باستخدام الذكاء الاصطناعي : " ميدجورني " موجة جديدة من الصور الفبركة

  • كتب : ابراهيم أحمد

     

    انتشرت مؤخراً صور غريبة "مفبركة" للبابا فرانسيس مرتديًا معطفاً أبيض اللون، واجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي، لكن خبراء الذكاء الاصطناعي يقولون إن تداعيات الأمر خطيرة.

     

    كما يقول العديد من الباحثين إن الصورة، التي تم إنشاؤها باستخدام مولد الصور بالذكاء الاصطناعي "ميدجورني" (Midjourney)، هي علامة على موجة معلومات خاطئة قادمة، ستكون فيها الصور المزيفة أكثر إقناعًا من أي وقت مضى، حتى أن أولئك المختصين في الذكاء الاصطناعي ووسائل التواصل الاجتماعي، لا يمكنهم دائمًا معرفة ما هو حقيقي وما هو ليس كذلك.

     

    من جهته قال جيف هانكوك الأستاذ في جامعة ستانفورد عن صورة البابا: "اعتقدت أنها كانت ممتازة"، وأضاف: "كل شيء مناسب بشكل صحيح، لم تكن هناك أخطاء واضحة".

     

    وبعد أن كان مصورو المشاهير، أو من يسمون "الباباراتزي"، هم أكثر من يقلق المشاهير، فقد بات هذا الدور المقلق يناط بوسائل الذكاء الاصطناعي. لقد دخل الذكاء الاصطناعي الحياة اليومية، حيث قام بتحسين كل شيء من التخطيط للوجبات، إلى كتابة المقالات إلى اكتشاف السرطان، وعلى الرغم من أن الإمكانات الكاملة لهذه التكنولوجيا لم تتحقق بالكامل بعد، إلا أن أدوات مثل "ميدجورني" و"شات جي بي تي" و"دال-إي" و" ستيبل ديفيوجن"، تُستخدم بالفعل على نطاق واسع لإنشاء نصوص وصور تنتشر بسهولة عبر الإنترنت، (في السابق، مُنع مستخدمو "دال-إي" (DALL-E) من تعديل صور الوجوه البشرية الحقيقية، ولكن تم رفع هذا القيد في سبتمبر الماضي).

     

    وسهلت هذه الأدوات على الأشخاص استخدام، وإساءة استخدام، صور الشخصيات العامة على الإنترنت، في الخريف الماضي، شاهد مثلا ليوناردو دي كابريو وإيلون ماسك، وجهيهما يُستخدمان في الإعلانات دون إذنهما.

     

    من ناحيته قال أندرو أوينز الأستاذ في جامعة ميشيجان: "يمكن لأي متصيد عبر الإنترنت الآن، بنقرات قليلة إنشاء صور مقنعة قد تخدع الإنسان".

     

    وفي بيان، قال متحدث باسم "ستابيليتي إيه آي" (Stability AI)، الشركة التي أنشأت "ستيبل ديفيوجن" (Stable Diffusion)، إن الشركة تبحث عن طرق لمكافحة إمكانات الذكاء الاصطناعي، في خلق معلومات مضللة.

     

    وقال المتحدث: "نحن نعمل حاليًا مع شركات وباحثينَ روادٍ في مجال الأمن الرقمي، لتنفيذ حل آمن وطويل الأمد لهذه المشكلة"، لم يستجب ممثلو "ميدجورني" و"شات جي بي تي" و"دال-إي" لطلبات التعليق.

     

    وفي الأسبوع الماضي، بينما كانت الأخبار تدور حول الاعتقال المحتمل لدونالد ترامب، ملأت صور تويتر اعتقال الرئيس السابق من قبل الشرطة، وتم إنشاء العديد من الصور باستخدام "ميدجورني"، وهي نفس الخدمة المستخدمة لإنشاء صور البابا فرانسيس المزيفة.

     

    وبالنسبة إلى آري لايتمان أستاذ الإعلام الرقمي والتسويق، في كلية هاينز لأنظمة المعلومات والسياسة العامة بجامعة كارنيغي ميلون، فإن انتشار الصور المتطورة، التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، يمثل جبهة جديدة في نشر الأخبار المزيفة.

     

    وقال الخبراء إنه عندما تكون صور الأشخاص محببة، ويصعب التمييز بين الوجوه، فمن الصعب الجزم بما إذا كانت أصلية أم لا، خصوصاً بإمكانيات الكمبيوتر القوية الآن.

     

    لكنهم أضافوا أن إنشاء مقاطع فيديو مقنعة لبشر حقيقيين، ما زال يمثل مهمة صعبة للذكاء الاصطناعي، حيث يمكن للعين البشرية اكتشاف حتى أصغر المخالفات في الحركة.

     

    وتعد مقاطع الفيديو أيضًا في الأساس سلسلة من الصور المختلفة، ويجب أن تكون كل صورة مقنعة، وهو شيء لم يتحقق بعد التعلم الآلي، وقال الخبراء إن التكنولوجيا في طريقها لتحقيق الأمر، ومن المرجح أن تتطور بشكل أسرع من المتوقع.

    وعبر البعض عن قلقهم أيضًا بشأن قدرة الصور التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي على التلاعب بالاقتصاد، فعلى سبيل المثال، إن الصورة المزيفة لرئيس تنفيذي يمكن أن تتسبب في انخفاض قيمة السهم، وربما الإضرار بقطاع مالي بأكمله.

     

    وفي الغابون، بدأ انقلاب فاشل للإطاحة بالحكومة في عام 2019 بعد انتشار شائعات بأن الرئيس قد مات، وأن مقطع فيديو تم نشره ليلة رأس السنة كان مزيفًا.

     

     

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن