلك الوقت".

    التقييم الذاتي

    ولاحظت عالمة النفس صوفي مورين أن التقييم الذاتي عند النساء أقوى مما هو عليه عند الرجال، وأنهن يعتبرن أنه لا يجب عليهن التقدم إلى وظيفة إلا إذا استوفيت جميع المعايير.

    ومن جهته، قال بونوا سير، وهو مسؤول في شركة "لوريال"، إن هذه الظاهرة كانت تسود سابقاً ولكنها تتغيّر شيئاً فشيئاً.

    وبالفعل، أكدت الشابة مورغان البالغة من العمر 27 عاما: "سأقدم طلبي سواء كان هناك 6000 مرشح أو 4  لا غير، وكررت: "سأقدم طلبي إذا أعجبني العرض". وأضافت: "من لم يحاول شيئاً فلن يحصل على شيء".

    من جهته، أكد شاب باريسي عمره 26 عاما، يتطور حالياً في الأوساط الاستشارية والإدارة المتخصصة في الابتكار، أن هناك ظاهرة تدلّ على الخوف. وهذه الظاهرة كانت منتشرة أكثر في السابق، إلا أنها أقل انتشاراً عند الشباب اليوم.

     

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن