مع تراجع سعره ب 30 % : الليثيوم يفتح الباب لانخفاض أسعار البطاريات والمركبات الكهربائية

  • كتب : باسل خالد

     

    تتراجع أسعار الليثيوم بعد تقلّب دام عامين، وهو ما يمثل أملاً للمستهلكين وصانعي السيارات الذين تضرروا من ارتفاع أسعار البطاريات العام الماضي، حيث انخفضت أسعار الليثيوم بأكثر من 30% هذا العام، منهية فترة العامين التي ارتفعت فيها 12 ضعفاً، وفقًا لمزود البيانات في لندن "بينشمارك مينرال إنتلجينس".

     

    يعزى انخفاض الأسعار إلى تباطؤ الطلب على السيارات الكهربائية، لا سيما في الصين، والأسواق المتقلبة التي تجعل التجار حذرين. كما أن أسعار المعادن الأخرى التي تدخل في تصنيع البطاريات، مثل الكوبالت والنيكل، تتراجع أيضاً.

     

    من جهته قال إريك نوريس من شركة ألبيمارل كورب، أكبر شركة توريد ليثيوم في العالم: "ستكون الشهور القادمة وعرة". لا تزال الأسعار مرتفعة بما يكفي لتحفيز ألبيمارل وغيرها على المضي قدمًا في مشاريع جديدة، مثل الخطط المعلنة مؤخرًا لبناء منشأة لمعالجة الليثيوم بقيمة 1.3 مليار دولار في ساوث كارولينا.

     

    أضاف يمكن أن يوفر انخفاض أسعار مواد البطاريات بعض الراحة لشركات صناعة السيارات والمستهلكين بعد أن ساعدت السلع في رفع أسعار البطاريات بنحو 7% العام الماضي، وفقًا لبيانات بلومبرغ، وخالف ارتفاع سعر البطاريات العام الماضي اتجاهاً دام عشر سنوات جعل السيارات الكهربائية أرخص لأن البطاريات هي أغلى مكوناتها، وانخفضت أسعار كاثودات البطارية بنحو 30 % هذا العام.

     

    وعادةً ما تستغرق التحركات في أسعار المعادن شهورًا لتؤثر على تكاليف السيارة لأن المشترين يتفاوضون على عقود أسعار طويلة الأجل.

     

    ويؤدي انعكاس الأسعار مع قيام شركات صناعة السيارات الكهربائية مثل تسلا وفورد موتور إلى جذب المزيد من العملاء في سوق تنافسية. وصرحت شركة فورد في الآونة الأخيرة بأنها تتوقع أن تخسر نحو ثلاثة مليارات دولار في قطاع السيارات الكهربائية هذا العام، مما يسلط الضوء على ضغط التكلفة على الشركات المصنعة.

     

    وقال محللون إن التقارير التي تفيد بأن موردا كبيرا للبطاريات لكلا الشركتين، وهو شركة أمبيريكس تكنولوجي الصينية المعاصرة Amperex Technology Co.، أو CATL، يقدم خصومات على أسعار البطاريات لبعض العملاء. باعت CATL مؤخرًا حصة في منتج ليثيوم أسترالي، وهي خطوة ينظر إليها البعض على أنها رهان على انخفاض أسعار السلع والأسهم في هذا القطاع.

     

    في الوقت الراهن، لا تزال أسعار الليثيوم مرتفعة ويخشى صانعو السيارات من عدم القدرة على تأمين إمدادات كافية. استثمرت شركة جنرال موتورز مؤخرًا 650 مليون دولار في شركة ليثيوم أميريكاس كورب الناشئة للحصول على الحق في الحصول على مكونات من منجم في نيفادا.

    وتحاول ألبيمارل شراء شركة ليون تاون ريسورسز الأسترالية مقابل حوالي 3.7 مليار دولار. ورفضت ليون تاون العرض الأخير قائلة إنه يقلل من قيمة الشركة.

     

    كما تضخ الحكومة الأميركية أموالا لدعم الإنتاج المحلي، وتقدم مليارات الدولارات من القروض والمنح لألبيمارل وموردين آخرين، وإعفاءات ضريبية جديدة للسيارات الكهربائية مرتبطة بمحتواها المحلي.

     

    وشكلت السيارات الكهربائية 10% من مبيعات السيارات الأميركية في ديسمبر، ارتفاعًا من 2.3% في عام 2020، وفقًا لتحالف Alliance for Automotive Innovation، وفي عام 2022 بيعت 10.5 مليون سيارة كهربائية في جميع أنحاء العالم، بزيادة 60% تقريبًا عن العام السابق، وفقًا لشركة الأبحاث Rho Motion، التي تتوقع أن تقفز المبيعات العالمية بنسبة 40 % تقريبًا هذا العام.

     

    ويؤكد محللون أن ارتفاع إمدادات النيكل والكوبالت على المدى القصير يسهم أيضا في انخفاض الأسعار في الآونة الأخيرة. وجدير بالذكر أن نزاعاً بين منتج صيني للكوبالت وحكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية، أكبر مورد في العالم، أدى إلى وقف الصادرات وأثار ذلك مخاوف من أن تخمة المعدن قد تضرب السوق في أي وقت.

     

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن