انتشرت مؤخرًا حملة سميّت تيم تريز، بفضل اليوتيوبيّ جيمي دونالدسون وتعاونه مع مؤسسة «أربور داي،» وهي حملة تهدف إلى زرع 20 مليون شجرة في جميع أنحاء العالم -باستثناء القارة القطبية الجنوبية - بين 1 يناير/كانون الثاني المقبل وديسمبر/كانون الأول 2022؛ وبالفعل تعهد مشاهير بالتبرع لها، منهم إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة سبيس إكس، وجاك دورسي، المدير التنفيذي لتويتر.
تستند الحملة إلى دراسات ترجح أن إعادة التحريج (إعادة زراعة الغابات) أفضل سبيل للمحافظة على حرارة الأرض مستقرة ثابتة: فالشجر يمتص ثاني أكسيد الكربون من الهواء مُخرجًا الأكسجين، فإذا زرعنا منه كثيرًا، امتص من ثاني أكسيد الكربون ما يكفي لكبح التغير المناخي.
في يوليو الماضي نَشرت مجلة ساينس دراسة قالت إنّ زرع نحو 2.2 مليون فدان (كمساحة الولايات المتحدة القارّية تقريبًا) سيؤدي إلى امتصاص ثلثَيْ ثاني أكسيد الكربون الذي راكمناه في الغلاف الجوي في آخر 250 عامًا.
لكن علماء كثيرون يرون أن تلك الحسابات خاطئة، وقالوا إن فيها مبالغة، وإن في زعم أفضلية التشجير على الحلول الأخرى تضليلًا خطيرًا: فالأشجار لا يمتص كل منها كمية الغاز ذاتها، وفي ورقة بحثية نُشرت في 2017 جاء أن إبقاء الحرارة الزائدة تحت خط درجتين مئويتين يتطلب أن تغطي الغابات معظم الأرض، وحتى المراعي والمَزارع لا بد من تحويلها إلى غابات لتحقيق ذلك الهدف؛ وفي هذا طبعًا تهديد خطير للأمن الغذائي.
معلوم أنه يُقطع سنويًّا نحو 15 مليون شجرة، وأن العالم فقد 46% من أشجاره منذ بداية الحضارة -ولا سيما في البرازيل-؛ فلا ريب إذن في أن زرع 20 مليون شجرة هدف إيجابي نافع، لكنه ليس الحل السحري لمشكلة التغير المناخي -باعتراف موقع تيم تريز ذاته-، وإنما الأمثل أن يُجمع بينه وبين تقليل الانبعاثات.
وحتى الناشطة البيئية جريتا تونبرج نوّهت على تويتر بأن زرع الأشجار يجب ألا يُعد الحل الوحيد لمشكلاتنا المناخية؛ قائلة «نحتاج طبعًا إلى أكبر عدد ممكن من الأشجار، لكن لا مفر في الوقت ذاته من إيقاف انبعاثات الغازات الدفيئة، وترك الوقود الأحفوري حيث هو في باطن الأرض.»